شهدت محافظة الجوف، في شمال اليمن، مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، فيما لا يزال الوضع في عمران يراوح بين الاشتباكات المتقطعة وجهود الوساطة المتعثرة.
وتجددت المواجهات في مدينة الغيل، التابعة لمحافظة الجوف، ظهر الثلاثاء، واستمرت حتى فجر اليوم، الأربعاء، وذلك بعد وصول قوات من الجيش والأمن إلى المنطقة.
وفي حين لم تتوفر إحصائية حول حصيلة ضحايا المواجهات الدائرة، أشارت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إلى تدمير العديد من الأطقم المسلحة والمعدات التابعة للحوثيين وأخرى لقبليين من أبناء الغيل، والذين يتبادلون إطلاق النار مع "الحوثيين" منذ أيام.
وأفادت مصادر غير رسمية، في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، لـ"العربي الجديد"، بأن "الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، شكّل لجنة وساطة لإيقاف المواجهات في الجوف برئاسة الشيخ صالح بن شاجع، وتضم في عضويتها وجهاء قبائل ومسؤولين محليين".
تسجيل للقاعدة
في الأثناء، نشر تنظيم "القاعدة" تسجيلاً مصوراً على الانترنت، يشرح تفاصيل عملية انتحارية تمت في مايو/ أيار الماضي، ضد نقطة مسلحة تابعة لـ"الحوثيين" في محافظة الجوف.
ويظهر الفيديو، الذي نُشر بتاريخ 23 يونيو/ حزيران الماضي، وتم تداوله أمس، الثلاثاء، شاباً من أعضاء التنظيم، يدعى أبو عوف الشروري، يقوم بتفجير سيارة مفخخة في نقطة تجمع لـ"الحوثيين" في منطقة الحزم. وذكر التنظيم، في الفيديو، أن العملية "جاءت رداً على جرائم الحوثيين ضد أبناء السنّة في مختلف المحافظات اليمنية".
وقال الشروري، قبيل تفجير نفسه، إنه "يقوم بهذا العمل تقرّباً إلى الله"، مضيفاً: "هذه العملية هي البداية، والقادم أدهى وأمرّ".
وبحسب الفيديو، فإن العملية استهدفت "قيادات حوثية كبيرة"، وأنها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً وتدمير عدد من السيارات. كما عدّد التسجيل ست عمليات سابقة نفذتها "القاعدة" ضد "أهداف حوثية".
وكان التنظيم تبنّى، في أواخر مايو/ ايار الماضي، العملية الانتحارية التي استهدفت نقطة لـ"الحوثيين" في الجوف، وهي المحافظة الوحيدة التي تشهد عمليات لـ"القاعدة" ضد "أهداف حوثية".
جبهة عمران
وفي محافظة عمران، غرب الجوف، تبادل "الحوثيون" والجيش الاتهامات برفض الانسحاب من المواقع، وفقاً للجان المتفرعة من "لجنة الوساطة الرئاسية" التي زارت المناطق المحيطة بمدينة عمران وتواصل جهودها وسط المواجهات المتقطعة.
وقالت مصادر محلية إن "اللجان أشرفت، أمس الثلاثاء، على إخلاء عدد من المواقع التي يتمركز فيها الجيش، واتهمت الحوثيين بسحب مسلحيهم من بعض النقاط التي يتمركزون فيها قبل وصول اللجان، ومعاودة السيطرة عليها بعد مغادرة اللجنة وقصف مواقع للجيش في جبل ضين، أمس الثلاثاء".
من جهتها، أعلنت "اللجنة الرئاسية" المكلفة بالإشراف على وقف المواجهات في مدينة عمران وما جاورها وفي مديريتي همدان وبني مطر في محافظة صنعاء، عن أسماء لجان التحقيق وحصر ومعالجة الأضرار، مكوّنة من 23 شخصاً، جلّهم أعضاء مجالس محلية وموظفون في قطاعات الحكومة.
إلى ذلك، وزّع موقع وكالة "خبر" الأهلية، الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، خبراً عن أن "القائد الميداني للحوثيين، أبو علي الحاكم، نجا من محاولة اغتيال عن طريق قصف موكبه أثناء مروره في منطقة عمد، في محافظة عمران، مساء أمس الثلاثاء، وهو ما لم تؤكده ولم تنفه مصادر "الحوثيين".
وكان الحاكم قد التقى وزير الدفاع، محمد ناصر أحمد، قبل يومين في منطقة همدان، في لقاء تحفظت وسائل إعلام الحكومة عن الإشارة إليه، وأسفر عن حملة انتقادات توجهت ضد وزير الدفاع.