رحابة المكان وطلاؤه الأبيض يبعثان السكينة لزائره. انتقت سارة تحف الاستديو وتفاصيله وتماثيل بودا ووضعيات اليوغا بعناية واضحة. أضفت عالَماً لا يوحي لك سوى بالهدوء والوداعة والترحاب. تدخل المكان وتستشعر ما سيقدمه لروحك ولجسدك طوال مدة الصف. لكن جائحة كورونا أعطت استديو "أوهانا سبايس يوغا" فسحة من الوقت لنفسه.
لم تنقل سارة بركات صفوف اليوغا التي تقدمها منذ سنتين إلى العالم الافتراضي بسرعة. اعتقدت أن فترة الحجر المنزلي لن تستمر طويلاً. بعدها أدركت أن الأمر سيطول، وضعت مع سائر فريق المدربين برنامجاً أسبوعياً متكاملاً مستخدمةً تطبيق IN2، إذ يقوم المتدربون بتحميله لتسجيل صفوفهم ومتابعتها. وكانت متفهمة للوضع الاقتصادي الذي يمر به الجميع، فلم تكن كل الصفوف مدفوعة، بل كانت قائمة على التبرُّع، مع صفوف أخرى كانت تقدمها مجاناً.
وجدت سارة إقبالاً، فأثناء فترة الحجر كان معظم المتدربين معها جددا. أما القدامى فكان بإمكانهم التدرب بأنفسهم. ما يميز اليوغا برأي سارة عن غيرها، أنه تمكن ممارستها في أي مكان، على الأرض أو على السجادة الخاصة بها. وهذه العادة الهندية القديمة المؤلفة من ممارسات روحية وجسدية وعقلية، متاحة للجميع وبكل مراحلها وبسهولة. تفضل سارة الصفوف الحيّة، لكنها لا تنكر أن التعليم الافتراضي مريح إلى حد ما، إذْ كل ما عليها فعله، هو أن تدير الكاميرا أينما كانت، وتعطي الصف. العالم الافتراضي فتح لها مجال التواصل مع أناس أكثر لا يستطيعون أن يصلوا إليها، فهي تصل إليهم، لذلك لا تفكر بالتخلي الكلّي عن الحصص الافتراضية، حتى بعد انتهاء الحجر المنزلي. ترى سارة أن لليوغا فوائد كثيرة، لكن أهمها أنها تجعل ممارسيها يتواصلون مع أنفسهم ومع أجسامهم، وهذا يوضح لهم ما يطمحون إليه في الحياة، ويساعدهم على تحقيقه.
اقــرأ أيضاً
"تجربة غريبة لكن مفيدة"
"أعطتني اليوغا رؤية جديدة للحياة" تقول روانا طرباي (24 سنة) التي بدأت ممارسة اليوغا المنزلية عبر تطبيق IN2 أثناء الحجر الصحي. أصبحت اليوغا جزءاً من حياتها، تمارسها إلى جانب عملها كمحامية، منذ ثلاثة أشهر، وتطمح للوصول لمرحلة روحية، تؤمن أنها ستساعدها لبلوغها. ورغم أن نادر دياب (33 سنة) يمارس اليوغا منذ خمس سنوات، إلا أنه يعتبر أنه تعلّمها فعلياً عبر "الأونلاين" مع سارة. طبعاً يفضل نادر الذي يعمل كمستشار لاستراتيجيات مواقع التواصل الاجتماعي، اليوغا ضمن صفوف عادية حيث يلتقي بمتدربين غيره، ويشعر بطاقة المدرب، ويتواصل مباشرة مع من حوله، "فهذه كلها فرص للإلهام والانفتاح" كما يصف. وجد دياب أن صفوف العالم الافتراضي تجربة غريبة، لكنها مفيدة بالتأكيد رغم "أنني ما زلت أنظر إلى شاشة"، كما يقول.
فوائد لا تُحصى
وتعتبر المعالجة النفسية ألكساندرا شليطة أن "كوفيد-19" هو نداء صحوة ليهتم الإنسان بصحته أكثر، واليوغا من أهم الوسائل للمحافظة على صحة جيدة. إذْ إنها تقوي جهاز المناعة وتجهز الجسم لمحاربة الأمراض والوقاية منها، خصوصاً في فترة كورونا، "هنالك حركات مخصّصة وطرق تنفس محددة تمكن ممارستها للوقاية من (كوفيد-19) تحديداً" تقول المعالجة شليطة. وتؤكد الدكتورة أن اليوغا تخفف الضغط النفسي والتوتر، وتساعد على الشعور بالراحة والهدوء خصوصاً إذا ما تداخلت أساليب التنفس والتأمّل والتركيز. "كذلك تجعلك تشعر بمزيد من الطاقة والحيوية والتخفيف من الحزن والاكتئاب أو الشعور بالكدر لعملها على طاقات أجسامنا". وتعتبر شليطة أن اليوغا تتميز عن التمارين الرياضية الاعتيادية انطلاقاً من معنى الكلمة، والتي هي "الاتحاد". إذْ تركز على التنفس والحركات الجسمانية والإحساس والآنية. مما يجعل ممارِسَها حاضراً بكل حواسه في اللحظة الآنية تماماً، ليكسر بذلك الحلقات المفرغة من الأفكار التي تدور في رأسه دون التوصل لنتيجة. اليوغا، التي تحتفل الأمم المتحدة بيومها العالمي في الـ21 من هذا الشهر، وصنفتها "الأونيسكو" من التراث الثقافي، تعطي بعد التمرين شعوراً منعشًا، إذْ يشعر المتمرس بالارتياح والهدوء. تقول المعالجة شليطة "صحيح أن اليوغا ليست علاجاً نفسياً، لكنها مكمل غذائي جسدي وروحي للإنسان".
وجدت سارة إقبالاً، فأثناء فترة الحجر كان معظم المتدربين معها جددا. أما القدامى فكان بإمكانهم التدرب بأنفسهم. ما يميز اليوغا برأي سارة عن غيرها، أنه تمكن ممارستها في أي مكان، على الأرض أو على السجادة الخاصة بها. وهذه العادة الهندية القديمة المؤلفة من ممارسات روحية وجسدية وعقلية، متاحة للجميع وبكل مراحلها وبسهولة. تفضل سارة الصفوف الحيّة، لكنها لا تنكر أن التعليم الافتراضي مريح إلى حد ما، إذْ كل ما عليها فعله، هو أن تدير الكاميرا أينما كانت، وتعطي الصف. العالم الافتراضي فتح لها مجال التواصل مع أناس أكثر لا يستطيعون أن يصلوا إليها، فهي تصل إليهم، لذلك لا تفكر بالتخلي الكلّي عن الحصص الافتراضية، حتى بعد انتهاء الحجر المنزلي. ترى سارة أن لليوغا فوائد كثيرة، لكن أهمها أنها تجعل ممارسيها يتواصلون مع أنفسهم ومع أجسامهم، وهذا يوضح لهم ما يطمحون إليه في الحياة، ويساعدهم على تحقيقه.
"تجربة غريبة لكن مفيدة"
"أعطتني اليوغا رؤية جديدة للحياة" تقول روانا طرباي (24 سنة) التي بدأت ممارسة اليوغا المنزلية عبر تطبيق IN2 أثناء الحجر الصحي. أصبحت اليوغا جزءاً من حياتها، تمارسها إلى جانب عملها كمحامية، منذ ثلاثة أشهر، وتطمح للوصول لمرحلة روحية، تؤمن أنها ستساعدها لبلوغها. ورغم أن نادر دياب (33 سنة) يمارس اليوغا منذ خمس سنوات، إلا أنه يعتبر أنه تعلّمها فعلياً عبر "الأونلاين" مع سارة. طبعاً يفضل نادر الذي يعمل كمستشار لاستراتيجيات مواقع التواصل الاجتماعي، اليوغا ضمن صفوف عادية حيث يلتقي بمتدربين غيره، ويشعر بطاقة المدرب، ويتواصل مباشرة مع من حوله، "فهذه كلها فرص للإلهام والانفتاح" كما يصف. وجد دياب أن صفوف العالم الافتراضي تجربة غريبة، لكنها مفيدة بالتأكيد رغم "أنني ما زلت أنظر إلى شاشة"، كما يقول.
فوائد لا تُحصى
وتعتبر المعالجة النفسية ألكساندرا شليطة أن "كوفيد-19" هو نداء صحوة ليهتم الإنسان بصحته أكثر، واليوغا من أهم الوسائل للمحافظة على صحة جيدة. إذْ إنها تقوي جهاز المناعة وتجهز الجسم لمحاربة الأمراض والوقاية منها، خصوصاً في فترة كورونا، "هنالك حركات مخصّصة وطرق تنفس محددة تمكن ممارستها للوقاية من (كوفيد-19) تحديداً" تقول المعالجة شليطة. وتؤكد الدكتورة أن اليوغا تخفف الضغط النفسي والتوتر، وتساعد على الشعور بالراحة والهدوء خصوصاً إذا ما تداخلت أساليب التنفس والتأمّل والتركيز. "كذلك تجعلك تشعر بمزيد من الطاقة والحيوية والتخفيف من الحزن والاكتئاب أو الشعور بالكدر لعملها على طاقات أجسامنا". وتعتبر شليطة أن اليوغا تتميز عن التمارين الرياضية الاعتيادية انطلاقاً من معنى الكلمة، والتي هي "الاتحاد". إذْ تركز على التنفس والحركات الجسمانية والإحساس والآنية. مما يجعل ممارِسَها حاضراً بكل حواسه في اللحظة الآنية تماماً، ليكسر بذلك الحلقات المفرغة من الأفكار التي تدور في رأسه دون التوصل لنتيجة. اليوغا، التي تحتفل الأمم المتحدة بيومها العالمي في الـ21 من هذا الشهر، وصنفتها "الأونيسكو" من التراث الثقافي، تعطي بعد التمرين شعوراً منعشًا، إذْ يشعر المتمرس بالارتياح والهدوء. تقول المعالجة شليطة "صحيح أن اليوغا ليست علاجاً نفسياً، لكنها مكمل غذائي جسدي وروحي للإنسان".