انتحر اليوم، رضا الحسيني محمد (17 عاما)، الطالب بالصف الثاني بالمدرسة الثانوية الصناعية بكفر الشيخ، شمال مصر، شنقا بـ غطاء رأس، داخل غرفة نومه، دون معرفة الأسباب حتى الآن.
ونقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى كفر الشيخ العام، وأكدت أسرة القتيل، للجهات الأمنية عدم معرفة أسباب انتحاره.
وشهدت مصر خلال عام 2015، انتحار 44 طفلا، وتراوحت الأسباب بين النفسية والأسرية والاقتصادية والصحية، فيما وقعت حوادث انتحار نتيجة محاولة الأطفال تقليد أفلام.
وكشفت "المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة" في تقرير لها، عن ارتفاع عدد حالات انتحار الأطفال من 22 حالة انتحار من بداية 2015 وحتى شهر يونيو/حزيران الماضي، إلى 44 حالة حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام.
وتجاوزت نسبة الذكور، في حالات الانتحار التي رصدتها المؤسسة، نسبة الإناث، فبلغ الذكور 52 في المائة، والإناث 48 في المائة. واختلفت الفئات العمرية للأطفال المنتحرين، حيث سجلت الفئة العمرية من 16 إلى 18 عاما أعلى عدد حالات انتحار، بواقع 25 حالة، تليها الفئة العمرية من 11 إلى 15 عاما، بواقع 17 حالة.
وسجل الريف أعلى معدل لحالات انتحار الأطفال بواقع 75 في المائة، مقابل 25 في المائة في الحضر، وأرجعت المؤسسة ذلك لما يعانيه الريف من تدنٍ فى مستويات الخدمات، وارتفاع مستوى الفقر فى المدن الريفية عنها في المدن الحضرية.
وتنوعت الأسباب التي أدت بالأطفال إلى الانتحار، وجاءت النسبة الأعلى بين الأطفال المنتحرين نتيجة مرورهم بأزمات ومشاكل نفسية، بواقع 16 حالة، حسب التقرير الذي أشار إلى أن الرسوب في الامتحانات والتوتر نتيجة قرب موعد الامتحان، هو العامل النفسي الأكثر تأثيرا في الأطفال، فقد لعب دورا رئيسيا في انتحار الطفل "عمر.ه"، 14 عاما، والذي شنق نفسه في غرفته بعد رسوبه في إحدى المواد، إذ عُثر بجوار الجثة على ورقة تفيد رسوبه في الامتحان.
ورصدت المؤسسة 14 حالة انتحار طفل، نتيجة أسباب اقتصادية وأسرية، لافتة إلى أن العامل الاقتصادي هو المحرك الأول، وأن عدم توافر المتطلبات المادية يؤدي بهم إلى الانتحار، بالإضافة إلى أساليب التنشئة الخاطئة واستخدام الضرب كوسيلة للعقاب.
ويبلغ عدد الأطفال الذين يعيشون في فقر مادي في مصر 9.2 ملايين طفل بحسب إحصاء عام 2012/2013، بالإضافة إلى وجود 7.5 ملايين طفل معرضين للفقر، بحسب تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
كما سجل التقرير حالتي انتحار في صفوف الأطفال نتيجة محاولتهم تقليد أفلام الكرتون، من بينها حالة الطفل "محمود.أ" الذي انتحر بعد أن شاهد فيلما كرتونيا عن "سبايدر مان" وحاول تقليده، في حين دفعت المعاناة من الإعاقة الدائمة طفلا إلى الانتحار، لارتفاع تكاليف العلاج وعدم مقدرة الأسرة على توفيره.
اقرأ أيضا:في اليوم الأول لـ2016... انتحار مسنّ مصري