وحصل مور، المدعوم من المستشار الإستراتيجي السابق للرئيس، ستيف بانون، ومن التيار المتدين في الحزب الجمهوري، على 57% من الأصوات مقابل 43% للوثر سترانغ، مرشح الإستبلشمنت، والذي أعلن الرئيس، قبل أيام قليلة، أنه يدعم وصوله إلى الكونغرس.
والمفارقة أن بانون، الذي قاد ميدانيًا حملة القاضي المتشدد، وبشر بعد الانتصار بانقلاب كبير ضد رموز الإستبلشمنت والقيادة الحالية للحزب الجمهوري خلال الانتخابات المقبلة، كما اعتبر أن فوز مرشح اليمين المتطرف هو أيضًا انتصار لأجندة ترامب، وأنه سيكون عونًا للرئيس في الكونغرس. وبدا بانون حريصًا على التلميح إلى الشك بمدى "جدية" دعم ترامب لمرشح الإستبلشمنت، والإيحاء بأنه مجبر على ذلك.
وفي كل الأحوال، فإن ترامب كان قد حفظ لنفسه خط الرجعة خلال خطابه الأسبوع الماضي، الذي أعلن فيه تأييده لسترانغ، رجل اللوبيات في واشنطن المدعوم من خصوم ترامب في الحزب الجمهوري، وعلى رأس هؤلاء زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، متش ماكونيل، ورئيس مجلس النواب بول رايان. فقد توقع ترامب حينها ألا تكون النتائج لصالح مرشحه، وقال إنه قد يندم على اختياره، إلا أنه أكد دعمه الفائز من المرشحين بعد الانتخابات ضد المرشح الديمقراطي في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ولعل بانون لم يجانب الصواب بقوله إن نتائج الانتخابات الجمهورية في ألاباما هي في نهاية الأمر لصالح ترامب والأجندة اليمينية التي أوصلته إلى البيت الأبيض. وربما لن يضير الرئيس شيء إذا صدقت توقعات مستشاره السابق، الذي أبعدته الإستبلشمنت من البيت الأبيض، وحدث الانقلاب الموعود داخل الحزب الجمهوري في انتخابات الكونغرس النصفية العام المقبل؛ بل على العكس من ذلك، فإن ترامب جاهر علنًا برغبته في عزل ماكونيل ورايان بسبب فشلهما في إلغاء "أوباما كير" رغم سيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب.