07 نوفمبر 2024
انتخابات من سينما السبكي
يلعب عبد الفتاح السيسي، منذ سنوات خمس، على ثلاث ورقات رابحة، وإن كانت الانتخابات أخيرا قد فضحت اللعبة تماما، بعدما انكشف اللاعب، وتعرّت أوراقه أمام المنتظرين للأمل، بعدما تحول من الآمال إلى أوهام شاعرية فقط، فما كان منه إلا أن يحول الانتخابات إلي مولد راقص، تمويها على داخل اللجان الخاوية وما فيها، ما جعل عادل إمام يتساءل ضاحكا، وكأنه في مشهد مسرحي قائلا: "هو مفيش غيري؟". وهو ما جعل النظام، بإعلامه وصحافته، يصرخ بهستيرية من مانشيت وحيد لصحيفة وحيدة يكشف هذا المستور، وهي صحيفة المصري اليوم، وتم توقيع عقوبة عليها اليوم بما يوازي 150 ألف جنيه، تأكيدا لانكشاف اللعبة وعريها، حتى وإن ركبت سما المصري "موتوسيكلا"، وطافت على اللجان. وإن عدنا إلى الورقات الثلاث، فهي: ورقة أصحاب المعاشات، ورقة نساء مصر، ورقة الأخوة الأقباط .
وتظل ورقة الشباب الورقة المستعصية، غير قابلة للاحتواء، لا في مؤتمرات شرم الشيخ ولا في الجن. يظل الشاب غير مصدق اللعبة، لأنه لا ينتظر علاوة بعد عامه الستين، وإنما يريد حياة وفرصة عمل. الخريج الذي بلا عمل، والباحث عن سكن ولا يجده إلا عند القوات المسلحة بما يوازي ربع مليون جنيه، وسائق الميكروباص الذي تتولي الداخلية تشغيله سخرة، هو وميكروباصه، بلا أجر، ولا صاحب التوك توك الذي حرقه شاب بالبنزين، لكيلا يأخذه منه الضابط. ما زالت ورقة الشباب مستعصية على فهم سلطة السيسي وإدراكه، لأنه اعتمد على التركيع بالرصاصة، فخاف أصحاب المعاشات، وقالوا قولتهم الشهيرة "ال تعرفة أحسن من ال ما تعرفوش". وقال الإخوة الأقباط "إن وكلنا طين أحنا معاه". وقال لي بعضهم وقد كان في السبعين: "أحنا بالعربي خايفين على ديننا والرئيس السابق مكنش مضمون". وبالطبع، خرجت النساء حفاظا علي البيت، وخوفا على أولادهن من رعونة الرصاص والقتل في الميادين خلال سنوات خمس من 30/ 6 إلى الآن جهارا نهارا، فكيف لا تخاف النساء، وترقص للمشهد.
وأصبح المشهد مرعبا للجميع، حتى الوصول إلى الانتخابات أخيرا، فما كان من السلطة من حيلةٍ إلا تحويل المشهد برمته إلى فيلم من أفلام السبكي، واشترك الجميع فيه تأليفا وإخراجا ورقصا، من ساندرا نشأت إلى المطرب حكيم إلى الراقصة سما المصري، بموتوسيكلها الشهير، لعادل إمام وقفشته من داخل اللجنة وحيدا، كي يضحك على وجوده هو، وهو في الثمانين، فيقولها عامدا أو غير عامد، كي يفضح نفسه، ويفضح السلطة التي أمرته بالتصويت أيضا بتلك الجملة العفوية أو غير العفوية: "هو مفيش غيري؟". وعلى الرغم من ذلك، تواصل السلطة أفعالها الهستيرية، ظنا منها أنها قد توقف فضح هذا الفيلم سيئ الإخراج والتمثيل، حتى وإن اشتركت فيه يسرا وسميرة أحمد وفيفي عبدة وحكيم ومحمد هنيدي وغيرهم، فقد جاء "كف" شباب مصر ساخنا ومؤلما في وقته تماما على أقفية الجميع، وبدأت السلطة في إعادة حساباتها، والشهور المقبلة مليئة بكل المفاجآت، وها هي الإشارات وقد بدأت حتى للأعمى. فهل بدأنا ندرك مأساة ذلك الفيلم الكابوسي الأليم الذي بدأ بالدم من سنوات خمس، وها هو ينتهي في بيت عائلة السبكي.
وتظل ورقة الشباب الورقة المستعصية، غير قابلة للاحتواء، لا في مؤتمرات شرم الشيخ ولا في الجن. يظل الشاب غير مصدق اللعبة، لأنه لا ينتظر علاوة بعد عامه الستين، وإنما يريد حياة وفرصة عمل. الخريج الذي بلا عمل، والباحث عن سكن ولا يجده إلا عند القوات المسلحة بما يوازي ربع مليون جنيه، وسائق الميكروباص الذي تتولي الداخلية تشغيله سخرة، هو وميكروباصه، بلا أجر، ولا صاحب التوك توك الذي حرقه شاب بالبنزين، لكيلا يأخذه منه الضابط. ما زالت ورقة الشباب مستعصية على فهم سلطة السيسي وإدراكه، لأنه اعتمد على التركيع بالرصاصة، فخاف أصحاب المعاشات، وقالوا قولتهم الشهيرة "ال تعرفة أحسن من ال ما تعرفوش". وقال الإخوة الأقباط "إن وكلنا طين أحنا معاه". وقال لي بعضهم وقد كان في السبعين: "أحنا بالعربي خايفين على ديننا والرئيس السابق مكنش مضمون". وبالطبع، خرجت النساء حفاظا علي البيت، وخوفا على أولادهن من رعونة الرصاص والقتل في الميادين خلال سنوات خمس من 30/ 6 إلى الآن جهارا نهارا، فكيف لا تخاف النساء، وترقص للمشهد.
وأصبح المشهد مرعبا للجميع، حتى الوصول إلى الانتخابات أخيرا، فما كان من السلطة من حيلةٍ إلا تحويل المشهد برمته إلى فيلم من أفلام السبكي، واشترك الجميع فيه تأليفا وإخراجا ورقصا، من ساندرا نشأت إلى المطرب حكيم إلى الراقصة سما المصري، بموتوسيكلها الشهير، لعادل إمام وقفشته من داخل اللجنة وحيدا، كي يضحك على وجوده هو، وهو في الثمانين، فيقولها عامدا أو غير عامد، كي يفضح نفسه، ويفضح السلطة التي أمرته بالتصويت أيضا بتلك الجملة العفوية أو غير العفوية: "هو مفيش غيري؟". وعلى الرغم من ذلك، تواصل السلطة أفعالها الهستيرية، ظنا منها أنها قد توقف فضح هذا الفيلم سيئ الإخراج والتمثيل، حتى وإن اشتركت فيه يسرا وسميرة أحمد وفيفي عبدة وحكيم ومحمد هنيدي وغيرهم، فقد جاء "كف" شباب مصر ساخنا ومؤلما في وقته تماما على أقفية الجميع، وبدأت السلطة في إعادة حساباتها، والشهور المقبلة مليئة بكل المفاجآت، وها هي الإشارات وقد بدأت حتى للأعمى. فهل بدأنا ندرك مأساة ذلك الفيلم الكابوسي الأليم الذي بدأ بالدم من سنوات خمس، وها هو ينتهي في بيت عائلة السبكي.