أسدلت الرئاسة العامة لرعاية الشباب السعودية الستار على انتخابات نادي الاتفاق السعودي، بفوز كبير ومحقق لقائمة الاتفاق الجديد الشبابية، والتي نافست وبقوة الإدارة السابقة التي يترأسها عبد العزيز الدوسري، لمدة تجاوزت الثلاثين عاماً، فكيف حدث ذلك؟
ورغم انسحاب المرشح الدوسري صاحب الثلاثين عاماً في رئاسة النادي، فإن 4500 عضو في الجمعية العمومية قاموا بتزكية خالد الدبل، والمصادر تؤكد أن مجموعة الاتفاق الجديد كانت تمتلك حوالي 80 بالمائة من أصوات الناخبين، فهل انعقاد الجمعية العمومية للنادي بحوالي 4500 عضو حضروها وأكثر من 8000 عضو مسجل مسألة عادية في السعودية بالنسبة للاستحقاقات الانتخابية في السعودية رياضية كانت أم بلدية محلية؟ أو حتى على مستوى الغرف التجارية واللجان العمالية للشركات؟
أكبر جمعية عمومية استطاع ناد سعودي أن يحققها لم تتجاوز الألف عضو مسجل وكانت لنادي الاتحاد، والحضور آنذاك لم يتجاوز حتى الثلاثمائة عضو. بينما الأندية الكبيرة صاحبة الجماهيرية الهائلة في السعودية كنادي الهلال فلا تتجاوز الجمعية العمومية فيه المائة والخمسين عضواً في ابتعاد صريح للجماهير عن تحديد مستقبل ناديهم ومحاسبة مجلس إدارته عما يحققه في الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية.
بل حتى على مستوى الانتخابات المحلية البلدية، ففي إحدى الدوائر في المنطقة الشرقية فاز أحد المرشحين بـ 37 صوتاً فقط. بل أن حاضرة الدمام، وهي عاصمة المنطقة الشرقية في السعودية، وهي منطقة مكتظة بالسكان، فكل دوائرها الانتخابية السبع لم يقترع فيها سوى 9 آلاف ناخب، وحينها كتبت إحدى الصحف بالبنط العريض أن ذلك يعود للجهل، واصمة المواطنين الذين قاطعوا تلك الانتخابات بالجهلة.
المدون السعودي عصام الزامل يحاول شرح القضية فكتب في إحدى تغريداته في تويتر قائلا: (السبب ببساطة أن الجماهير فيما يتعلق بانتخابات الاتفاق تعلم أنها ستختار رئيسا له صلاحيات كاملة لإدارة النادي عكس المجلس البلدي).
حملة انتخابية منظمة
تضم مجموعة الاتفاق الجديد الفائزة، كتلة نشطة محترفة. فبزيارتك لمقرهم الانتخابي، كأنك في ماكينة انتخابية حقيقية. فذاك مسؤول عن الإعلام، وتلك مفاتيح انتخابية مسؤولة عن إقناع الجماهير بالتسجيل والتصويت لصالح القائمة، ويترأس تلك المجموعة الانتخابية عضو مجلس الإدارة الحالي، معاذ العوهلي، والذي كان رجل المفاتيح الانتخابية لقائمته، كما أن هوية الحملة الانتخابية وبرنامجها كان بتخطيط طويل المدى وعمل عليه أعضاء الحملة من أكثر من سنة ونصف سنة مضت.
من خلال هذه المقارنة البسيطة ترى أن حماسة الجمهور الاتفاقي بمدينة الدمام الساحلية تفوق عشرات المرات ما يحدث الآن في الانتخابات البلدية المقررة خلال الشهرين المقبلين، ذلك أن الجمهور كان يعرف أن إيصاله لرئيس جديد يعني إعطاء 100 بالمائة من صلاحيات إدارة النادي لهذا المجلس الجديد المنتخب، بعكس ما يحدث في الانتخابات البلدية التي لا تمتلك شيئاً يذكر من الصلاحيات المفترضة للمجالس المحلية وفق المعايير الدولية.
مجموعة الاتفاق الجديد استطاعت حشد 4500 عضو لثلاث ساعات في الصالة الخضراء الكبرى بالدمام. وانتظر الأعضاء هناك ست ساعات متتالية وأكثر، لتسجيل أسمائهم وانتخاب أعضاء مجلس إدارتهم من خارج تلك القاعة، وتحوّل الأمر إلى مقر انتخابي حقيقي، يديره مسؤولون محترفون، يتقاسمون بينهم مهام استقبال الناخبين وتوجيههم بالإجراءات المطلوبة، وكأنك في تجربة ديمقراطية انتخابية كاملة.
تجاوز القبلية والمناطقية
حينما أعلن الرئيس عبد العزيز الدوسري قائمته الانتخابية، وقبل انسحابه كانت هناك حملة أخرى منافسة لمجموعة الاتفاق الجديد أطلق عليها الدوسري ومجموعته حملة "الاتفاق خبرة وشباب". وبدا المشهد وكأنه سيحدث تجاذب قبلي ومناطقي، بل تحدث الكثير عن تعمد ضم شخصيات تنتمي لقبائل كبيرة في المنطقة، بهدف الحشد القبلي الذي سيتكفل بالإطاحة بالمجموعة الشبابية الصاعدة. إلا أن ذلك لم يحدث. فلم تستطع حملة "الاتفاق خبرة وشباب" سوى تسجيل أقل من 2000 ناخب مقابل حوالي 7 آلاف ناخب للمجموعة الشبابية الصاعدة حالياٌ.
تجاوزت الجماهير المسألة القبلية بشكل كبير. ولم تفلح بعض الدعوات في مواقع التواصل الاجتماعي في الحشد من منظور قبلي. بل كانت البرامج الانتخابية والتاريخ الإداري لكل قائمة فيصلاً حاسماً في الانتخابات.
تفوق انتخابات نادي الاتفاق الأخيرة على ما يتم وصفه غالباً للسعوديين بالقبلية والمناطقية. حتى أن الانتخابات البلدية الأولى في السعودية قبل ثماني سنوات، غلب عليها الخطاب الديني الواسع الحاشد، والذي تخللته المواعظ الدينية البعيدة كل البعد عن البرامج الانتخابية. وهيمن الطابع القبلي والمناطقي. بينما اليوم وبعد ثماني سنوات، غابت كل تلك المظاهر في انتخابات نادي الاتفاق لتعطي انطباعا من الأرض عن مدى قابلية الشباب السعودي للتطور وجاهزيته لأي خطوات إصلاح سياسية مستقبلية.
الاتفاق هل سيستفيد؟
وأيضاً في الشأن الرياضي وبعيدا عن الانتخابات وشجونها وهمومها الأمر الأهم من ذلك، وهو فريق الاتفاق الذي احتج محبوه كثيرا قبل هبوطه للدرجة الأولى لكرة القدم، وطالبوا بعودته، وبات الفريق ينتظر إداراته الجديدة من أجل إنقاذه وإعادته إلى سابق عهده في دوري المحترفين السعودي، فهل سيتحقق الطلب المشروع؟
ورغم انسحاب المرشح الدوسري صاحب الثلاثين عاماً في رئاسة النادي، فإن 4500 عضو في الجمعية العمومية قاموا بتزكية خالد الدبل، والمصادر تؤكد أن مجموعة الاتفاق الجديد كانت تمتلك حوالي 80 بالمائة من أصوات الناخبين، فهل انعقاد الجمعية العمومية للنادي بحوالي 4500 عضو حضروها وأكثر من 8000 عضو مسجل مسألة عادية في السعودية بالنسبة للاستحقاقات الانتخابية في السعودية رياضية كانت أم بلدية محلية؟ أو حتى على مستوى الغرف التجارية واللجان العمالية للشركات؟
أكبر جمعية عمومية استطاع ناد سعودي أن يحققها لم تتجاوز الألف عضو مسجل وكانت لنادي الاتحاد، والحضور آنذاك لم يتجاوز حتى الثلاثمائة عضو. بينما الأندية الكبيرة صاحبة الجماهيرية الهائلة في السعودية كنادي الهلال فلا تتجاوز الجمعية العمومية فيه المائة والخمسين عضواً في ابتعاد صريح للجماهير عن تحديد مستقبل ناديهم ومحاسبة مجلس إدارته عما يحققه في الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية.
بل حتى على مستوى الانتخابات المحلية البلدية، ففي إحدى الدوائر في المنطقة الشرقية فاز أحد المرشحين بـ 37 صوتاً فقط. بل أن حاضرة الدمام، وهي عاصمة المنطقة الشرقية في السعودية، وهي منطقة مكتظة بالسكان، فكل دوائرها الانتخابية السبع لم يقترع فيها سوى 9 آلاف ناخب، وحينها كتبت إحدى الصحف بالبنط العريض أن ذلك يعود للجهل، واصمة المواطنين الذين قاطعوا تلك الانتخابات بالجهلة.
المدون السعودي عصام الزامل يحاول شرح القضية فكتب في إحدى تغريداته في تويتر قائلا: (السبب ببساطة أن الجماهير فيما يتعلق بانتخابات الاتفاق تعلم أنها ستختار رئيسا له صلاحيات كاملة لإدارة النادي عكس المجلس البلدي).
حملة انتخابية منظمة
تضم مجموعة الاتفاق الجديد الفائزة، كتلة نشطة محترفة. فبزيارتك لمقرهم الانتخابي، كأنك في ماكينة انتخابية حقيقية. فذاك مسؤول عن الإعلام، وتلك مفاتيح انتخابية مسؤولة عن إقناع الجماهير بالتسجيل والتصويت لصالح القائمة، ويترأس تلك المجموعة الانتخابية عضو مجلس الإدارة الحالي، معاذ العوهلي، والذي كان رجل المفاتيح الانتخابية لقائمته، كما أن هوية الحملة الانتخابية وبرنامجها كان بتخطيط طويل المدى وعمل عليه أعضاء الحملة من أكثر من سنة ونصف سنة مضت.
من خلال هذه المقارنة البسيطة ترى أن حماسة الجمهور الاتفاقي بمدينة الدمام الساحلية تفوق عشرات المرات ما يحدث الآن في الانتخابات البلدية المقررة خلال الشهرين المقبلين، ذلك أن الجمهور كان يعرف أن إيصاله لرئيس جديد يعني إعطاء 100 بالمائة من صلاحيات إدارة النادي لهذا المجلس الجديد المنتخب، بعكس ما يحدث في الانتخابات البلدية التي لا تمتلك شيئاً يذكر من الصلاحيات المفترضة للمجالس المحلية وفق المعايير الدولية.
مجموعة الاتفاق الجديد استطاعت حشد 4500 عضو لثلاث ساعات في الصالة الخضراء الكبرى بالدمام. وانتظر الأعضاء هناك ست ساعات متتالية وأكثر، لتسجيل أسمائهم وانتخاب أعضاء مجلس إدارتهم من خارج تلك القاعة، وتحوّل الأمر إلى مقر انتخابي حقيقي، يديره مسؤولون محترفون، يتقاسمون بينهم مهام استقبال الناخبين وتوجيههم بالإجراءات المطلوبة، وكأنك في تجربة ديمقراطية انتخابية كاملة.
تجاوز القبلية والمناطقية
حينما أعلن الرئيس عبد العزيز الدوسري قائمته الانتخابية، وقبل انسحابه كانت هناك حملة أخرى منافسة لمجموعة الاتفاق الجديد أطلق عليها الدوسري ومجموعته حملة "الاتفاق خبرة وشباب". وبدا المشهد وكأنه سيحدث تجاذب قبلي ومناطقي، بل تحدث الكثير عن تعمد ضم شخصيات تنتمي لقبائل كبيرة في المنطقة، بهدف الحشد القبلي الذي سيتكفل بالإطاحة بالمجموعة الشبابية الصاعدة. إلا أن ذلك لم يحدث. فلم تستطع حملة "الاتفاق خبرة وشباب" سوى تسجيل أقل من 2000 ناخب مقابل حوالي 7 آلاف ناخب للمجموعة الشبابية الصاعدة حالياٌ.
تجاوزت الجماهير المسألة القبلية بشكل كبير. ولم تفلح بعض الدعوات في مواقع التواصل الاجتماعي في الحشد من منظور قبلي. بل كانت البرامج الانتخابية والتاريخ الإداري لكل قائمة فيصلاً حاسماً في الانتخابات.
تفوق انتخابات نادي الاتفاق الأخيرة على ما يتم وصفه غالباً للسعوديين بالقبلية والمناطقية. حتى أن الانتخابات البلدية الأولى في السعودية قبل ثماني سنوات، غلب عليها الخطاب الديني الواسع الحاشد، والذي تخللته المواعظ الدينية البعيدة كل البعد عن البرامج الانتخابية. وهيمن الطابع القبلي والمناطقي. بينما اليوم وبعد ثماني سنوات، غابت كل تلك المظاهر في انتخابات نادي الاتفاق لتعطي انطباعا من الأرض عن مدى قابلية الشباب السعودي للتطور وجاهزيته لأي خطوات إصلاح سياسية مستقبلية.
الاتفاق هل سيستفيد؟
وأيضاً في الشأن الرياضي وبعيدا عن الانتخابات وشجونها وهمومها الأمر الأهم من ذلك، وهو فريق الاتفاق الذي احتج محبوه كثيرا قبل هبوطه للدرجة الأولى لكرة القدم، وطالبوا بعودته، وبات الفريق ينتظر إداراته الجديدة من أجل إنقاذه وإعادته إلى سابق عهده في دوري المحترفين السعودي، فهل سيتحقق الطلب المشروع؟