انتظارات أهالي أسرى ومخطوفي اليمن

01 يناير 2019
تبادل أسرى حرب في أغسطس الماضي (محمد حمود/Getty)
+ الخط -

الحرب في اليمن تترك آثاراً مرعبة على المواطنين حتى من لا يخوضون القتال، فهناك عائلات معتقلين ومخطوفين تنتظر عودتهم بعد غياب استمر سنوات في حالة بعضهم. ومع الانتظار حسرة وترقب لما سينتجه "اتفاق استوكهولم"

ينتظر أهالي المخفيين قسراً، وأسرى الحرب، في اليمن إطلاق سراح أبنائهم في إطار "اتفاق استوكهولم" المبرم بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وجماعة الحوثيين (أنصار الله)، الذي قضى بإطلاق أطراف النزاع من لديهم من محتجزين خلال أسابيع.

يحرص كثير من الأسر على تسليم أسماء من فقدوهم خلال سنوات الحرب إلى سلطات مناطقهم، علّهم يعودون إلى ديارهم، بعد أربع سنوات من الحرب في البلاد. في هذا السياق، تنتظر أسرة المعتقل في سجون صنعاء هلال كروت، عودته بعد أكثر من ثلاث سنوات من الغياب. اعتقل مسلحو أنصار الله كروت في 31 أغسطس/ آب 2015، بعد خروجه من المنزل إلى مقر عمله بمكتب التربية في مديرية الثورة في صنعاء. تقول زوجته، إنه غادر المنزل إلى عمله أثناء اختبارات شهادة الثانوية العامة، ليتفقد سير العملية، وتوزيع الاختبارات على مراكز المنطقة التي يعمل فيها، لكنه لم يعد منذ ذلك اليوم.




تؤكد الزوجة أم الحارث لـ"العربي الجديد"، أنهم لم يعرفوا مكان اعتقاله إلا بعد أشهر: "لم نحصل على أيّ معلومات تشير إلى مكان إخفائه، لنستمر على هذه الحال لمدة أشهر حتى عرفنا مكانه وسمحوا لنا بزيارات محدودة بعد تعب ومعاناة". تتابع أنّ لديهما طفلين توأمين لم يكونا قد تجاوزا سنة عندما اعتقل والدهما: "الآن أصبحا في الرابعة ويسألان مراراً عن والدهما متى سيعود إلى المنزل، ويترقبان ذلك كما أترقبه مع أهله". تؤكد أنها تواجه كثيراً من الصعوبات بسبب غياب زوجها: "بتّ أدير المنزل وأوفر متطلبات الأسرة وحدي". تلفت إلى أنها متفائله بهذا الاتفاق، وتتمنى إطلاق سراح زوجها غير المنتمي سياسياً إلى أيّ طرف، وكذلك "إطلاق جميع المختطفين ليعودوا إلى أسرهم".

أكرم عبد الباسط، مفقود منذ أكثر من عام. تقول أم أكرم لـ"العربي الجديد"، إنّ ابنها أسر أثناء قتاله في صفوف الحوثيين، وحتى اليوم لا تعرف مصيره: "هل ما زال أسيراً أم قُتل في غارات الطيران؟ لا أعرف. سألت كثيراً ولا أحد يستطيع أن يعطيني الخبر اليقين حول مصيره". تلفت إلى أنها حاولت عبر وسطاء التواصل مع العاملين في حكومة هادي، لمعرفة مصير ابنها، لكنها لم تحصل على أيّ معلومات.

تتابع: "أحلم بعودة ولدي إلى المنزل، وأدعو الله أن يجري تطبيق هذا الاتفاق في أقرب وقت ممكن. أعيش منذ أشهر وضعاً نفسياً صعباً، إذ لا أعرف هل ما زال بخير أم لا، وإذا كان بخير فما حاله في هذا الشتاء القاسي؟ إذا كان أسيراً فأنا على ثقة من عودته". تواصل: "اليوم الذي يعود فيه ولدي إلى المنزل سيكون عيداً وفرحة كبيرة لجميع أفراد الأسرة بعد أكثر من عام من المعاناة والقلق والخوف".

من جانبها، تقول رئيسة فرع "رابطة أمهات المختطفين" في محافظة تعز أسماء الصوفي، إنّ الأمهات ينتظرن بشغف تنفيذ اتفاق إطلاق الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسراً وأسرى الحرب. تؤكد لـ"العربي الجديد"، أنّ "مسألة إطلاق المختطفين المدنيين إنسانية بحتة لكونهم اختطفوا من منازلهم ومقارّ أعمالهم، والأماكن العامّة دون وجه حق، ويجب تعويضهم عما حدث لهم في السجون من معاناة نفسية وصحية من جراء الاعتقال". تشدد على ضرورة إطلاق الجميع من دون استثناء "ومعاقبة المتسببين بهذه الجرائم، التي تتنافى مع القوانين الإنسانية والأديان السماوية". تلفت إلى أنّ أمهات المختطفين وأبناءهم وبقية أهاليهم، يعدّون اللحظات والليالي والأيام ويترقبون موعد إطلاق سراح المختطفين وفق نتائج اتفاق استوكهولم.

وكانت "رابطة أمهات المختطفين" في اليمن، قد أكدت أنّ الحوثيين يواصلون الخطف في صنعاء والحديدة وإب والمحويت، بالرغم من اتفاق استوكهولم، بالإضافة إلى نقل عدد من المختطفين من الحديدة إلى صنعاء، وحرمانهم من التواصل مع أسرهم، وكذلك إحالة 25 مختطفاً للتحقيق، ومحاكمة عدد من المعتقلين بصنعاء وإصدار أحكام بالإعدام بحقهم على خلفية الأحداث التي تشهدها البلاد.

وبينما يعتقل الحوثيون آلاف المواطنين والصحافيين المعارضين، هناك أعداد مماثلة من المعتقلين والمخفيين لدى القوات المرتبطة بحكومة هادي، خصوصاً القوات المدعومة من الإمارات في عدن، جنوب اليمن ممن أكدت تقارير دولية تعرضهم لانتهاكات متكررة.




وكانت جولة المشاورات بين أطراف الصراع اليمني، في العاصمة السويدية استوكهولم، قد انتهت باتفاق يقضي بوقف المواجهات المسلحة في محافظة الحديدة، على سواحل البلاد الغربية، والسماح بإدخال المساعدات إليها، بالإضافة إلى تبادل أكثر من 16 ألف مختطف وأسير حرب بين طرفي النزاع الرئيسيين؛ الحوثيين وقوات هادي.