انتفاضة لبنان تستعيد نبضها: أسبوع غضب وقطع طرقات

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
14 يناير 2020
CDC60F6C-3477-4307-89F4-8F8B56D234A4
+ الخط -
عاد الزخم إلى انتفاضة لبنان صباح اليوم الثلاثاء، بعدما وصل الوضعان الاقتصادي والاجتماعي إلى مستوى غير مسبوق، واستمرار المراوحة في ملف تشكيل الحكومة.

وتداعى الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى المشاركة بما أطلقوا عليه اسم "أسبوع الغضب"، رداً على تعاطي الطبقة السياسية بمنطق المحاصصة مع الملف الحكومي، وعدم تلبية مطالب الشارع حتى الساعة بتشكيل حكومة اختصاصيّين تعمل على معالجة الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.
وعمد المتظاهرون، اليوم الثلاثاء، إلى قطع طرق رئيسة في العاصمة بيروت وعدد من المناطق بالإطارات المشتعلة والحجارة، في وقت اعتصام العشرات أمام مصرف لبنان المركزي في منطقة الحمرا، منددين بالسياسات التي ينتهجها حاكمه رياض سلامة.
وعند جسر الرينغ في بيروت، وثّق ناشطون قيام القوى الأمنية بالاعتداء على المتظاهرين، وتوقيف شخص على الأقل.
وحاول أحد الأشخاص إحراق نفسه، إلا أنّ المتظاهرين منعوه.


وفي منطقة البحصاص شمالي لبنان، وقع إشكال بين الجيش والمتظاهرين. وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية، بحصول تدافع في منطقة البحصاص - مدخل طرابلس الجنوبي، بين المحتجين والجيش، وقد رشق شبان الوحدات العسكرية بالحجارة على خلفية محاولة مرور سيارة رفض المعتصمون السماح لها بذلك. وأعاد الجيش الهدوء إلى المكان، في حين بقيت الطريق مقطوعة.


ونظّم المتظاهرون صباحاً مسيرة من منطقة الجديدة باتجاه الدوائر العقارية في منطقة الزلقا.


وأعاد المحتجون قطع أوتوستراد جل الديب الساحلي، وهو الذي شكّل نقطة مركزية للاحتجاجات عند انطلاقة الانتفاضة في 17 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.


إلى ذلك، أقفل المحتجون المدخل الرئيس لمبنى وزارة المالية، وعمد بعضهم إلى تخريب الأقفال مستخدمين مادة لاصقة.


وفي صيدا جنوبي لبنان، جابت مسيرات طالبية الشوارع وصولاً إلى السرايا، وتجمع الطلاب أمام مدخل السرايا، وتوجه وفد منهم إلى المنطقة التربوية لإيصال رسالة إلى وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال أكرم شهيب، ضمنوها جملة مطالب أبرزها تحديث المناهج التربوية، وأمور تتعلق بالامتحانات المدرسية، لا سيما الرسمية منها.
وكان شهد مساء أمس الإثنين احتجاجات أمام مصرف لبنان وعلى جسر الرينغ وفي مناطق مختلفة.


وخسر عشرات آلاف اللبنانيين وظائفهم أو جزءاً من رواتبهم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. ويشكو المواطنون من تقلص قدرتهم الشرائية مقابل ارتفاع الأسعار وعجزهم عن تسديد التزاماتهم المالية.
وتقترب الليرة اللبنانية من خسارة نحو نصف قيمتها عملياً. ففيما لا يزال سعر الصرف الرسمي مثبتاً على 1507 ليرات مقابل الدولار، لامس الدولار عتبة 2500 ليرة في السوق الموازية.
ويطالب اللبنانيون بتشكيل حكومة تكنوقراط، تتألف من الاختصاصيين فقط، تكون قادرة على معالجة الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، إلا أنّ المسؤولين ما زالوا يتعاطون مع الملف على أساس تقاسم الحصص.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الثلاثاء، إنّ "بعض العراقيل" حالت دون تشكيل حكومة لبنانية جديدة كان متوقعاً الإعلان عنها، الأسبوع الماضي.
وقال عون، خلال لقائه أعضاء السلك الدبلوماسي ومديري المنظمات الدولية المعتمدين في لبنان، إنّ لبنان يدفع الآن ثمن 30 عاماً من السياسات المالية الخاطئة، موضحاً أنّ "‏عوامل عدة تضافرت، منها ما هو خارجي ومنها ما هو داخلي، لتنتج أسوأ أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية ضربت لبنان".
إلى ذلك، يعقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعه الدوري برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل، بعد ظهر اليوم، على أن يليه موقف لباسيل مرتبط بالشأنين الحكومي والمالي.
وكان باسيل قد أكد، أمس الاثنين، أنّ "التيار الوطني الحر ملتزم بدعم حكومة مؤلفة من شخصيات تتمتع بالجدارة والنزاهة وتحظى بالثقة"، نافياً نفياً تامّاً "الرواية المختلقة التي نشرتها إحدى الصحف متهمّة إياه بالانقلاب على حكومة الاختصاصيين، ‏فهو لم يغيّر موقفه لحظة واحدة وبقي مصرّاً على حكومة اختصاصين".

ذات صلة

الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.
الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير