انتقادات سعودية للسيسي بعد التصويت على القرار الروسي

وكانت الانتقادات توجّه إلى مصر ودول الخليج، على السواء، باعتبار أن السعودية ودولاً خليجية أخرى تدعم النظام المصري، سياسياً ومالياً، في الوقت الذي يعمل فيه هذا النظام ضد القرار الخليجي في سورية، ولم يدعم بشكل فاعل التحالف العربي في اليمن، في ظل احتفاظه بعلاقات وثيقة مع روسيا.

بدأت الانتقادات السعودية إلى المواقف السياسية المصرية، هذه المرة، بشكل رسمي، من خلال تعليق مندوب السعودية الدائم في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، والذي وصف تصويت مصر مع القرار الروسي بـ"المؤسف" و"المؤلم" و"المهزلة". وقال المعلمي "من المؤلم أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب للموقف التوافقي العربي من المندوب العربي، ولكن السؤال يوجّه إلى مندوب مصر".

وتضمنت الانتقادات السعودية الموجهة إلى مصر والسيسي، هذه المرة، عبر موقع "تويتر"، أسماء إعلامية وصحافية بارزة، ممن دافعوا عن انقلاب السيسي في 2013، وسياساته فيما بعد، لكن المفاجأة كانت بانتقاد رئيس الديوان الملكي السعودي السابق، خالد التويجري، الرئيس المصري، والذي اعتبر موقفه "مؤسفاً".

أما أبرز الأسماء الصحافية التي كانت مؤيدة للسيسي، وبدأت بانتقاده، فهو الكاتب في صحيفة "الجزيرة" السعودية، محمد عبداللطيف آل الشيخ، والذي اشتهر بدفاعه عن انقلاب السيسي بشراسة، في 2013. واعتبر آل الشيخ تصويت مصر على القرار الروسي "دبلوماسية رخيصة" و"ابتزازا".

وكان آل الشيخ بدأ ينتقد التوجهات السياسية المصرية، منذ مشاركة شيخ الأزهر، أحمد الطيب، في مؤتمر جروزني، الذي تمت قراءته كاستهداف للسعودية.

وفي تغريدة لاحقة، أكد آل الشيخ أنه على موقفه الرافض لجماعة "الإخوان المسلمين"، حتى لا يعتبر نقده للسيسي لصالح الإخوان.

ويبدو أن الوحيد من الإعلاميين السعوديين، الذي لم يغيّر موقفه تجاه دعم السيسي، هو رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط السابق، ومدير قناة العربية الأسبق، عبدالرحمن الراشد، والذي دخل في سجال مطول مع مدير قناة "العرب"، جمال خاشقجي، والذي هاجم موقف السيسي، معتبرا أنه "تخلّى" عن السعودية، مقابل موقف تركيا مع الرياض، والذي اعتبره "تحالفاً". وكتب خاشقجي:

أما الراشد، فرد بمقارنة موقف تركيا بموقف مصر، معتبراً أن دعم سورية لم يكن إلا بـ "الاستنكار" و"البطانيات".