انتهاء مهلة الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء الخان الأحمر تمهيداً لهدمه... واستعدادات فلسطينية للمواجهة
ويشمل قرار الهدم المساكن كافة، ومسجداً، ومدرسة شيدت من الإطارات المطّاطية والطين، وتعرف بمدرسة "الإطارات". وتخدم المدرسة التي تضم نحو 170 طالباً، عدداً من التجمعات البدوية في بادية القدس.
ويفتقر تجمّع "الخان الأحمر" للخدمات الأساسية، كالكهرباء والماء وشبكات الاتصال والطرقات، لذا يستخدم السكان الطاقة الشمسية للحصول على الإنارة ليلاً. وقد تعرّضت المساكن في التّجمع لعمليات هدم أكثر من مرة.
وكانت المحكمة العليا قد رفضت، الأربعاء الماضي، التماس سكان الخان الأحمر ضد إخلائهم وتهجيرهم وهدم القرية المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة، وبالنتيجة فإن القرار يسمح للاحتلال بتنفيذ عمليتي التهجير والهدم.
استعدادات فلسطينية للمواجهة
ويستعد الفلسطينيون لمواجهة جرافات الاحتلال الإسرائيلي، في حال أقدمت على الشروع بهدم قرية الخان الأحمر، بعد انتهاء المدة التي أعطتها المحكمة العليا الإسرائيلية، لإخلاء أهالي القرية وهدمها.
وقال الناشط في "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" الفلسطينية عبد الله أبو رحمة، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّه "تم استنفاد كافة الإجراءات القانونية لمنع قرار الهدم، ولم يبق لنا إلا الخيار الشعبي للدفاع عن قرية الخان الأحمر، بعد أسبوع على قرار المحكمة الإسرائيلية، دخل قرار الهدم اليوم، حيز التنفيذ، وبالتالي أصبح قرار هدم الخان الأحمر وشيكاً، لذا نحن ندعو إلى التواجد في القرية لحمايتها من الهدم والتصدي للجرافات الإسرائيلية".
وكان المئات من النشطاء أمضوا الليلة الماضية، داخل قرية الخان الأحمر، تحسباً من اقتحامها وتنفيذ عملية الهدم، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي التواجد في محيطها، وإغلاق بوابتها الرئيسية لمنع وصول المزيد من المتضامنين.
وأكد أبو رحمة أنّ العشرات من النشطاء والمتضامنين تمكّنوا، الليلة الماضية، من الوصول إلى قرية الخان الأحمر لمساندة الأهالي، رغم إجراءات قوات الاحتلال، ما اضطر النشطاء والمتضامنين إلى سلوك طرق التفافية ووعرة للوصول إلى القرية.
ومنذ الصباح الباكر، ولتعزيز صمود الأهالي، توافد العشرات من طلبة المدارس إلى قرية الخان الأحمر بتنظيم من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، بينما ينتظر وصول وفود من المحافظات الفلسطينية وشخصيات من الفصائل ومتضامنين دوليين ومن اللجان الشعبية.
وأكد أبو رحمة أنّ "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بدأت باتخاذ خطوات عملية من أجل التصدي لقرار هدم قرية الخان الأحمر، في حال شرعت جرافات الاحتلال بهدمه، حيث من المفترض أن تتواجد طواقم الإسعاف في القرية اعتبارًاً من الليلة، وكذلك تقديم إرشادات للأهالي والنشطاء حول كيفية التعامل في حال حدوث أي قمع من قبل قوات الاحتلال، أثناء التصدي لعملية الهدم".
ونجح النشطاء الفلسطينيون، أمس الثلاثاء، في بناء قرية جديدة أطلقوا عليها اسم قرية "الوادي الأحمر"، بمحاذاة قرية الخان الأحمر المهددة بالهدم وترحيل قاطنيها من العائلات البدوية، إلى استباق عملية هدم القرية المحتملة.
وقال أبو رحمة، إنّ القرية الجديدة قد تتحوّل إلى ملجأ بديل لقرية الخان الأحمر حال هدمها، مشيراً إلى أنّ أي قرار جديد بشأن الوادي الأحمر يستغرق وقتاً من الزمن كونه يتطلب من الناحية القانونية إصدار أوامر هدم بحقها، ما يمكن النشطاء من الاعتراض عليها.
ومع ذلك لم يستبعد أبو رحمة أن "يتم هدم القرية الجديدة بموجب قرار سياسي، ودون إعارة أي اهتمام للجانب القانوني، وهو ما ينطبق أيضاً على قرار الهدم الصادر بحق قرية الخان الأحمر، إذ بدا واضحاً الدافع السياسي لهذا القرار وتمت تغطيته من محكمة الاحتلال العليا".
وينحدر سكان التجمع البدوي من صحراء النقب، وسكنوا بادية القدس في العام 1953 إثر تهجيرهم القسري من قبل السلطات الإسرائيلية، ويعتمدون في معيشتهم على تربية المواشي، ويحيط بالتجمع عدد من المستوطنات الإسرائيلية.
ويقع التجمع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى "E1"، الذي يهدف إلى الاستيلاء على 12 ألف دونم، ممتدّة من أراضي القدس حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع فصل جنوبي الضفة عن وسطها.