انطلاق التصويت لانتخاب البرلمان البريطاني الـ56

لندن
avata
نواف التميمي
أستاذ مساعد في برنامج الصحافة بمعهد الدوحة للدراسات العليا منذ العام 2017. حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة غرب لندن في المملكة المتحدة. له ما يزيد عن 25 سنة من الخبرة المهنية والأكاديمية. يعمل حالياً على دراسات تتعلق بالإعلام وعلاقته بالمجال العام والمشاركة السياسية، وكذلك الأساليب والأدوات الجديدة في توجيه الرأي العام وهندسة الجمهور.
07 مايو 2015
733B8711-A0D7-42DC-987F-F9F07670BE08
+ الخط -
فتحت مراكز الاقتراع في كل أنحاء المملكة المتحدة، صباح الخميس، أبوابها منذ الساعة السابعة صباحاً لاستقبال أكثر من 30 مليون ناخب، سيدلون بأصواتهم حتى العاشرة مساءً، لانتخاب 650 نائباً للدورة البرلمانية الجديدة، لمجلس العموم البريطاني.

وقد شهدت الحملات الانتخابية، التي استمرت 37 يوماً منذ انطلاقها رسمياً في الثلاثين من مارس/آذار الماضي، والتي تعد الأطول زمنياً في تاريخ السياسة الحديثة في المملكة المتحدة، منافسة قوية بين الأحزاب الكبرى والأحزاب الصغيرة، للفوز بأكبر عدد من الدوائر والأصوات بشكل مثير ولافت.

وترجّح استطلاعات الرأي عدم فوز أي من حزبي "المحافظين" بزعامة ديفيد كاميرون، و"العمال" بزعامة إد ميليباند، بالأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة المقبلة، مما يعني تعزيز نفوذ الأحزاب الصغيرة، التي يطمع كل منها إلى مشاركة أي من الحزبين الرئيسيين في ائتلاف قادر على تشكيل حكومة أغلبية تقود البلاد حتى عام 2020.

اقرأ أيضاًبريطانيا سيناريوهات ما بعد الانتخابات 

وفي ظلّ غموض ما قد تسفر عنه صناديق الاقتراع في نهاية اليوم الانتخابي، يبدو السيناريو الأرجح أن تفضي نتائج التصويت عن "برلمان معلّق"، يحصل فيه "المحافظون" على العدد الأكبر من الأصوات، من دون الحصول على غالبية الـ51 في المائة من مقاعد مجلس العموم، وهي النسبة المطلوبة للحصول على الأغلبية المطلقة، وبالتالي تكليف الحزب بتشكيل الحكومة، وهذا يعني أن على "المحافظين" اختيار شريك آخر لتشكيل ائتلاف حكومي، وعلى الأرجح أن تكون استراتيجية "المحافظين" المفضّلة عبر اختيار الحزب أو الأحزاب الأقرب لسياساته.

ويرجّح المراقبون أن يعود حزب المحافظين للتحالف مع شريكه في الحكومة الحالية، أي حزب الأحرار الديمقراطي، وإذا لم يحصل الأخير على ما يكفي من المقاعد ربما ينضم إلى التحالف حزب الوحدويين الأيرلندي، المقرب من المحافظين. ولا يستبعد انضمام حزب "الاستقلال"، للتحالف، لا سيما أنه لايختلف مع المحافظين في قضايا عدة، منها الهجرة، وتوزيع الثروة، وخلق فرص العمل من خلال التخصيص، وعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. أما الملفات الخلافية بينهما، فيُمكن التوصل إلى "تسوية" حولها في إطار برنامج عمل مشترك.

ومن المستبعد جداً أن يلجأ "المحافظين" للتحالف مع "العمال"، لأنّ الحزبين على خصومة سياسية لا تسمح لهما بالتعايش في حكومة ائتلافية تمنح أياً منهما الحكم بشكل فعال. ويستبعد المراقبون أن يتحالف "المحافظين" مع "الوطني الاسكتلندي"، لا سيما بعد إعلان زعيمة الحزب نيكولا ستورجون، في مناظرة تلفزيونية، أنها "لن تتحالف مع المحافظين أبداً، بل ستسعى بكل جهدها لترى نهاية حكومة كاميرون".

وفي الجانب الآخر من المعادلة، لا يُستبعد احتمال فوز حزب "العمال" بأغلبية من المقاعد، ولكن غير الكافية لتشكيل الحكومة إلا بالتحالف مع شريك آخر، وهنا تبدو خيارات زعيمه إيد ميليباند، محصورة بين "الوطني الاسكتلندي" بالدرجة الأولى، ثم حزب "الخضر". وعلى الرغم أن ميليباند رفض عرضاً صريحاً للتحالف قدمته له زعيمة الحزب "الوطني الاسكتلندي" نيكولا ستورجون، خلال مناظرة تلفزيونية، إلا أن هذا الاحتمال غير مستبعد، بل يبدو الأقرب للتحقق، لا سيما أن الحزبين يعملان لإخراج "المحافظين" من الحكم.

وحتى العاشرة من مساء اليوم، موعد إغلاق صناديق الاقتراع، تظل ماهية الحكومة البريطانية المقبلة برسم ما ستفصح عنه عمليات فرز أكثر من 30 مليون صوت، موزعة في 40 ألف مركز اقتراع.

ذات صلة

الصورة
تظاهرة سابقة في لندن أمام مقر الحكومة البريطانية (العربي الجديد)

سياسة

خرج العشرات في مدينة برايتون مساء اليوم الخميس في تظاهرة احتجاجية فجائية داخل محطة القطارات في المدينة، تنديدًا بالمجازر الإسرائيلية المستجدة بلبنان.
الصورة
المؤسس المشارك في حركة "بالستاين أكشن"، ريتشارد برنارد/سياسة/إكس

سياسة

يواجه ريتشارد برنارد، المؤسس المشارك في حركة "بالستاين أكشن"، ثلاث تهم تتعلق بدعم منظمة محظورة بموجب قانون الإرهاب في بريطانيا.
الصورة
حفل لفرقة ماسيف أتاك البريطانية في مدينة بريستول، 25 أغسطس 2024 (إكس)

منوعات

أضاءت ألوان العلم الفلسطيني، الأحد، متنزّه كليفتون داون في مدينة بريستول البريطانية، خلال عرضٍ موسيقي لفرقة ماسيف أتاك الشهيرة.
الصورة
تظاهرة ضد العنصرية في بريطانيا "اللاجئون هم موضع ترحيب هنا" في برمنغهام، 7 أغسطس 2024 (توماس كرايش/الأناضول)

سياسة

شارك آلاف المناهضين للعنصرية، الأربعاء، في تظاهرات جرت بمدن عدة في بريطانيا تنديداً بتظاهرات نظمها اليمين المتطرف في الأيام الأخيرة وتخلّلتها أعمال عنف.