شرع حزب المحافظين البريطاني، صباح اليوم الثلاثاء، في البحث عن زعيم جديد، يتولى رئاسة الحكومة إلى حين الانتخابات المقبلة. وكانت اللجنة التنفيذية للحزب، المعروفة باسم لجنة "1922" أعلنت أمس، أن تعيين خلف لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، سيجري بحلول الثاني من سبتمبر/أيلول المقبل، خلافاً لما أُعلن سابقاً، عن إرجاء انتخاب الزعيم الجديد حتى انعقاد المؤتمر العام للحزب في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ويأتي تقديم موعد انتخاب خليفة لكاميرون، الذي استقال يوم الجمعة الماضي، بعد أن أتمت الكتلة النيابية لحزب المحافظين في البرلمان البريطاني، تحضير الطلب الذي سيقدم لإدارة الحزب المركزية، من أجل تحديد اسم لخلافة ديفيد كاميرون في رئاسة الحكومة، واقترحت الكتلة البرلمانية بدء عملية الترشح يوم غد الأربعاء، وانتهاءها يوم الخميس المقبل، على أن تنتهي الانتخابات في الثاني من سبتمبر/ أيلول المقبل.
ويرجح متتبعون، أن يكون حزب المحافظين قد اضطر إلى تقديم موعد انتخاب زعيم جديد يتولى تشكيل الحكومة الجديدة، بعد ظهور خلافات بين بريطانيا ودول الاتحاد، على خلفية المباشرة بإجراءات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، إذ يضغط القادة الأوروبيون منادين بضرورة الإسراع في تلك الإجراءات، بينما يرى الساسة البريطانيون ضرورة التروّي في الشروع بها.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اليوم الثلاثاء، نظراءه الـ 27 بالاتحاد الأوروبي، لأول مرة منذ القرار التاريخي الذي اتخذته بلاده بالانسحاب من التكتل، والمُؤكد أن تتركز المباحثات حول إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد، إذ يطالب زعماؤه كاميرون بالبدء في مفاوضات الخروج الرسمي في أسرع وقت ممكن.
في غضون ذلك، سيطلع كاميرون نظراءه خلال القمة الأوروبية، على خلفية الاستفتاء وتداعياته بالنسبة لبريطانيا، بعد أن أثار أزمة سياسية أدت لاستقالته من رئاسة الوزراء، وبالتالي عدم قدرة بريطانيا على اتخاذ أي خطوة على طريق الانفصال قبل أيلول/ سبتمبر المقبل، موعد اختيار رئيس حكومة جديد.
إلى ذلك، تشير المعطيات إلى أن معركة التنافس على زعامة حزب المحافظين، ستكون محصورة بشكل أساسي بين المرشح الأبرز، عمدة لندن السابق، بوريس جونسون، الذي تزعم حملات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خلال استفتاء الخميس الماضي، ومنافسته القوية، وزيرة الداخلية تيريزا ماي، التي تلقى الدعم من قوى داخل الحزب، ترفض وصول جونسون للزعامة ورئاسة الحكومة.
أما وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن، والذي كان من أقوى المرشحين لخلافة كاميرون، بعد أن خسر رهان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء الخميس الماضي، فقد أعلن اليوم أنه لن يترشح في السباق على قيادة حزب المحافظين، قائلاً في عمود لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه لن يترشح، لأنه لن يتمكن من تحقيق "الوحدة" التي يحتاج لها الحزب في المرحلة المقبلة.
ومن المتوقع أن يقدم مرشحون آخرون، أمثال وزيرة التعليم نكي مورغان، التي سبق واعترفت في العام 2015 بأنها تفكر في الترشح للقيادة بعد رحيل كاميرون. وهناك أيضاً وزير الدولة لشؤون العمل والمعاشات ستيفن كراب، ووزير الدفاع السابق ليام فوكس، الذي نافس كاميرون على زعامة المحافظين في العام 2005.