باتت الحياة في مدن وبلدات الغوطة الشرقية أشبه بالجحيم جراء القصف الجوي المتواصل منذ أيام على الأحياء السكنية، وتوقفت الأسواق عن البيع وأغلقت المعاهد وأوقفت المدارس الدوام، في حين يلجأ معظم المدنيين لقضاء يومهم في الأقبية التي لا تتسع لأكثر من 300 ألف محاصر في الغوطة، كما أنها لا تقيهم من الصواريخ الارتجاجية.
ويقول أبو عامر من مواطني مدينة دوما لـ"العربي الجديد"، إنّ الحياة هنا باتت جحيماً لا يطاق، المواد الغذائية كانت مرتفعة السعر بالأصل، واليوم أغلقت المحلات التجارية هرباً من الموت، غلاء وموت هذا حال المدينة اليوم".
ويضيف أن مجزرة وقعت، اليوم، لم يتمكن من التعرف على عدد الضحايا نتيجة القصف الشديد، "الشوارع فارغة إلا من سيارة الإسعاف، ومعظم الوقت أحتمي أنا وعائلتي في البساتين أو في ملجأ المبنى الذي يعج بأطفال ونساء الحي".
من جهته يوضح الناشط عمر الخطيب، أنّ هناك العديد من الملاجئ التي ما زالت صالحة في أحياء الغوطة يلجأ إليها المدنيون، لكنها لا تتسع للآلاف ما يجبر المدنيين على البقاء في المنازل تحت رحمة الطائرات والصواريخ.
ويضيف "على الرغم من وجود الملاجئ، إلا أن الطيران الحربي يقوم برمي صواريخ ارتجاجية تخرق المبنى المؤلف من عدة طوابق وتنفجر في الملجأ، كما أن معظم الملاجئ غير مجهز بمرافق صحية ومنها من لا يوجد فيه كهرباء، وعلى الرغم من احتماء الناس بالملاجئ إلا أنها ليست آمنة بشكل كامل".
ويقضي الأطفال معظم وقتهم في الملاجئ التي كانت مخصصة للعب والدراسة، ولجأت المنظمات إلى دعم مشاريع حفر الملاجئ وإقامة المدارس بداخلها نتيجة استهدافها بشكل متواصل على مدار سنوات الحصار من قوات النظام.
ومع اشتداد القصف وتسببه بمقتل العديد من طلاب المدارس والمعاهد والعاملين في المجال التعليمي خلال الأيام الماضية، توقف الدوام الدراسي في معظم بلدات ومدن الغوطة.
وأعلنت مديرية التربية والتعليم في ريف دمشق عبر بيان لها اليوم: "إيقاف العملية التعليمية في الغوطة الشرقية بمراحلها كافة، احتجاجاً على القصف الهمجي من قبل الطيران الروسي والأسدي".
وتعاني الكوادر الطبية وكوادر الدفاع المدني السوري في الغوطة الشرقية من الاستهداف المباشر من طيران النظام وشح المواد الطبية وقلة العدد في الكوادر.
وقال "اتحاد الأطباء السوريين الأحرار/ قطاع الغوطة" في بيان له، إنّ الغوطة فقدت خمسة من الكوادر الطبية خلال الحملة العنيفة التي يشنها النظام السوري على الغوطة المحاصرة.
وأضاف "إننا كمنظمة طبية نناشد المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة، بما فيها منظمة حقوق الإنسان بالتدخل الفوري والمباشر لرفع المعاناة عن المدنيين وفك الحصار".