لم تدم الهدنة التي أعلنت أمس الاثنين بين مليشيا "الحشد الشعبي" وقوات البشمركة الكردية في مدينة طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين سوى ساعات قليلة، قبل أن تندلع المواجهات مجددا بعد وصول ضباط من الحرس الثوري الإيراني إلى المنطقة.
وأكد مصدر محلي مطلع لـ "العربي الجديد" انضمام قيادات إيرانية برفقة أكثر من مئة مقاتل إلى المليشيات المتواجدة في المدينة، مبينا أن القادة الإيرانيين رفضوا الاعتراف بأية هدنة، مع الأطراف الكردية التي رفعت السلاح بوجه مقاتلي الحشد.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن ضباط الحرس الثوري الإيراني، أكدوا عزمهم على مواصلة القتال حتى طرد مسلحي البشمركة من طوزخورماتو وجميع المدن المتنازع عليها، مشيرا إلى قيام بعض عناصر الحشد، بإطلاق نيران الأسلحة المتوسطة والخفيفة باتجاه تجمعات القوات الكردية القريبة من خط التماس بين الطرفين.
من جهته، أكد نائب محافظ صلاح الدين محمد قوجا، حدوث إطلاق نار باتجاه نقطتي تفتيش بالمدينة في أول خرق لاتفاق وقف الاشتباكات المسلحة بين الحشد والبشمركة، محذرا من وجود أياد خفية تحاول العبث بأمن المنطقة من خلال القيام بإطلاق النار على نقاط التفتيش لإيهام طرفي النزاع بعدم جود هدنة، داعيا جميع مكونات طوزخورماتو إلى الحذر من هذه الأيادي التي لا تريد الأمن والاستقرار للبلدة.
وأشار المسؤول المحلي إلى أن الاجتماع الموسع الذي عقد بين مليشيا "الحشد الشعبي" وقوات البشمركة والأحزاب الكردية أمس الاثنين، أثمر عن اتفاق نهائي للتهدئة ومحاسبة أي شخص يخرق الاتفاق.
وفي سياق متصل، أكد حزب العمال الكردستاني أن وجود حزبه في مدينة طوزخورماتو جاء لحماية أي إنسان يتعرض للظلم والتهديد، مشيرا إلى أنه لا يحمل أي مشروع طائفي أو مذهبي لخلق الفتن بين المكونات القومية والدينية والمذهبية.
ورفض القيادي في الحزب سرحد عفريني، اتهامات رئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي، معتبراً أن هذه الاتهامات فتنة لا صحة لها، وطالبه بتقديم الأدلة إن كان ما قاله صحيحا.
كما لفت إلى أنّ قوات حزب العمال الكردستاني تتواجد في معظم المناطق التي تتعرض للتهديدات الإرهابية، مثل كركوك ومخمور وسنجار غيرها، موضحا في تصريح صحافي أن الهدف الرئيس لوجودهم هو محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مساندة القوات الأمنية في تلك المناطق.
واتهم رئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي أمس الاثنين عناصر حزب العمال الكردستاني بقتل أبناء المكون التركماني في مدينة طوزخورماتو، التي تمثل بقعة حساسة في البلاد،
مبينا أن وجود عناصر الحزب في المدينة، سيولد تداعيات خطرة، داعيا قوات "البشمركة" إلى الإفصاح عن حقيقة وجود حزب العمال في المدينة.