تقتُلك الردّة، تسحبُك الـ "آه" الواقفةُ على بابِ الصرخة نحوَ الخلفِ وتبلعُكَ الشهقةُ، ولا تبصقُ منك إلّا هواءً مليئًا بالخيبة، امرأة تُدخلك حفرةً مظلمةً يسمونها الحب، وامرأة تنجيكَ وتعلّمك التوبة، وامرأةٌ تفتحُ بين الموتين حياةً لا ينقصها نفَسٌ، وصغارُ القتَلةِ ينتظرون ببابِ العتم ظهورَ ضيائك، وكلابُ الحيّ النكّارون القوّالون تكاثروا أصواتًا تنهشُ وجهَك، والثورةُ، من للثورةِ إلّا صوتك في صخب عواءٍ وعويلٍ وثيابٍ قُدّتْ من أعلى ما يمكن أن يخطر في بال الحجر المدفونِ، تأمّلْ خوفَك! لا يشبهك إلّا الخوفُ.
سرقوا من وجه الوحشِ ملامح موتِك وانهالوا سياطًا من ماضيك، وشدّوا أغنيةً غنيتَها حبلًا حولَ عناقِك كي لا تهرب من حضنٍ يلفظك، وكتبوا اسمك في لوحات الإعلانات الطرقيّة وصورتك غريبًا في حمّامات المدمنين لتنبتَ قصصًا في بالِ السردِ المقطوع، ويصبح كلّ رجال السوء دعاةَ عفافٍ ومكارم، ها أنت تقصّ الشجرَ الأسودَ في بالك بستانَ غيابٍ، وتلوّن حضورَك بألوانٍ شتّى لها اسمٌ واحدٌ، لا يشبهك اللون الأسود، لا تشبهه، ما من أحدٍ يقبلُ مرآةً صادقةً، ما من أحدٍ يجرؤ أن يقطع ثدي الكذب لكيلا يرضعَه الأطفال، وما من أحدٍ يهرب من غده نحو الماضي إلّاكَ وإلّايَ وألّانا نحنُ الممسوسين بجنّ الأمس!
يقتلك الأمسُ وتنعاكَ اللحظةُ حينَ تمرُّ على وجهِكَ صلبًا، يقتلُك اليومُ وتبكيكَ الفرحةُ حين تلوّحِ بيدٍ لا تُلمَحُ لغيابِكَ، ويقتلك القادمُ من خلفك وأمامك ولا يعرف سببًا ليقتلك سوى أنّ الأمر أتى من فوق! لذلكَ كن أنتَ الفوق، وكن عنكبوتًا تقتل الفراغَ وتستوطنه، واكتب وصاياكَ خيوطًا أقوى من الذاكرة، واجعل منها أكفانًا لمن يعلق بها، واذهب بعيدًا، ودَع فريستك تأتيكَ بكامل شهوتها من كلّ صوبٍ، واسكُن بعيدًا عن المطر، وكن سهلًا عليه إذا أتاكَ، خذ بطنَك واصنع منكَ جسرًا للعشب، واهبط، ثم اصعد، واصنع شبكتك بحذر الصيّاد، واخلُد قريبًا وانتظر، واصنع بينك وبين الفخّ حبلًا يوقظ غفلتَك إن جاءَ الوافِد، لا تنظُر! من حجمِ الهزّة تعرف حجمه، أطلقْه إن كان كبيرًا، أطلقْه إن لم تعجبك رائحته، وخذه من داخله إن أعجبكَ واتركه جسدًا فارغًا محنّطًا، ثم اهجر بيتك واصنع غيره، واترك في كلّ بيتٍ ما يدلّ على شبقك!
يقتلُك الطفلُ الهاربُ من ملامحه الطفوليّة ليصير بطلًا، تقتله البطولة، وتقتل ما يمكن أن يكبرَ في طفلٍ يلعب كي يكبر، لا بطلَ هناكَ على تلك الأرضِ المزروعةِ ظلمًا وحروبًا، لا بطل هناك سوى الموتُ الواقف منتصرًا منتظرًا لحمكَ وترابَ الدودِ الممدودِ وبعضَ عويلٍ متقطّعٍ حتى يخرسَ، حتى تخرسَ، حتى يخرس ذِكرُك، يقتلك الطفل الغارقُ في البحر الغارقِ في موتاه، يقتلك الطفل المخلوق لكي يُقتَل! يقتلك الطفل المخلوق لكي يَقتُل، يقتلك الشوق، الحبّ، الأهل، النور، العمر، الوطنُ، البحر، وتقتلك الأرضُ، الجنّة، صور من ذاكرة المثقوبةِ، حاشيةُ الصبحِ، وخاصرةُ الفرحةِ، والغربةُ، تقتلك الثورةُ، ونساءُ الموتِ وقصص الجدّة!
سرقوا من وجه الوحشِ ملامح موتِك وانهالوا سياطًا من ماضيك، وشدّوا أغنيةً غنيتَها حبلًا حولَ عناقِك كي لا تهرب من حضنٍ يلفظك، وكتبوا اسمك في لوحات الإعلانات الطرقيّة وصورتك غريبًا في حمّامات المدمنين لتنبتَ قصصًا في بالِ السردِ المقطوع، ويصبح كلّ رجال السوء دعاةَ عفافٍ ومكارم، ها أنت تقصّ الشجرَ الأسودَ في بالك بستانَ غيابٍ، وتلوّن حضورَك بألوانٍ شتّى لها اسمٌ واحدٌ، لا يشبهك اللون الأسود، لا تشبهه، ما من أحدٍ يقبلُ مرآةً صادقةً، ما من أحدٍ يجرؤ أن يقطع ثدي الكذب لكيلا يرضعَه الأطفال، وما من أحدٍ يهرب من غده نحو الماضي إلّاكَ وإلّايَ وألّانا نحنُ الممسوسين بجنّ الأمس!
يقتلك الأمسُ وتنعاكَ اللحظةُ حينَ تمرُّ على وجهِكَ صلبًا، يقتلُك اليومُ وتبكيكَ الفرحةُ حين تلوّحِ بيدٍ لا تُلمَحُ لغيابِكَ، ويقتلك القادمُ من خلفك وأمامك ولا يعرف سببًا ليقتلك سوى أنّ الأمر أتى من فوق! لذلكَ كن أنتَ الفوق، وكن عنكبوتًا تقتل الفراغَ وتستوطنه، واكتب وصاياكَ خيوطًا أقوى من الذاكرة، واجعل منها أكفانًا لمن يعلق بها، واذهب بعيدًا، ودَع فريستك تأتيكَ بكامل شهوتها من كلّ صوبٍ، واسكُن بعيدًا عن المطر، وكن سهلًا عليه إذا أتاكَ، خذ بطنَك واصنع منكَ جسرًا للعشب، واهبط، ثم اصعد، واصنع شبكتك بحذر الصيّاد، واخلُد قريبًا وانتظر، واصنع بينك وبين الفخّ حبلًا يوقظ غفلتَك إن جاءَ الوافِد، لا تنظُر! من حجمِ الهزّة تعرف حجمه، أطلقْه إن كان كبيرًا، أطلقْه إن لم تعجبك رائحته، وخذه من داخله إن أعجبكَ واتركه جسدًا فارغًا محنّطًا، ثم اهجر بيتك واصنع غيره، واترك في كلّ بيتٍ ما يدلّ على شبقك!
يقتلُك الطفلُ الهاربُ من ملامحه الطفوليّة ليصير بطلًا، تقتله البطولة، وتقتل ما يمكن أن يكبرَ في طفلٍ يلعب كي يكبر، لا بطلَ هناكَ على تلك الأرضِ المزروعةِ ظلمًا وحروبًا، لا بطل هناك سوى الموتُ الواقف منتصرًا منتظرًا لحمكَ وترابَ الدودِ الممدودِ وبعضَ عويلٍ متقطّعٍ حتى يخرسَ، حتى تخرسَ، حتى يخرس ذِكرُك، يقتلك الطفل الغارقُ في البحر الغارقِ في موتاه، يقتلك الطفل المخلوق لكي يُقتَل! يقتلك الطفل المخلوق لكي يَقتُل، يقتلك الشوق، الحبّ، الأهل، النور، العمر، الوطنُ، البحر، وتقتلك الأرضُ، الجنّة، صور من ذاكرة المثقوبةِ، حاشيةُ الصبحِ، وخاصرةُ الفرحةِ، والغربةُ، تقتلك الثورةُ، ونساءُ الموتِ وقصص الجدّة!
تقتلك العودة.. تقتُلُك الردّةُ ..
فاقتلها.
(سورية)
فاقتلها.
(سورية)