بدأ مستوطنون إسرائيليون، اليوم الإثنين، بإقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، فيما نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية طاولت عشرة فلسطينيين.
وقال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوبي الضفة الغربية راتب الجبور لـ"العربي الجديد": "إن بعض المستوطنين وضعوا بيتاً متنقلاً اليوم، في منطقة خلة المغربي، غربي الخط الالتفافي 60، الواقعة بين بلدة بني نعيم ومدينة الخليل ومدينة يطا بمحافظة الخليل". وتابع: "يوجد جيش الاحتلال حالياً في تلك المنطقة، وكذلك توجد مجموعة من النشطاء لمحاولة منع المستوطنين من إكمال إقامة البؤرة".
وحذر الجبور من أن إقامة هذه البؤرة من شأنها السيطرة على نحو ألف دونم، وفصل مدينة الخليل ومدينة يطا وبلدة بني نعيم عن بعضها البعض، فيما أشار إلى أن أصحاب الأراضي يمتلكون أوراقاً ثبوتية فيها، وكسبوا قضية ضد محاولة الاستيلاء عليها قبل 15 عاماً.
على صعيد الاعتقالات اليومية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية وفجر اليوم الإثنين، عشرة مواطنين فلسطينيين من الضفة الغربية، غالبيتهم من طولكرم، وتزامن ذلك مع اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال.
وأوضح "نادي الأسير الفلسطيني" في بيان له، أن خمسة مواطنين جرى اعتقالهم من بلدات عدة في محافظة طولكرم شمال الضفة، وهم: الشيخ عبد الله ياسين فقهاء (56 عاماً)، وأحمد عبد الله شهاب (45 عاماً)، ومنتصر أحمد طعمه، ويوسف مهنا، وعلي أبو صالح، فيما جرى اعتقال مواطنين من بيت لحم وهما: الأسير السابق يوسف محمود اللحام، وخالد محمد ديرية. وقد اعتقل الاحتلال من رام الله من مخيم الجلزون وبلدة دير نظام، عماد عبد النبي شراكة، ومعاذ أحمد الخطيب، بالإضافة إلى جهاد تيسير بنات من مخيم العروب بالخليل.
إلى ذلك، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال إثر عملية اقتحام مخيم الدهيشة في بيت لحم، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والأعيرة النارية، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، فيما اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال عقب اقتحام مدينة رام الله، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
من جانب آخر، استدعت قوات الاحتلال المواطن الفلسطيني عاهد الرشق للتحقيق في مركز شرطة القشلة في القدس القديمة، فيما دهمت منزل الأسير هشام البشيتي في البلدة القديمة من القدس والمعتقل منذ يومين وفتشت المنزل.
في سياق منفصل، وثقت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان لها، وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، صباح اليوم الإثنين، شهادات مؤلمة لثلاثة فتية، يصفون خلالها ما تعرضوا له من اعتداء وأذى جسدي ونفسي خلال عملية اعتقالهم واستجوابهم.
ووفقاً لإفاداتهم، فقد تعرض الفتى أحمد بدوي (17 عاماً) من مخيم العروب في الخليل، للاعتداء من قبل جيش الاحتلال بعد اقتحام منزله وتخريب محتوياته، حيث اقتاده جنود الاحتلال بعدها لمعسكر جيش قريب، وطرحوه أرضاً هناك، وأوسعوه ضربا بأيديهم وأرجلهم، وتعمدوا ضربه بأعقاب بنادقهم على رأسه، ونُقل فيما بعد إلى مركز تحقيق "عتصيون" لاستجوابه، وبعدها لمعتقل "مجدو" حيث يقبع الآن.
كما نكّل جنود الاحتلال بالقاصر عمر مخارزة (17 عاماً) من بلدة أبو ديس شرقي القدس المحتلة، أثناء احتجازه داخل معسكر لجيش الاحتلال، حيث اعتدوا عليه ببنادقهم وصفعوه مرات عدة، ولم يسلم أيضاً من الشتم والإهانة والسخرية منه خلال احتجازه، وحُقق معه داخل مركز شرطة "عطروت" المقام شمال القدس ومن ثم نُقل إلى معتقل "مجدو".
أما عن المعتقل القاصر محمد شيباني (17 عاماً) من بلدة عرابة جنوب جنين، والقابع حالياً بقسم الأسرى الأشبال "الأطفال" في معتقل "مجدو"، فقد جرى التنكيل به أثناء استجوابه لمرات عدة، فبعد اعتقاله عند حاجز بالقرب من مستوطنة "شافي شمرون"، قام جيش الاحتلال بالتحقيق معه ميدانياً، وبعدها جرى اقتياده لمركز شرطة "أرئيل" لاستجوابه مرة أخرى، ومن ثم قاموا بنقله إلى مركز توقيف "حوارة"، حيث بقي 18 يوماً، حقق معه خلالها 3 مرات، وحُرم طوال تلك الفترة من الخروج للفورة "ساحة السجن"، ورؤية الشمس، كما منعوه من تغيير ملابسه القذرة.
إلى ذلك، اقتحمت قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، اليوم الإثنين، قسم (5) في سجن "ريمون"، وشرعت بعمليات تفتيش.
ولفت "نادي الأسير الفلسطيني" إلى أن هذا الاقتحام، هو الثاني الذي يتعرض له القسم منذ شهر يوليو/تموز الماضي.
يُذكر أن إدارة سجون الاحتلال صعّدت من عمليات الاقتحام والقمع بحق الأسرى، وكانت ذروتها بداية العام المنصرم 2019، حيث شهد أعنف عمليات القمع منذ سنوات.