وصل إلى كركوك، اليوم الثلاثاء، رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، لإجراء لقاءات مع قادة "البشمركة" وإدارة المحافظة وممثلين عن مواطني المحافظة، وتأتي زيارة بارزاني لتأكيد وتثبيت موقفه الرافض دخول مليشيا "الحشد الشعبي" إلى المحافظة.
وقال مصدر كردي مطلع، رفض الكشف عن اسمه، إن بارزاني بدأ فور وصوله بعقد اجتماع مع عدد من كبار قادة "البشمركة" والسياسيين الأكراد، بينهم وزير البشمركة ونائب رئيس الإقليم ومحافظ كركوك وقادة محاور القتال.
وكانت كركوك قد تعرضت إلى هجوم موسع من قبل مسلحي تنظيم "داعش"، الشهر الجاري، أسفر عن خسائر في الجانبين، ووقع عدد من أفراد "البشمركة" أسرى لدى مسلحي التنظيم.
وأضاف المصدر أن "مواضيع عديدة تحظى باهتمام بارزاني خلال زيارته الحالية إلى كركوك، بينها محاولة إطلاق سراح (البشمركة) لدى (داعش) عن طريق مبادلتهم بأسرى المسلحين لدى (البشمركة)، حيث هناك مساعٍ لواسطة طرف ثالث للتوصل إلى ذلك، ولم تؤد تلك الجهود بعد إلى نتائج".
وأوضح أن "أهم محاور البحث في اجتماع بارزاني بالمسؤولين العسكريين والسياسيين والإدارين في كركوك هو تأكيد موقفه الرافض دخول مليشيا (الحشد الشعبي) إلى المحافظة، وذلك في أعقاب محاولتهم ذلك خلال الشهر الجاري".
وفي أول تعليق له بعد وصوله إلى المدينة، أكد بارزاني أهمية كركوك بالنسبة إلى الأكراد، وكشف عن جهود للإفراج عن أسرى "البشمركة" لدى "داعش"، مضيفاً أن "كل الجهود ستبذل للإفراج عن أفراد (البشمركة) المحتجزين لدى (داعش)، أما في حال قاموا بإعدامهم فستكون التبعات ثقيلة جداً على المسلحين".
اقرأ أيضاً: مقتدى الصدر يجمّد عمل مليشيا "سرايا السلام" و"اليوم الموعود"
وكان المسؤول عن "فيلق بدر"، هادي العامري، قد زار كركوك لأكثر من مرة خلال العام الحالي، التقى فيها بمحافظها نجم الدين كريم، وقال إن هناك تفاهماً مشتركاً حول مشاركة مسلحي "الحشد الشعبي" في قتال "داعش" بجبهات كركوك.
وكان ذلك بمثابة الإعلان عن أن مسلحي الحشد سيدخلون المحافظة، وأثناء اقتراب نحو أربعة آلاف من مسلحي "الحشد" من كركوك، أوعز بارزاني إلى نائبه في قيادة "البشمركة"، كوسرت رسول، بالتمركز بقوة من "البشمركة" في المحافظة وقطع الطريق على دخول الحشد، وقد أدى ذلك إلى منع دخولهم بالفعل إلى المحافظة.
وقد أدى موقف بارزاني هذا إلى تعرضه لهجوم في التصريحات من قبل العامري، وزعيم مليشيا "عصائب الحق"، قيس الخزعلي الذي هاجم بارزاني بسبب موقفه، وفسر ذلك بأنه بمثابة ضم كركوك إلى إقليم كردستان، موضحاً أن ذلك لن يحصل سوى على "أشلائهم".