أكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا في التظاهرة المساندة للقضية الفلسطينية وللمقاومة على كل أرض فلسطين في باريس، يوم الأحد. مسيرة انطلقت من ميترو باريس، وانتهى بها الأمر في ميترو الباستيل. ورغم الأمطار الغزيرة، كان للشباب الفرنسي، من أصول عربية، والعديد من الفرنسيين والأوروبيين، موعد مع هذا التظاهرة.
وكانت الشعارات التي صدحت بها حناجر المتظاهرين واللافتات والصُّوَر التي لوّحوا بها، والبيانات التي وزعوها، تحمل الدعم المطلق لهذا الصمود الفلسطيني، في ظل صمت رسمي وتواطؤ، بعضه عربي.
"كلنا فلسطينيون" و"إسرائيل قاتلة، وهولاند متواطئ"، و"الحرية لفلسطين، كل فلسطين"، و"أيها الإسرائيليون اغرُبوا عن بلدنا، فلسطين لنا"... وغيرها من الشعارات التي كانت حادّة وتكشف غضب هؤلاء المتحدّرين من أجيال الهجرة.
لقد حاول الحزب الاشتراكي الفرنسي، في سنوات الثمانينات من القرن الماضي، وبكل قوة، من خلال جمعياته الشبابية والمعادية للعنصرية، وفي مقدمها "إس أو إس عنصرية"، أن يستقطب الشباب المتحدر من أصول عربية. وإذا كان المشروع قد نجح في استقطاب بعض الوجوه (مالك بوتيح، فضيلة عمارة وغيرهما)، فإن الغالبية من هذه الشبيبة اكتشفت حجم التأطير الصهيوني لهذه المنظمات، فانسلخت عن الحزب، وكان حضورها الطاغي في تظاهرة يوم الأحد، دليل على فشل الاشتراكيين في مشروعهم المشبوه.
موقف هولاند ووزير دفاعه، جان إيف لودريان، الذي أدان، هذا الصباح، إطلاق الصواريخ الفلسطينية، وفي المقابل طلب من إسرائيل "ألا تبالغ في الردّ"، لا يختلف عن موقف رئيس الحكومة، الاشتراكي السابق ليونيل جوسبان، الذي سبق له أن انتقد حزب الله في جامعة بيرزيت قبل سنوات، فقام طلاب الجامعة برجمه بالحجارة.
أثناء التظاهرة، أدان المسؤول عن حزب أهالي الجمهورية، يوسف بوسوماح، أحد منظمي التظاهرة، موقف اللوبي الصهيوني في الحزب الاشتراكي، وخصّ بالاسم رئيس الوزراء، مانويل فالس، الذي يُصرّ على عدم إطلاق سراح المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبد الله على الرغم من أن القاضي الفرنسي أصدر أمراً بإطلاق سراحه، بعد انتهاء فترة عقوبته بسنوات.
ولم يَفُت بوسوماح التأكيد على واجب مقاطعة البضائع الإسرائيلية، مُنتقداً بعض أصحاب المتاجر العربية والإسلامية الذين يبيعون التمور الإسرائيلية، عن علم أو عن تراخٍ، وخصوصاً أننا نعيش أيام شهر رمضان.
وشاءت الشرطة الفرنسية، في نهاية التظاهرة، أن تصبّ وابلاً من قنابلها المسيلة للدموع، لتوديع المتظاهرين.