28 سبتمبر 2020
باسل الأعرج الذي وجد أجوبته!
لم تكن تلك الوصية التي تركها باسل الأعرج في غرفة مشبعة بحضوره الأخير، وصية مقاتل استشعر دقائق الموت، ثانية ثانية، لم تكن مخطوطة دم وحسب، توثق الحياة من منظور المقاوم، وتتحرش بالموت الدافق الذي نخبئ وجهنا منه..
إن قراءة هذه الوصية في السياق الذي نعرفه عن حياة باسل، وعن موته بطبيعة الحال، موته الذي ارتج في صدره وفي صدورنا ألف مرة، يثير شراهة التساؤل حول ما نعرفه عن فلسطين، ويربك يوميات الحياة العادية التي ليست عادية على الإطلاق في ظل الاحتلال.
هو امتحان قاس يفرضه علينا موت واحد من أولئك الرجال الذين لا تعرف بدونهم ماذا ستفعل؟ كيف تقمص شاب في مقتبل العمر دور الأب، هذا التقمص المفجع، وكيف يكون موته يتما مريعا، بالرغم من أننا نعرف كما نعرف وجوهنا، أن الذي يتعمق بفلسطين هذا التعمق هو ميت لا محالة، وأن إسرائيل كلها تتربص للحظة التي ينزل فيها خبر استشهاده على نشرات الأخبار، كأنه إعلان نصر، ولكن التربص هذا لم تكن إسرائيل وحدها تمتهنه، لقد كان تربصا أمنيا مشتركا بين سلطة تجد في شخصية باسل الأعرج إرباكا واضحا، وبين كيان يرعبه أن يرى فلسطينيا واحدا له رأي وفكر لا ترضى عنه.
بيد أن ذلك كله، لم يكن ليمنع الشهيد باسل الأعرج عن إتمام مسيرته، في تقريب الثورة الفلسطينية من الجيل الذي ولد وأوسلو تحيطه من كل جانب، عمل باسل جاهدا، على تقريب الفلسطيني من اللحظات المشرفة التي عرفتها الثورة في زمن كانت الثورة كل شيء، كان باسل مشاركا بالثورة غريزيا وروحيا، من خلال الرواية والسرد، حمل باسل السلاح في آخر أيامه، ولكنه كان مُجيدا بليغا بالحديث عن الثورة والثوار أكثر من أولئك المتشدقين بالرصاصة الأولى، ذلك أنه كان صادقا بالانتماء للثورة والفعل المقاوم وثقافة الاشتباك، صدقا يكاد يكون نادرا في لحظتنا الفلسطينية، إن معركته كانت معركة الوعي، ولم تكن مجرد معركة يخوضها إنسان من أجل مكسب سياسي.
صاغ باسل حياته بفلسفة الثوري العاشق، وبثقافة الوطني، وبشجاعة المشتبك، ولكن موته هو الصياغة الأهم لهذه الثيمات التي وضعها باسل خطا عريضا لبرنامجه الوطني، وتجيء الوصية فجأة، لتضعنا امام أسئلة الشهداء، التي واجهنا بها الشهيد مرارا، دون أن نعي أن الشهيد هو الامتحان..
لكن باسل كان واضحا تماما في استجوابه لنا، كان باسل يستنطق الواقع الفلسطيني ويدق الخزان وكان ببراعة ينقض الحالة التي كرستها ظروف السياسة في فلسطين، لم يلو باسل يده لسلطة أوسلو، ولم يدخل في زمرة مثقفيها، ولم يتدحرج على منحدر الفصائل، كان لباسل رأيه الشخصي الذي ظل مؤمنا به إلى أن لاقى بهذا الرأي، وببضع طلقات وسلاح، قوة الإعدام الإسرائيلية، لاقاه مقبلا مثقفا مشتبكا.
إن قراءة هذه الوصية في السياق الذي نعرفه عن حياة باسل، وعن موته بطبيعة الحال، موته الذي ارتج في صدره وفي صدورنا ألف مرة، يثير شراهة التساؤل حول ما نعرفه عن فلسطين، ويربك يوميات الحياة العادية التي ليست عادية على الإطلاق في ظل الاحتلال.
هو امتحان قاس يفرضه علينا موت واحد من أولئك الرجال الذين لا تعرف بدونهم ماذا ستفعل؟ كيف تقمص شاب في مقتبل العمر دور الأب، هذا التقمص المفجع، وكيف يكون موته يتما مريعا، بالرغم من أننا نعرف كما نعرف وجوهنا، أن الذي يتعمق بفلسطين هذا التعمق هو ميت لا محالة، وأن إسرائيل كلها تتربص للحظة التي ينزل فيها خبر استشهاده على نشرات الأخبار، كأنه إعلان نصر، ولكن التربص هذا لم تكن إسرائيل وحدها تمتهنه، لقد كان تربصا أمنيا مشتركا بين سلطة تجد في شخصية باسل الأعرج إرباكا واضحا، وبين كيان يرعبه أن يرى فلسطينيا واحدا له رأي وفكر لا ترضى عنه.
بيد أن ذلك كله، لم يكن ليمنع الشهيد باسل الأعرج عن إتمام مسيرته، في تقريب الثورة الفلسطينية من الجيل الذي ولد وأوسلو تحيطه من كل جانب، عمل باسل جاهدا، على تقريب الفلسطيني من اللحظات المشرفة التي عرفتها الثورة في زمن كانت الثورة كل شيء، كان باسل مشاركا بالثورة غريزيا وروحيا، من خلال الرواية والسرد، حمل باسل السلاح في آخر أيامه، ولكنه كان مُجيدا بليغا بالحديث عن الثورة والثوار أكثر من أولئك المتشدقين بالرصاصة الأولى، ذلك أنه كان صادقا بالانتماء للثورة والفعل المقاوم وثقافة الاشتباك، صدقا يكاد يكون نادرا في لحظتنا الفلسطينية، إن معركته كانت معركة الوعي، ولم تكن مجرد معركة يخوضها إنسان من أجل مكسب سياسي.
صاغ باسل حياته بفلسفة الثوري العاشق، وبثقافة الوطني، وبشجاعة المشتبك، ولكن موته هو الصياغة الأهم لهذه الثيمات التي وضعها باسل خطا عريضا لبرنامجه الوطني، وتجيء الوصية فجأة، لتضعنا امام أسئلة الشهداء، التي واجهنا بها الشهيد مرارا، دون أن نعي أن الشهيد هو الامتحان..
لكن باسل كان واضحا تماما في استجوابه لنا، كان باسل يستنطق الواقع الفلسطيني ويدق الخزان وكان ببراعة ينقض الحالة التي كرستها ظروف السياسة في فلسطين، لم يلو باسل يده لسلطة أوسلو، ولم يدخل في زمرة مثقفيها، ولم يتدحرج على منحدر الفصائل، كان لباسل رأيه الشخصي الذي ظل مؤمنا به إلى أن لاقى بهذا الرأي، وببضع طلقات وسلاح، قوة الإعدام الإسرائيلية، لاقاه مقبلا مثقفا مشتبكا.