وقالت الخارجية الباكستانية إن "باكستان تعرب عن استيائها الشديد إزاء انتهاك سيادتها، وتجري تحقيقاً لمعرفة إن كان ولي محمد، أحد القتيلين، هو فعلا زعيم طالبان".
وأوضحت أن "الولايات المتحدة أبلغت رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، وقائد الجيش، الجنرال راحيل شريف، أن الغارة استهدفت زعيم طالبان، بعد تنفيذها".
وبيّنت أن "أجهزة الدولة تتحقق في القضية لمعرفة هوية الشخص الذي سافر إلى إيران بجواز سفر باكستاني، ويدعى ولي محمد، الذي تدعي واشنطن أنه قائد طالبان، الملا أختر منصور، وقد قتل في الغارة الأميركية".
تناولت وسائل إعلام أفغانية، استناداً إلى مصادر في "طالبان"، أن منصور استُهدف في أثناء عودته من إيران، حيث كان في الطريق من الحدود الإيرانية إلى مدينة كويتا الباكستانية.
وكانت مصادر أخرى قد ذكرت أن "منصور سافر بجواز سفر باكستاني إلى إيران للاجتماع بوفد روسي، واستُهدف عند عودته من تلك الزيارة".
ولم تتحدث المصادر الرسمية حول هذه المسألة، لكن الخارجية الباكستانية أكدت أن "جواز السفر الذي كان بحوزة أحد القتيلين في الغارة الأميركية كان عليه تأشيرة إيرانية".
في موازاة ذلك، عقدت قيادات "طالبان" اجتماعات عدة منذ أمس لتعيين خليفة الملا أختر، ولكنها لم تنجح لغاية الساعة، وفق ما ذكرت مصادر إعلامية محلية في أفغانستان.
ورغم أن "طالبان" لم تعترف رسمياً بمقتل زعيمها، ولكن في ظل اعترافات القياديين من داخلها، وآخرين منشقين عنها، يصعب على الحركة إخفاء نبأ مقتل منصور لمدة أطول.
ويرى مراقبون أن "طالبان" ستعترف رسمياً بمقتل منصور بعد تعيين خليفة له.
ومن أبرز المرشحين لخلافة منصور، زعيم شبكة حقاني، جلال الدين حقاني، وهو أحد نائبي منصور، ونجل الملا عمر، الملا يعقبون، فضلاً عن رئيس المجلس العسكري السابق وأحد المعارضين لمنصور، الملا عبد القيوم ذاكر.
إلى ذلك، طالبت كابول، مرة أخرى، إسلام أباد، بالعمل ضد "طالبان" والجماعات المسلحة.
وقال الناطق باسم الرئاسة الأفغانية، دوا جان مينه بال، إن "مقتل منصور على الأراضي الباكستانية يؤكد أن قيادات طالبان لهم ملاذات آمنة داخل الأراضي الباكستانية".