خضعت سابقاً لحكم القيصرية الروسية، الفارسية، التركية، ويظهر هذا التنوع من خلال الهندسة المعمارية الممزوجة بين الشرق والغرب.
يصف الزوار باكو بمدينة العبور عبر الحضارات، يلامسون الحضارات والثقافات القديمة والحديثة في كل أرجاء العاصمة. يطلق على أذربيجان أرض النار، بسبب طبيعتها الجغرافية في قلب القوقاز، ووجود الجبال البركانية على أراضيها.
السفر إلى باكو، ليس صعباً، خاصة وأن تأشيرة الدخول ممكنة ومتاحة وبأسعار مقبولة، كما أن تكاليف الرحلة بسيطة جداً.
التعرف على الحقبة الماضية، يتطلب زيارة المدينة القديمة. تأسست في العصر البرونزي، وباتت مركزاً سياسياً واقتصادياً هاماً في القرون الوسطى. يحيطها سور ضخم تم تشييده لحماية السكان من الغزوات، ولا يزال جزء منه موجودا حتى يومنا هذا.
تتميز المدينة القديمة بتنوع الأماكن الأثرية، كقصر الشروانشاهانيين، وسراي السعادة. يطل قصر الشروانشاهانيين على بحر قزوين. يعتبر من أكبر معالم السياحة الباقية من العهد الشرواني. شيد في القرن الخامس عشر، يضم الكثير من المقتنيات الثمينة، كما يضم أضرحة الحكام السابقين. يفتح أبوابه أمام السياح يومياً.
أما في قصر السعادة، أو سراي السعادة، تتعرفون على فن معماري مغاير. بني القصر على الطراز القوطي كالطراز الأوروبي بالعصور الوسطى. ويعد من أهم الأماكن السياحية في البلاد، نظراً لهندسته الفريدة.
التنوع الثقافي
تحتوي المدينة القديمة تنوعاً ثقافياً ذا أبعاد دينية. فالمدينة تجمع ما بين المساجد العريقة، والمعابد المختلفة. ففي معبد النار الباكوي، تعود بالزمن إلى ما قبل الفتح الإسلامي، فهو معبد خاص بالديانة المجوسية، وتحول المعبد إلى متحف في عام 1975.
أما في مسجد باب الهيبة، يشعر الزائر بروحانية عالية. بني في القرن الثالث عشر. يتميز بطرازه المعماري المشابه للمسجد الأقصى. خطت على جدرانه الآيات القرآنية.
وعلى مقربة من المراكز الدينية، لا بد للسائح من تخصيص وقت لزيارة سوق أزير إيلم. لماذا؟ ببساطة، يعتبر أحد أهم الأسواق المتخصصة ببيع السجاد والمنسوجات اليدوية. فحياكة السجاد في باكو تعد جزءا أصيلا من تاريخ البلاد.
أيضاً وأيضاً، يجمع شارع نظامي السكان بالسياح والزوار. فهو من الوجهات الشعبية. تستقبل مطاعمه الزوار لتقديم أفضل المأكولات المحلية.
الحداثة تعانق التراث
برز الطابع الحديث بشكل أساسي في المدينة. وتتجلى الحداثة من خلال الأبراج والمباني العصرية. فتبدو العاصمة نموذجا يجمع القديم بالحديث، ومن أبرز عناصر الحداثة أبراج اللهب، والتي تم بناؤها على شكل لهب النار، تتميز بارتفاعها، وباتت اليوم رمزاً من رموز العاصمة، وهي مقصد السياح من جميع أنحاء العالم. تحتوي سلسلة من الفنادق، المطاعم، والمكاتب.
ومن أشكال الحداثة في البلاد أيضاً، مركز حيدر علييف. واحد من أشهر المراكز الثقافية عالمياً.
صمم من قبل المعمارية زها حديد، والتي نالت بعد تصميمه جائزة متحف لندن للتصميم. يقصده الزوار بهدف التجول والتعرف على هندسته المعمارية الفريدة. كما يحتوي المركز مقتنيات أثرية تاريخية قديمة من العصور الحجرية، وأخرى حديثة ومعاصرة لفترة حكم حيدر علييف. كما يقدم المركز معرضاً ثقافياً يبرز جميع فترات تاريخ أذربيجان.
الاستجمام والاسترخاء
لا تخلو زيارة باكو، دون أن يعرج السائح على الحمامات الشعبية المنتشرة هناك، ومن أبرزها حمام حجي قايب. يجسد الحمام حقبة زمنية عاشتها البلاد منذ القرن الخامس عشر، فهندسته المعمارية الخارجية، تقسيماته الداخلية، برك الماء الساخنة، وغيرها جعلته من أهم الوجهات السياحية، كما تم وضعه على قائمة التراث العالمي.
يقصده السياح للتعرف على نمط جديد من الحمامات الشعبية، كما يحتوي على مقهى خاص يقدم الحلويات الأذربيجانية مع أكواب الشاي، ما يزيد من جمال الجلسة.
وعلى مقربة من حمام حجي قايب، يقع برج العذراء. واحد من أشهر المعالم السياحية في المدينة. يلقب ببرج إيفل باكو، يتميز بكثرة وتنوع النقوش التي تزين جدرانه، وبحسب علماء الآثار، فإن معظم النقوش تعود للقرن الثاني عشر.
التكاليف المادية
تعتبر باكو عاصمة أذربيجان من العواصم ذات التكاليف المادية البسيطة. حيث يمكن للسائح التجوال في العاصمة بمبلغ زهيد، نظراً لأسعارها المنافسة. الإقامة في الفنادق تتراوح ما بين 50 و70 دولاراً، وتنخفض إلى أقل من ذلك في الفنادق ذات الثلاثة نجوم. أما بالنسبة إلى تكاليف الطعام، فهي أيضاً رخيصة، ويمكن تناول وجبة تكفي لشخصين في المطاعم الراقية بسعر لا يتعدى 15 دولاراً.
الانتقال بين الأماكن التراثية، والأحياء، أو حتى داخل المدينة، أيضاً من الأمور السهلة، المدينة تملك شبكة مواصلات جيدة، تتنوع ما بين المواصلات العامة كالحافلات، والقطارات، كما يمكن أيضاً ركوب سيارات الأجرة.
يعتمد اقتصاد باكو بشكل كبير على ما تمتلكه من ثروة نفطية هائلة، إضافة إلى الثروات الطبيعية، كالغاز، والفحم. كما تعتمد البلاد على سياسة التنوع الاقتصادي، والانفتاح. في السنوات الماضية، شهدت البلاد نهضة تنموية، كما جذبت رؤوس الأموال من الخارج للاستثمار في قطاعاتها المختلفة، وأبرزها الصناعة، والتعدين.
كما تعد أذربيجان مركزا اقتصاديا هاما لنقل المواد الخام، فقد تم تشغيل خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان في مايو 2006، ويمتد لأكثر من 1774 كيلومترا عبر أراضي أذربيجان وجورجيا وتركيا.
يعد قطاع الزراعة والثروة الحيوانية من أهم القطاعات الفعالة في التنمية الاجتماعية، وتتميز البلاد بتنوع أقاليمها المناخية، ولذا تحتوي على عدد كبير من المحاصيل الزراعية، وأبرزها العنب.