تعجّب متابعو "نزال القرن" والكثير ممّن شاهدوا المباراة على الهواء مباشرة على حلبة لاس فيغاس بولاية نيفادا الأميركية، من فوز الملاكم الأميركي فلويد مايويذر على خصمه الفلبيني ماني باكياو بإجماع الحكام، رغم أن الأول لم يقدم شيئاً لافتاً أو جذاباً خلال المواجهة المرتقبة منذ سنوات.
كانت استراتيجية مايويذر تعتمد على تفادي اللكمات، وتجنب أي محاولة من باكياو للهجوم عليه، وكان الفلبيني يبدو أمام المشاهدين الأجدر بالفوز لأنه أكثر هجوماً، إذاً لماذا اتخذ الحكام قراراهم بإعلان فوز فلويد؟
بدءاً من الجولة الثامنة (من أصل 12 جولة)، بدأ مايويذر في فرض أسلوبه. كان ينتقي أفضل الضربات وأكثرها فاعلية، لا يهم عدد اللكمات بقدر تأثيرها وفاعليتها، لذا كان تقدير الحكام أكبر للكماته وإن كانت تبدو أقل عدداً من باكياو. ووقف الحكام أمام معياري النشاط والكفاءة، باكياو كان أكثر نشاطاً، ومايويذر كان أكثر كفاءة وفاعلية.
وتبرهن على ذلك إحصائية النزال التي تفيد بأن باكياو نفّذ 429 لكمة، لكن من بينها 81 لكمة صائبة فقط بلمس الخصم، مقابل 435 لكمة لمايويذر منها 148 لكمة ناجحة، ليفوز الملاكم الأميركي بنتيجة: (118-110 و116-112 و116-112).
وكان الملاكم الفيليبيني ماني باكياو قد كشف بعد خسارته في "مباراة القرن" أمام الأميركي فلويد مايويذر أنه تعرض لإصابة في الكتف خلال الاستعدادات قبل 3 أسابيع من موعد النزال. وقال باكياو (36 عاماً)، في مؤتمر صحافي: "تعرضت لإصابة في الكتف الأيمن قبل ثلاثة أسابيع، وكان عليّ أن أخفف من جرعة التدريب، وقد تحسنت الأمور كثيراً قبل أسبوعين".
وأضاف بعد خسارته بإجماع القضاة الثلاثة: "هذه الإصابة حدّت من قدرتي بعد الجولة الثالثة، ولم أستطع استخدام قبضتي اليمنى كما يجب وكما كنت أتمنى". وقال الملاكم الأميركي بدوره: "أنا أيضاً خضت المباراة ولديّ إصابات في القبضتين". وختم: "لو خسرت، لما تحدثت عن هذه الإصابات واعترفت بتفوّق خصمي عليّ".