في مثل هذا اليوم من العام الماضي أجرت سلطات إقليم كردستان العراق استفتاء الانفصال الذي شمل محافظات الإقليم ومناطق أخرى متنازع عليها بين بغداد وأربيل، إلا أن نزعة إنشاء دولة كردية مستقلة تتراجع اليوم في ظل السباق الكردي للظفر بمناصب بغداد، وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية.
الانقسام الكردي – الكردي بشأن منصب رئيس الجمهورية تسبب بإزالة التصويت على الرئيس العراقي الجديد من جدول أعمال جلسة النواب، التي عقدت اليوم الثلاثاء، وهو أمر دفع رئيس البرلمان محمد الحلبوسي إلى تحديد الثاني من الشهر المقبل موعدا نهائيا لانتخاب الرئيس العراقي الجديد.
ويبدو التسابق للحصول على منصب رئيس الجمهورية على أشده بين الأحزاب الكردية، وهو ما أكده عضو البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بيار طاهر، الذي أكد، اليوم، أن أسهم مرشح حزبه لرئاسة العراق فؤاد حسين ارتفعت بشكل كبير أخيرا، مشيرا إلى وجود دعم برلماني من قبل الكتل السياسية له.
ولفت طاهر إلى أن المرحلة المقبلة "تحتاج شخصاً قوياً ونزيهاً، قادراً على تنفيذ واجباته الدستورية"، مبينا في تصريح صحافي، أن الحوار مستمر من أجل دخول القوى الكردية بمرشح واحد يحظى بدعم الجميع.
إلا أن عضو البرلمان العراقي عن تحالف الفتح عباس الزاملي، أكد أن حظوظ مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني فؤاد حسين ومرشح الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح متقاربة، مؤكدا أن الأيام المقبلة كفيلة بإثبات المرشح الأقوى.
وبين الزاملي أن تنافس الأكراد على منصب رئيس الجمهورية يؤكد حرصهم على الظفر بالمنصب الذي يوفر خدمة وطنية، موضحا خلال مقابلة متلفزة أن تحالفه (الفتح) سيصوت للمرشح الذي يتفق عليه الأكراد.
في هذه الأثناء، يصر الاتحاد الوطني الكردستاني على دعم مرشحه لرئاسة العراق برهم صالح.
وقال قيادي بـ"الاتحاد الوطني" إن حزبه تمكن من إقناع معظم الأحزاب الشيعية بترشيح صالح، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المرشح المنافس (فؤاد حسين) لا يحظى بتأييد من قبل القوى السياسية، كون ترشيحه يمثل تجاوزا على حصة الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي منحته اتفاقات سياسية سابقة حق تولي منصب رئاسة العراق.
إلى ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حسان العيداني، إن الأكراد الذين ذهبوا باتجاه الانفصال عن العراق قبل عام، يعودون وفي ذكرى الاستفتاء الأولى للتنازع على منصب رئيس العراق، الذي من أهم شروطه الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها.
وأوضح العيداني أن هذا الأمر يشير إلى تخبط واضح في السياسة الكردية، التي انتقلت من اليمين إلى اليسار، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد"، أن السباق المحموم على المناصب، جعل الأحزاب الكردية تتخلى عن شعارات الانفصال، حتى وإن كان مؤقتا لما بعد الحصول على حصتها من المناصب التنفيذية والتشريعية.
وكان إقليم كردستان قد أجرى في الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول من العام الماضي استفتاء الانفصال عن العراق، ما دفع القوات العراقية لدخول محافظة كركوك (شمالا)، وبقية المناطق المتنازع عليها، التي كانت خاضعة للسيطرة الكردية.