بالرايات البيضاء والعلم الفلسطيني.. أهالي السواحرة يعلنون عن أفراحهم

22 اغسطس 2017
تقترن مع الأهازيج والزغاريد (العربي الجديد)
+ الخط -
في منتصف الأسبوع الذي يسبق حفل الزفاف الفلسطيني، تتجمّع النسوة في منزل العريس، بدعوة من والدته عند ساعات بعد العصر، بعد أن تجهّز الرايات البيضاء والخضراء والأعلام الفلسطينية، لتبدأ مراسم إعلان اقتراب موعد حفل الزفاف في الحي الذي يعيش فيه العريس.


المشهد تراثي بحت، توارثته الأجيال بعضها عن بعض، فرفع الرايات من سنة النبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. والرايات البيضاء رمز للفرح والانتصار، والخضراء تدل على الخضرة والوفرة وموسم الخير، وأما العلم الفلسطيني فهو الارتباط الأقوى بالوطن المسلوب منذ 70 عاماً، والحاضر الدائم الذي لا يُغادر أفراح الفلسطينيين مهما تعمّقت جراحهم بفعل الاحتلال.


تقول أم علي، وهي والدة عريس لـ"العربي الجديد": "نسوة الحي يتجمّعن عند موعد رفع الرايات والعلم الفلسطيني على أسطح منزل والد العريس ومنازل أعمامه، هذه المهمة هي بمثابة إعلان الفرح، وهي عادة أساسية لإعلان الفرح في بلدة السواحرة في الجنوب الشرقي لمدينة القدس المحتلة".


تُرافق رفع الرايات الأهازيج الشعبية المتعارف عليها في القرية، وتصدح النساء ببعض الأهازيج بصوت مرتفع، في حين تردّد صاحبات الصوت الجهور ما يعرف بـ"المهاهاة" وهي أهازيج شعرية خاصة بالعريس وأشقائه وعائلته. وتكررها النساء أكثر من مرة، وفي كل مرة تنتهي فيها "المهاماة" تبدأ مجموعة النسوة بالزغاريد، ويرفعن الصوت عالياً حتى تصل إلى مسامع الناس في الأحياء القريبة والمجاورة.


الراية البيضاء رمز الفرح والانتصار (العربي الجديد) 






يستمر الأمر بحسب أم علي "بضع دقائق، حتى تشعر النساء بالتعب، ورغم تبادل النسوة ترديد تلك الأهازيج، لكن عملية رفع الصوت تعجل من التعب، وهذه العادة متوارثة منذ مئات السنين، وما زالت على حالها، يستخدمها أهالي البلدة عند إعلان الفرح".

يعتقد أهالي البلدة أن الرايات يجب أن تبقى على أسطح المنزل حتى تهترئ بفعل أشعة الشمس، ولا يفضل تنزيلها، كونها مرفوعة لوجه الله تعالى، وثمة معتقد بين الناس أن عملية إنزالها من دون سبب تجلب الفأل السيئ للعريس وعائلته.


عادة متوارثة عبر الأجيال (العربي الجديد) 


في السواحرة كان رفع الرايات قديماً إعلان الفرح وبداية السهرات والحفلات، لكن مع التطور والتغيير في نمط الحياة، اقتصر إعلان الفرح على الرايات والأهازيج فقط، في حين اقتصرت السهرات على واحدة تسبق حفل الزفاف بيوم واحد، وعادة تكون في نهاية الأسبوع. أما السهرات قديماً فكانت تبدأ منذ منتصف الأسبوع منذ لحظة رفع الرايات حتى يوم الزفاف.

وعقب الانتهاء من رفع الرايات، تتبادل نسوة الحي التهاني، ويتناولن الشاي الساخن والعصائر قبيل المغادرة، ثم يرجعن مرة أخرى بعد يوم أو يومين لمساعدة أم العريس في تحضيرات مراسم الزفاف، لا سيما إعداد ولائم الغداء للضيوف الذين يحضرون لتناول الطعام.



دلالات