في فيديو لتجربة اجتماعية بعنوان "هل ستساعد طفلاً ضائعاً؟" تناقله قرابة عشرة ملايين متتبع، وكان الهدف منه، معرفة كم شخص قد يندفع للمساعدة، ورصد تعامل الشارع مع حدث كهذا.. جاءت النتيجة محزنة في أماكن عدة، غير أنها كادت تنتهي باختطاف بطلة الفيديو.
طفلة صغيرة اسمها تاليا، انضمت إلى فريق DennisCeeTV للقيام بالتجربة الاجتماعية، حيث تمثل دور طفلة ضاعت في المدينة، وتبحث عن والدتها. تقترب تاليا من غرباء تصادفهم في الشارع، وتخبرهم أنها تحتاج مساعدتهم في العثور على والدتها، فتراوحت ردود أفعالهم ما بين مهتم وغير آبه وربما غاضب وعنيف.
عرض عليها أحدهم إجراء اتصال مع والدتها من هاتفه المتنقل، بعد أن أخبرته أنها تحفظ رقمها، بينما أنكرت معرفة الرقم وهي تطلب المساعدة من شاب آخر، لكنها أخبرته أنها تعرف عنوان إقامتها، فمنحها بطاقته البنكية لتشتري تذكرة قطار تستقله للعودة إلى منزلها. شابان آخران قررا البقاء رفقتها والاتصال بالشرطة، إذ أخبرتهما أنها لا تحفظ رقم هاتف أمها ولا تعرف أين تقيم.
شاب آخر كان يتكلم على هاتفه، لم يقبل قطع اتصاله والإصغاء إليها، حتى إنه أنبها على محاولاتها مقاطعته، بينما ذهب آخر أبعد من ذلك، إذ رد عليها هازئاً أنا لا أعرف أمك، وبعد إلحاح منها، دفعها بقسوة عنه شاتماً إياها.
جلست تاليا على قارعة الطريق، لمدة تبدو ليست بالقصيرة، وعلت وجهها ملامح الحزن. مرّ قربها العشرات من الرجال والنساء، بعضهم منحها نظرة عابرة مستهجنة، وآخرون لم ينتبهوا لوجودها مطلقاً، بينما وقف "متحرش بالأطفال" يراقبها على الطرف المقابل.
وفي محاولة أخرى لطلب المساعدة، توقف تاليا رجلاً مسناً، تخبره قصتها، وبينما يسألها المسن عن تفاصيل تساعده في العثور على أمها أو عنوان البيت، يتدخل فجأة شاب ويسأله: "هل تبحثين عن والدتك؟ إنها هناك، سآخذك إليها"، ويمسك الشاب بيد الفتاة محاولاً سحبها وأخذها بعيداً غير أن الرجل المسن يمنعه.
يتابع الشاب محاولته لخطف الفتاة مدعياً أنه يعرفها، غير أن المسن لم يكن مرتاحاً لأقاويله، فلم يترك يد تاليا التي تبدو في صدمة من الموقف الذي تتعرض، جعلتها تخلد إلى الصمت، ثم ينتهي الموقف بتدخل دينيس صاحب فكرة التجربة ومخرجها، إذ يهرع لإنقاذ مساعدته من بين يدي الخاطف، مهدداً إياه بأنه سيتصل بالشرطة.
في النهاية يزعم الفيديو أن الشرطة وصلت المكان، وأوقفت الشاب، وأنه وبعد التقصي بشأنه، اكتشف أن هناك مذكرة اعتقال بحقه، وأنه من مرتكبي الاستغلال الجنسي للأطفال.
بطبيعة الحال، لا شيء يؤكد صدقية الحكاية والنهاية التي انتهت بها، وربما كان "المتحرش" ممثلاً أيضاً وجزءاً من الفريق، لا سيما أن تاليا لم تنبس بكلمة بعد ظهوره في المشهد، إلا أن التجربة، وبحسب آراء كثيرين، أدت الهدف المطلوب منها، ألا وهو رفع مستوى الوعي، والتنبيه على أن سلبية بعض الناس في مواقف كهذه، قد يكون لها نتائج أسوأ مما يتخيله المرء، وقد تنتهي بارتكاب جريمة بحق من يحتاجون العون، قد تكلفهم حياتهم... إذا رفضنا مساعدتهم.
إقرأ أيضا: دروس باكستانية لمواجهة التحرش