سالت الدماء وتطايرت المقاعد من المدرجات واختلط الحابل بالنابل، في مباراة القمة بين فريقي ريد ستار بلجراد وغريمه بارتيزان بلجراد، والتي جرت بينهما على ملعب "كرفينا زفيزدا"، في الجولة الرابعة والعشرين من الدوري الصربي الممتاز لكرة القدم.
وتأخرت انطلاقة المباراة الدراماتيكية التي غالبا ما تحفل بتلك المشاهد، نحو 45 دقيقة، بعدما ألقت الجماهير الصواريخ والألعاب النارية والمقاعد صوب رجال الشرطة ومكافحة الشغب، في الوقت الذي أكدت فيه وزارة الداخلية الصربية أن أحداث العنف في الاستاد أدت إلى إصابة 35 عنصرا من ضباط الشرطة بجروح، إضافة إلى الجماهير، فيما تم إلقاء القبض على 41 مشجعا، خاصة ممن ألقوا قنابل الصوت على الشرطة داخل الملعب.
وقبل انطلاق المباراة، ردت الشرطة على الجماهير، وتم إخلاء أحد المدرجات التي اشتعلت فيها بؤرة الشغب. وعندما وصلت تعزيزات لقوات الأمن، اقتحمت شرطة مكافحة الشغب المدرجات، في محاولة لوقف العنف الجماهيري.
وأصيب بعض المشجعين الذين سالت منهم الدماء من الوجه واليدين، وتحولت المدرجات إلى ما يشبه كابوسا دمويا مرعبا، وسقطت معظم الألعاب النارية داخل المدرجات، بعد أن أشعلت الجماهير من كلا الجانبين العشرات من المقذوفات، وألقت بعدد من قنابل الصوت على مضمار ألعاب القوى، وهو ما ترك قوات الإطفاء في حالة انشغال دائم لإخماد أي نيران مشتعلة.
وبعد انطلاق المباراة، توقف اللعب عدة دقائق خلال الشوط الثاني، بسبب ارتفاع الدخان عقب إشعال جماهير الفريق الزائر الألعاب النارية.
وانتهت الموقعة بالتعادل السلبي بلا أهداف، حيث غابت الأهداف وحضرت الدماء، وتركت النتيجة فريق بارتيزان الساعي إلى لقبه السابع للدوري الصربي خلال ثمانية مواسم مبتعدا بفارق خمس نقاط برصيد (57) نقطة عن رد ستار صاحب المركز الثاني، قبل ست جولات على نهاية الموسم.