شارك ستيف بانون، كبير المستشارين الاستراتيجيين السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مدينة زوريخ، في لقاء نظمته الصحيفة الأسبوعية السويسرية "فيلت فوخه"، التي يملكها ويرأس تحريرها السياسي عن حزب "الشعب السويسري" اليميني القومي روغر كوبل.
ووصف بعض الصحافة الألمانية زيارة بانون، الذي ساهم بشكل كبير بفوز الرئيس الحالي ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، بأنها تشكل "دعما للحركات الشعبوية وثورتها ضد المؤسسة السياسية في أوروبا"، خاصة وأنه استهل لقاءاته، أمس الثلاثاء، مع رئيسة كتلة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، أليس فايدل.
وذكر مكتبها أنه "تم خلال اللقاء مع بانون تبادل لوجهات النظر وتقديم النصائح لها حول كيفية جعل الإثارة والدعاية جهازا أكثر فعالية، وشارحا، بشكل خاص، تجاربه في ملفات التواصل السياسي ووسائل الإعلام البديلة"، التي توليها فايدل الكثير من الاهتمام، علما أن الأخيرة كانت قد أعلنت، في وقت سابق، أن حزبها بصدد إنشاء غرفة إخبارية خاصة من أجل السيطرة، بشكل أفضل، على حركة تواصل وسائل الإعلام مع حزبها، بعد أن تم تجاهله في فترات معينة، أو تمت تغطية أخباره بكثير من السلبية.
وفي خطابه، مساء أمس في زوريخ، أمام ما يقارب ألف مشارك، قال بانون، الذي وصف في وقت سابق بأنه "رأس حربة" القومية المتطرفة في البيت الأبيض، إن العملات الرقمية هي أداة هامة للحركات الأوروبية، وقد تسمح بالتحكم بالبنوك المركزية، و"هذا ما يمكن أن يمنحها السلطة مرة أخرى".
هذا الكلام اعتبر من قبل المحللين كافيا ليعزز من نظرته للثورة الشعبية وتأثيرها العالمي على سويسرا وأوروبا وأميركا، وأنه صاحب "تفكير منحرف"، بعد أن اتهم البنوك المركزية والحكومات وشركات التكنوولوجيا الكبرى بأخذ حقوق الناس وهوياتهم واستخدامها لأغراضها الخاصة. واعتبرت "دي فيلت" الألمانية أن "بانون يسعى، على ما يبدو، إلى دور جديد كموجه ومحفز لليمين الأوروبي".
كذلك، اعتبر بانون، بحسب ما أوردت صحيفة "دي تسايت"، اليوم الأربعاء، أن "الحركات الشعبية في أوروبا مختلفة في شكلها، إلا أن جميعها لها الخصم نفسه، وهي الاستبليشمنت".
وأبرز أنه على الاتحاد الأوروبي البدء بإجراء تغييرات، وإلا فـ"مستقبله غير مؤكد"، وأن "السياسيين في بروكسل لن يتمكنوا من الاستمرار في السماح للمهاجرين بالدخول إلى دول الاتحاد ومشاهدة كيفية تعامل الناس في إيطاليا مع المشكلة"، ومعرجا، في حديثه، على نتائج الانتخابات في روما، التي وصف نتائجها بأنها "موجهة بوضوح إلى السلطة بعد تصويت أكثر من70% من الناخبين لصالح الأحزاب المناهضة للمؤسسات، والمشككة بالاتحاد الأوروبي".
وفيما يتعلق بالتجارة الحرة، دعم بانون موقف الرئيس ترامب بفرض تعريفات جمركية على واردات الصلب والألمنيوم، لافتا إلى أنه "لا ينبغي أن تلغى الوظائف وتدمر الأسر كما حصل في الماضي عن طريق نقل الشركات والوظائف إلى الخارج".