بايرن بيب "الموسم الثالث"..الخطط مجرد أرقام لا أكثر!

24 اغسطس 2015
+ الخط -


"بكل تأكيد أنا سعيد من أجل الفوز، لكنني سعيد أكثر من أجل الأداء وطريقة تحقيق الانتصار"، هكذا علّق بيب جوارديولا بعد نهاية مباراة فريقه أمام هوفنيهايم بالدوري الألماني، مع الدقائق العشر الأخيرة التي شهدت لعب بايرن منقوصاً من لاعب، لينتظر غالبية المتابعين نتيجة التعادل، لكن مع بطل المسابقة، كل شيء قابل للحدوث.

الثلاثي الخلفي

تعاقد بايرن ميونخ مع أرتورو فيدال من يوفنتوس، وتوقع الجميع أن استمرار فيليب لام في الوسط خيار شبه مستحيل، بعد قدوم اللاتيني إلى الأليانز أرينا، لكن لبيب جوارديولا وجهازه المعاون رأي آخر، وهذا ما حدث أمام هوفينهايم في مباراة الأسبوع الثاني من البوندسليغا، بعد أن دخل الكتالوني بتكتيك مفاجئ كعادته، ولعب بأكثر من خطة خلال التسعين دقيقة.

خلال بداية المباراة، لعب بايرن بخطة قريبة من 3-1-4-2، بتواجد ألابا وبواتينج وبنعطية في الخلف، واللعب بألونسو كارتكاز وحيد، أمامه رباعي صريح، لام وفيدال على الأطراف، مولر وجوتزه في العمق، بينما يتواجد في الثلث الهجومي الأخير كلٌ من روبين ودوجلاس كوستا.

في لقاء السباعية أمام روما بالموسم الماضي، حصل الهولندي روبين على دور الـ Wing Back، الجناح الحر الذي يتحرك في كل مكان على الخط الجانبي، مما سمح له بالابتعاد عن رقابة المدافعين، والقطع الدائم من الطرف إلى قلب الهجوم. ويبدو أن بيب يريد تكرار نفس المهمة مع كوستا، البرازيلي الذي يقوم بدور مشابه على الجبهة المعاكسة، ليتشكل هجوم البافاري من روبين على اليمين، ودوجلاس على اليسار، مع دعم كلي من رباعي متحرك في منطقة الوسط.

التعديلات الفنية



سجل هوفينهايم هدفاً مبكراً جداً، وتعادل توماس موللر في الدقائق الأخيرة قبل نهاية الشوط الأول، ليسدل جوارديولا الستار على خطته الأساسية، ويحاول إجراء التعديلات مع بداية الشوط الثاني، من أجل إحراز هدف الفوز وخطف الثلاث نقاط. تياجو ألكانترا مكان آرين روبين، ليصبح خط الوسط عبارة عن ثلاثي صريح، ألونسو في الارتكاز، ألكانترا كلاعب دائرة، وفيدال هو المتحرك بين الخلف والأمام.

بينما حصل مولر على دور المهاجم الحقيقي داخل وخارج منطقة الجزاء، مع دعم كامل من كوستا على اليسار، وفيليب لام بالتبادل مع جوتزه على اليمين، لتصبح الخطة في الشوط الثاني أقرب إلى 4-3-3 في الحالة الدفاعية، بوجود رباعي خلفي، ثلاثي وسط، وثالوث متحرك في الأمام.

ومن الدفاع إلى الهجوم، يصعد لام لشغل دور الجناح الحقيقي، ويتحول جوتزه إلى صانع اللعب الحر في المركز 10 خلف مولر، مع الإبقاء على ثلاثي متأخر أمام نوير، أي رسم خططي مترجم إلى 3-3-1-3، مما سمح للفريق بالوصول إلى المرمى في عدة محاولات، لكن طرد بواتينج قلب المجريات رأساً على عقب.

بعد الطرد




ضربة جزاء ضد بايرن ثم طرد مستحق للمدافع بواتينج، ومع كل فوز صعب في الغالب هناك عامل التوفيق، خصوصاً مع إهدار بولانيسكي لفرصة التسجيل، وتركيز البايرن في الدقائق الأخيرة من عمر الشوط الثاني. ليقوم جوارديولا سريعاً بعمل فكرة "الترحيل" التكتيكي، ويلعب بنجاعة غير عادية وهو منقوص من لاعب، متفوقاً بـ 10 ضد 11.

ليفاندوفيسكي في قلب منطقة الجزاء، خلفه موللر في العمق، كوستا وجوتزه على الأطراف، مع اللعب بثنائية المحور في الارتكاز، تياجو بجوار فيدال فقط، مع قيام تشابي ألونسو بدور "الليبرو" الصريح بين كل من ألابا ورافينيا، الثنائي المتحول من دور الظهير إلى قلب الدفاع بأمر من بيب.

يحتاج النجاح إلى جانب من المغامرة، كان من الممكن تلقي بايرن لهدف قاتل عن طريق مرتدة قاتلة، لكنه في النهاية حقق ما أراد، وسجل البولندي ليفاندوفيسكي لعبة الفوز في التسعين، ليحصل النادي البافاري على ثلاث نقاط غالية، ربما لن تكون مجدية في رحلة الحفاظ على اللقب، لأننا في بداية المسابقة، لكنها مهمة ومحورية على الصعيد المعنوي، لجوارديولا وفريقه في قادم المواعيد.