بعدما وصل عدد الأشخاص المصابين بفيروس كورونا المستجد، في لبنان، إلى نحو 93 مصابًا وتأكيد وفاة ثلاثة أشخاص حتى اللحظة، اتجهت حكومة حسان دياب إلى إقرار تدابير احترازية، وصفتها الأوساط الشعبية بالمخيبة للآمال. فبدلًا من إعلان الحكومة حالة الطوارئ القصوى في البلاد، كباقي الدول الأخرى حول العالم، اكتفت بالتركيز على توصيات وقائية عامة تطالب الشعب بالالتزام بها، إضافة إلى اتخاذ إجراءات متأخرة كإغلاق المدارس والمراكز التجارية والمنتجعات السياحية، وإيقاف حركة الخطوط الجوية والرحلات المتعلقة بالدول التي يتفشى فيها الفيروس بشكل كبير كالصين وكوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا. علمًا أنّ الحكومة اللبنانيّة تعرّضت لانتقادات كثيرة، بسبب تأخّر فرض حظر السفر من البلدان التي تفشّى فيها الفيروس.
حملة "خليك بالبيت"
دفعت هذه التدابير الخجولة والمتأخرة المؤسسات الإعلامية إلى اتخاذ إجراءات شخصية واستثنائية، منها متابعة العمل في المنازل وتقويض حركة المراسلين وتوزيع مهامهم على الأرض بحسب أهمية الحدث، تفاديًا قدر المستطاع، للاحتكاك مع الأماكن التي تشهد اكتظاظًا وتجمعات عامة وخاصة، لا سيما تلك التي تشهد فيها تظاهرات ومسيرات شعبية. ونظرًا لخطورة الموقف وحساسيته، ارتأت بعض المحطات التلفزيونية أن تتخذ موقفًا أكثر جرأة وتحديًا مما اتخذته حكومة البلاد، وأعلنت عوضًا عن الأخيرة حالة الطوارئ من خلال منبرها، على رأس هذه المحطات مؤسسة MTV التلفزيونية، بينما أطلقت كل من المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI وقناة "الجديد" حملات إعلامية موحدة حملت شعار (#خليك_بالبيت)، شارك فيها إعلاميون من مختلف المؤسسات الإعلامية لحث المواطنين على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة، للحد من انتشار "كورونا". وجدير بالذكر، بأنّ هذا الأمر حصل في كل دول العالم، حيث لعبت الشخصيات العامة والمحطات التلفزيونيَّة، دورًا أساسيًا في توعية الناس.
البرامج الفنيّة تلتزم بالقرارات
طاولت هذه الإجراءات والتدابير البرامج الفنية، التي تعرضها تلك المحطات على شاشاتها لا سيما البرامج الترفيهية التي تعد من أهم المواد المؤثرة على نسبة مشاهدات المحطة الراعية لها من ناحية، ومتنفسًا للجمهور لا غنىً عنها في ظل هذه الأزمة التي تمر بها البلاد. وتماشيًا مع جملة القرارات التي بدأت هذه المحطات بتنفيذها قبل أيام قليلة، كان لا بد من اتخاذ تدابير ملائمة تستطيع هذه البرامج من خلالها متابعة عملها، دون مخالفة القرارات المتعلقة بالابتعاد عن أية تجمعات قد تعرض العاملين لخطر الإصابة بفيروس كورونا، وذلك نظرًا لاعتماد تلك البرامج على وجود الجمهور في مواقع التصوير باعتباره عاملاً أساسياً، وحاضراً دائمًا إلى جوار مقدميها، بغية إظهار المشاركة والتفاعل (تصفيق - ضحك وغيره).
"منا وجر"
لذا كان على هذه البرامج أن تضحي بعامل الجمهور، للمرة الأولى، وهو ما بدأ به برنامج "منا وجر" لمقدمه بيار رباط، الذي يعرض على قناة "أم تي في" كل يوم ثلاثاء، وقد أشار رباط خلال عرض الحلقة الثلاثاء الماضي إلى ضرورة التعامل مع الفيروس "بشكل جدي"، وبأنه "جميعنا معرضون للخطر"، ودعا جميع الأفراد في المجتمع اللبناني إلى تحمّل مسؤولياتهم. "لهون وبس"
برنامج "لهون وبس" لمقدمه هشام حداد، والذي يعرض على قناة "إل بي سي أي"، استغنى هو الآخر عن جمهوره في الاستديو، في آخر عرض له الثلاثاء الماضي، وقد استعاض كل من برنامجي رباط وحداد بأصوات مسجلة تخدم غياب التصفيق والضحك والتفاعل، كحل مؤقت ريثما تعود المياه إلى مجاريها.