عام 2013، كشف العميل السابق في الاستخبارات الأميركية، إدوارد سنودن، عن برنامج تجسسي سري للحكومة الأميركية لمراقبة اتصالات الهواتف والإنترنت، أو ما يعرف بـ"بريزم". وبات سنودن المطلوب الأول لواشنطن، بعدما وضعته على لائحة "فاضحي أسرار أميركا".
ولأن شركات وتطبيقات ومواقع مثل "مايكروسوفت" و"ياهو" و"غوغل" و"فيسبوك" و"بالتوك" و"يوتيوب" و"سكايب" و"آبل" تميل كلها نحو خفض تكلفة العمل وبيانات الاتصال، فإن ذلك يوفر فرصة لمحللي الاستخبارات الأميركية بأنواعها العسكرية والخارجية والداخلية كي يعترضوا اتصالات من يعتبرونهم أهدافاً أجنبية، أثناء مرور بياناتهم الإلكترونية عبر الولايات المتحدة الأميركية دخولاً وخروجاً.
كانت الاستخبارات الأميركية قد وضعت البرنامج السري "بريسم" في الشركات المذكورة التي يتبعها مئات الملايين من المستخدمين عبر العالم كل يوم، وأشارت صحف دولية مثل "ذا غارديان" البريطانية و"واشنطن بوست" الأميركية أن "بريسم" يعتمد بنسبة تصل إلى 98 في المائة من عمله التجسسي على "ياهو" و"غوغل" و"مايكروسوفت". ولم يقتصر الأمر حينها على الولايات المتحدة، بل صرح سنودن أيضاً أن بريطانيا لديها وكالات حكومية تقوم باعتراض جماعي وتجسس على بيانات الإنترنت والاتصالات. ووصفت ألمانيا الأمر بـ"الكارثي"، فهل أدى ذلك الكشف إلى أي تغير في تلك السياسات التجسسية؟
لقد تغير الواقع وصار التجسس هو الأصل الذي لا تخجل منه أي جهة، بل أصبحت برامج التجسس تباع على الإنترنت علانية، عبر مواقع معترف بها عالمياً، وتحقق الكثير من المبيعات للأفراد والهيئات. أحد تلك المواقع يدعى "الجاسوس المرن" Flixispy، يقدم تعريفاً لبضاعته من برنامج تجسس، بأنه أداة لرصد أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، إذ يمكنه مراقبة جميع الاتصالات الرقمية والصوتية للهواتف المحمولة، وكذلك مراقبة سلوك كل مستخدم للكمبيوتر وأجهزة "ماك" التي تنتجها شركة "آبل". ويشغل مع الهواتف التي تعمل بنظام تشغيل "أندرويد" و"آي أو إس"، وأكثر من 150 خاصية أخرى يتضمنها البرنامج.
وتعلل تلك الشركات المنتجة عملها بأن من حق كل إنسان أن يعلم ماذا يفعل كل من يهتم بهم، فيراقبهم بصمت ويعلم سلوكياتهم وبمن يتصلون. ويحمي أطفاله ويتابع وصولهم إلى المنزل والمدرسة، وأيضا من يصادقون ومن يهاتفون أو يراسلون، وماذا يقولون. تقول الشركة المنتجة إن من كان ملتزما بعلاقة عاطفية أو مسؤولا عن طفل أو يدير مجموعة موظفين، فإن له الحق في معرفة ما يجري.
وفي العمل يتجاوز الأمر مجرد كاميرات تتابع الموظف وتراقب أداءه، إذ بمقدور صاحب العمل (أو من يشاء) مراقبة الهواتف الخلوية لموظفيه، ومتابعة محادثات تطبيق "واتساب" و"فيسبوك" و"سكايب" و"فايبر" وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي، ومكان وجودهم في أي لحظة، وماذا يفعلون (في غرف النوم والحمام مثلاً) ويتنصت على جميع المحادثات مسجلة ووقت حدوثها أيضاً، بدعوى حماية الملكية الفكرية!
لا يتوقف الأمر على ذلك، ولكن يصل إلى تشغيل الأجهزة الخاصة بالموظفين والمستهدفين للتنصت على غرفهم ومحيط هواتفهم، فكل من بجوارهم عرضة للتنصت حتى لو كان لا يمت بصلة للمتجسس، ولم يعد هناك أبواب مغلقة، حتى الرسائل النصية القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني يمكن للمتجسس قراءتها وكل ذلك في سرية تامة، فلن يرى أحدٌ برنامج التجسس ضمن مجموعة التطبيقات المثبتة على جهازه.
اقــرأ أيضاً
كانت الاستخبارات الأميركية قد وضعت البرنامج السري "بريسم" في الشركات المذكورة التي يتبعها مئات الملايين من المستخدمين عبر العالم كل يوم، وأشارت صحف دولية مثل "ذا غارديان" البريطانية و"واشنطن بوست" الأميركية أن "بريسم" يعتمد بنسبة تصل إلى 98 في المائة من عمله التجسسي على "ياهو" و"غوغل" و"مايكروسوفت". ولم يقتصر الأمر حينها على الولايات المتحدة، بل صرح سنودن أيضاً أن بريطانيا لديها وكالات حكومية تقوم باعتراض جماعي وتجسس على بيانات الإنترنت والاتصالات. ووصفت ألمانيا الأمر بـ"الكارثي"، فهل أدى ذلك الكشف إلى أي تغير في تلك السياسات التجسسية؟
لقد تغير الواقع وصار التجسس هو الأصل الذي لا تخجل منه أي جهة، بل أصبحت برامج التجسس تباع على الإنترنت علانية، عبر مواقع معترف بها عالمياً، وتحقق الكثير من المبيعات للأفراد والهيئات. أحد تلك المواقع يدعى "الجاسوس المرن" Flixispy، يقدم تعريفاً لبضاعته من برنامج تجسس، بأنه أداة لرصد أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، إذ يمكنه مراقبة جميع الاتصالات الرقمية والصوتية للهواتف المحمولة، وكذلك مراقبة سلوك كل مستخدم للكمبيوتر وأجهزة "ماك" التي تنتجها شركة "آبل". ويشغل مع الهواتف التي تعمل بنظام تشغيل "أندرويد" و"آي أو إس"، وأكثر من 150 خاصية أخرى يتضمنها البرنامج.
وتعلل تلك الشركات المنتجة عملها بأن من حق كل إنسان أن يعلم ماذا يفعل كل من يهتم بهم، فيراقبهم بصمت ويعلم سلوكياتهم وبمن يتصلون. ويحمي أطفاله ويتابع وصولهم إلى المنزل والمدرسة، وأيضا من يصادقون ومن يهاتفون أو يراسلون، وماذا يقولون. تقول الشركة المنتجة إن من كان ملتزما بعلاقة عاطفية أو مسؤولا عن طفل أو يدير مجموعة موظفين، فإن له الحق في معرفة ما يجري.
وفي العمل يتجاوز الأمر مجرد كاميرات تتابع الموظف وتراقب أداءه، إذ بمقدور صاحب العمل (أو من يشاء) مراقبة الهواتف الخلوية لموظفيه، ومتابعة محادثات تطبيق "واتساب" و"فيسبوك" و"سكايب" و"فايبر" وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي، ومكان وجودهم في أي لحظة، وماذا يفعلون (في غرف النوم والحمام مثلاً) ويتنصت على جميع المحادثات مسجلة ووقت حدوثها أيضاً، بدعوى حماية الملكية الفكرية!
لا يتوقف الأمر على ذلك، ولكن يصل إلى تشغيل الأجهزة الخاصة بالموظفين والمستهدفين للتنصت على غرفهم ومحيط هواتفهم، فكل من بجوارهم عرضة للتنصت حتى لو كان لا يمت بصلة للمتجسس، ولم يعد هناك أبواب مغلقة، حتى الرسائل النصية القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني يمكن للمتجسس قراءتها وكل ذلك في سرية تامة، فلن يرى أحدٌ برنامج التجسس ضمن مجموعة التطبيقات المثبتة على جهازه.