توفي كريستوبال دياز، وفي اليوم التالي كان هنالك نحو 100 صديق جديد له من مركز المسنين في تأبينه. يعيش هؤلاء في مركز المسنين في مقاطعة تشيمبورازو الإكوادورية الذي بني عام 2012 كأول استجابة حكومية للتحول الديمغرافي العالمي. فالبلاد كغيرها تتجه نحو الهرم بسرعة. فقد وصل معدل العمر فيها اليوم إلى 75 عاماً.
يتميز المسنون الإكوادوريون بأنّهم عانوا الكثير في حياتهم الطويلة في ظل الديكتاتورية العسكرية وعدم الاستقرار الاقتصادي. كما أنّ أكثر من 80 في المائة منهم لا يملكون أيّ رواتب تقاعدية.
عام 2008، أطلقت الإكوادور برنامجاً موجهاً لاحتياجات ربع سكانها المسنين الذين يعيشون في فقر مدقع. البرنامج مؤلف من عدة محاور. أحدها إقامة مراكز خدمات طبية ومراكز مبيت كالموجود في تشيمبورازو. وقد أنجزت الحكومة 14 مركزاً نموذجياً وأتاحت فرصة البقاء لمسنين فقراء تخلت عنهم عائلاتهم.
الكثير من نزلاء المركز وجدوا مشردين في الشوارع، يبيعون العلكة على الطرقات، ويعيشون بأقل من دولار أميركي واحد يومياً. حتى أنّ بعضهم لا يتذكر شيئاً عن هويته أو مكان عيشه السابق.
في مركز تشيمبورازو، يبدأ النهار بفطور عند الثامنة والنصف صباحاً. ويقسم بعدها المسنون إلى مجموعات، يذهب بعضها إلى العلاج الفيزيائي، وتنضم الأكثرية إلى الصفوف الدراسية. وفي الدروس يركز المدربون على تعليم المسنين البحث عن الكلمات في النصوص، وتحديد أسماء الفواكه بالألوان، بهدف تنشيط الذاكرة وتحريك القدرات الإدراكية والتحليلية.
وبعد وجبة خفيفة، يمارس المسنون تمديداً لعضلاتهم يتبع بالرقص. فمن يمكنهم ذلك يرقصون مع طاقم المدربين على موسيقى "سان خوانيتو" التقليدية. لينتهي اليوم بغداء بعد الظهر، وبصف دراسي آخر يتضمن غناء وأناشيد.
ومع ذلك، لا تنوي الحكومة بناء المزيد من المراكز، خصوصاً أنّ كلفة كلّ مقيم دائم في الدار 8.60 دولارات يومياً، وكلّ مشارك نهاري في النشاطات 3.25 دولارات.
وهو ما دفعها إلى التحذير من العجز عن تلبية الخدمات في حال استمرار الضغط على ما هو عليه. كما طلبت من الأهالي المشاركة في تحمل مسؤولية المسنين في عائلاتهم، وعدم التخلي عنهم.
اقرأ أيضاً: مهاجرون مسنّون بين التقاليد ودور الرعاية