انقسامات داخل "المحافظين" بشأن كيفية "بريكست": بريطانيا ستواجه "الاحتجاز الأوروبي"

01 أكتوبر 2018
ماي وسط الحضور بمؤتمر الحزب (كريستوفر فورلونغ/Getty)
+ الخط -

سيطرت الانقسامات حول تنفيذ "بريكست"، على اليوم الأول من مؤتمر حزب "المحافظين"، وسط تهكم من انتقادات وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، لخطة رئيسة الحكومة تيريزا ماي، فيما برزت تحذيرات من أنّ الانقسامات ستؤدي إلى "حجز بريطانيا في سجن الاتحاد الأوروبي".

وتركّزت التعقيدات في مؤتمر "المحافظين"، الذي تدور أعماله بمدينة برمنغهام، على معركة جونسون ضد ماي، بشأن كيفية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وسخر كبار الوزراء البريطانيين من جونسون، رداً على انتقاده لحل الوسط الذي قدمّته ماي لدى الاتحاد الأوروبي باسم خطة "تشيكرز".

وقال وزير "بريكست" السابق ديفيد ديفيز، أحد مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي، إنّ جونسون كان "رفيقاً عظيماً"، لكنّه اعتاد على اقتراح "سياسات ليست بالضرورة جيدة".

وأضاف أنّ "جونسون كان عاجزاً عن النضوج السياسي، ولا معرفة لديه بالتفاصيل عندما يتعلّق الأمر بمسائل الدولة مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". وانضم وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد، الذي حلّ محل جونسون باعتباره المرشح الأوفر حظًا لخلافة ماي كزعيم لحزب "المحافظين"، إلى السخرية من وزير الخارجية السابق.

وقال، في تغريدة على "تويتر"، "تأخرت الرحلة من برمنغهام إلى بلفاست. أتمنى لو كان هناك جسر"، في إشارة إلى اقتراح جونسون بناء جسر بين بريطانيا وإيرلندا الشمالية، على اعتبار أنّ "الجسر وغيره من مشاريع البنية التحتية الطموحة ستساعد في استعادة الإيمان الذاتي للوطن"، على حد تعبير جونسون.


ومن المتوقع أن ينضم وزير المالية البريطاني فيليب هاموند، إلى الهجوم على جونسون، في كلمته، اليوم الإثنين، والدفاع عن جهوده لحماية قطاع الأعمال، في حال الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون صفقة، فضلاً عن الإعلان عن خطط رفع الرواتب ما بعد "بريكست".

ومن المقرر أن يعلن حزب "المحافظين" رؤية لمعالجة القضايا خارج إطار "بريكست"، خصوصاً في القضايا الاقتصادية.

وسيدعو هاموند، وهو المؤيد لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، أعضاء "المحافظين" إلى إقناع الناخبين بأنّ سياساتهم "ستؤدي إلى تحقيق غد أفضل لهم ولعائلاتهم"، وسوف يحذّر من أنّ بطء نمو الأجور وانعدام الأمن الوظيفي "يعني القلق وخوف الكثير من الناس".


في الأثناء، نبّه وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، من أنّ الانقسام يخاطر بعدم خروج بريطانيا على الإطلاق من الاتحاد الأوروبي، محذراً بروكسل من "حجز بريطانيا في سجن الاتحاد الأوروبي"، والذي قارنه بالاتحاد السوفياتي.

وقال هانت، في كلمته أمام المؤتمر، "ماذا حل بالثقة وبمثل الحلم الأوروبي؟ الهدف من الاتحاد الاوروبي هو حماية الحرية. الاتحاد السوفياتي هو الذي كان يمنع الناس من المغادرة". وأطلق تحذيراً قال فيه "إذا ما حولتم النادي الأوروبي إلى سجن، فإنّ الرغبة في الفرار لن تنقص، لكنها ستكبر ولن نكون السجين الوحيد الذي يسعى إلى الفرار".

من جهته، قال دومينيك راب وزير "بريكست" الحالي، إنّه يمكن ترك المملكة المتحدة أمام "خيار وحيد"؛ وهو عدم التوصّل إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذا حاول الأخير "احتجازنا" في اتحاد جمركي.

ومن المتوقع أن يخبر راب، مؤتمر حزبه، في وقت لاحق اليوم الإثنين، أنّ استعداد المملكة المتحدة للتسوية "ليس بلا حدود". كما سيدعم خطة "بريكست" التي قدّمتها ماي والمعروفة باسم "تشيكرز"، ولقيت انتقادات من الطرفين؛ سواء ممن أيدوا بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويعود سبب رفض خطة "تشيكرز" إلى أنّ مؤيدي "بريكست" يشعرون أنّها لا تفي بوعد استعادة بريطانيا السيطرة على سيادتها، بينما يرفضها زعماء الاتحاد الأوروبي لأنّهم يعتقدون أنّها ستقوّض السوق الموحدة من خلال السماح للمملكة المتحدة بـ"الانتقاء" من قانون الاتحاد الأوروبي.

في المقابل، قال زعيم حزب "العمال" المعارض جيرمي كوربن، الأسبوع الماضي، إنّ حزبه سيدعم ماي في البرلمان، إذا وافق على خطتها الخاصة باتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي، وعلى اتفاق بشأن "بريكست" يضمن حقوق العمال ويحمي الوظائف.

شعبية جونسون تتضاءل

وتتضاءل آمال جونسون في الوصول إلى رئاسة "المحافظين" ورئاسة الوزراء، بعد أن كشف استطلاع جديد للرأي أنّ وزير الخارجية السابق، لا يحظى بغالبية تأييد شعبي أمام زعيم حزب "العمل" جيريمي كوربن.

وفضّل 29% ممن شملهم الاستطلاع، وصول كوربن إلى رئاسة الوزراء، مقارنة مع 25% لجونسون. لكن لدى سؤال المستطلعة آراءهم حول خيارهم بين ماي وكوربن، اختار 27% منهم ماي، في مقابل 25% ذهبت لكوربن.

يُذكر أنّ بريطانيا، ستنسحب من الاتحاد الأوروبي، أواخر مارس/آذار 2019، بينما لا تزال مفاوضات كيفية الخروج تراوح مكانها.

المساهمون