التحالف الأنجلو -أميركي في العراق ينبعث من جديد؛ ففي ظل الضربات الجوية الأميركية داخل بلاد الرافدين، التي وصلت 20 طلعة جوية في نهاية الأسبوع الماضي، قرّرت بريطانيا أن تشارك حليفتها في الهجوم العسكري، وأعلن وزير دفاعها مايكل فالون، أنّ بلاده ستوسع نطاق تدخلها في العراق ليشمل ضربات جوية في العمق العراقي، في مهمة قد تستغرق أشهراً.
وذكرت صحيفة "ذي غارديان" في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن بريطانيا تتجه نحو زيادة تدخلها العسكري في العراق. وأضافت أنه "في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الحكومة البريطانية دايفيد كاميرون، أن بريطانيا تستعد لتوظيف قدراتها العسكرية من أجل محاربة من وصفهم بالجهاديين، أكّد فالون، أنّ المهمة البريطانية في العراق تتعدّى الشأن الإنساني لمساعدة النازحين الأيزيديين في جبل سنجار. وقال إن "هذه ليست مهمة إنسانية بسيطة".
ونفذت الطائرات الأميركية 20 هجوماً في نهاية الأسبوع المنصرم، استهدفت تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في جبل سجنار، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون".
وقالت الصحيفة البريطانية: إن تصريحات فالون الأخيرة تتناقض مع ما أعلنه مسؤولون بريطانيون في وقت سابق من أنّ المهمة البريطانية في العراق محصورة في المساعدات الإنسانية إلى الأيزيديين.
وقال فالون "نحن وغيرنا من الدول الأوروبية مصممون على فعل ما نقدر عليه من أجل مساعدة العراق على محاربة هذا الشكل الجديد والمتطرف جداً من الإرهاب، والذي يروّج له (داعش)".
تصريحات وزير الدفاع البريطاني جاءت خلال زيارة تفقدية، يوم السبت، إلى قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية في جنوب قبرص، فيما كانت طائرات استطلاع بريطانية تحوم في سماء المنطقة الشمالية من العراق.
توسيع نطاق التدخل البريطاني في العراق ليشمل الضربات الجوية، يتوافق مع التوجه الأميركي، وقد أكّد وزير الدفاع البريطاني، أنّ الاستخبارات البريطانية تنسق عملها مباشرة مع الجيش الأميركي، الذي يشنّ هجمات داخل العراق منذ نحو عشرة أيام. وقال "نحن نساعد السلطات العراقية والقوات الكردية، على تحسين وضعها" في مواجهة (داعش).
وقالت الصحيفة: إن تصعيد التدخل البريطاني في العراق يثير قلق بعض النواب البريطانيين، مشيرةً إلى أنّ طائرات التجسس البريطانية بدأت بالفعل مهمات استطلاعية في العراق منذ الأسبوع الماضي، قبل أن تزود الجيش العراقي بالمعلومات التي حصلت عليها.
وأضافت أنّ طائرات الاستطلاع تعمل أيضاً على تزويد قوات البشمركة بالأسلحة والذخيرة، لدعمها في القتال ضدّ (داعش). وبحسب الصحيفة، تخطط بريطانيا لإرسال مناظير ليلية وأسلحة أخرى إلى مقاتلي البشمركة.
وخاطب فالون القوات البريطانية في القاعدة العسكرية بقبرص: إنّ هذه المهمة لم تنته. الحاجات الإنسانية موجودة. ستكون هناك سبل أخرى خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، لإنقاذ الأرواح وحماية الناس في العراق. سوف نحتاجكم جميعاً هناك مجدداً.
وكان كاميرون قد ذكر في افتتاحية صحيفة "ذي تايمز" أنّ بريطانيا قد توسع نطاق تدخلها في العراق، لكن "ذلك لا يعني إرسال قوات بريطانيا الى القتال أو الاحتلال".