وانتقدت الحكومة والشرطة في بريطانيا التسريبات، معتبرة أنّها "قد تقوّض التحقيقات" في الهجوم الذي أودى بحياة 22 شخصاً، وإصابة أكثر من 50 آخرين، الاثنين الماضي.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، اليوم، إنّ الشرطة التي تحقّق في هجوم مانشستر أوقفت تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة، عقب تسريبات للصحافة الأميركية.
ويأتي الإجراء البريطاني بعد الكشف عن اسم منفّذ الهجوم، سلمان عبيدي (22 عاماً)، عبر الإعلام الأميركي، بعد 24 ساعة من التفجير الذي استهدف مدخل "أرينا مانشستر"، مساء الاثنين الماضي، وأسفر عن مقتل 22 شخصاً وإصابة 59 آخرين.
وأعربت وزيرة الداخلية البريطانية، أمبر رود، عن"انزعاجها" من تسريب اسم عبيدي والمعلومات عنه، من قبل الإعلام الأميركي "ضد ما ترغب فيه بريطانيا"، وقالت إنّها "حذّرت واشنطن من تكرار ذلك".
وتوقّعت مصادر إعلامية أن تنقل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، مخاوفها حيال الأمر للرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال اجتماع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، اليوم الخميس، في بروكسل.
وبحسب موقع "بي بي سي"، فإنّ المسؤولين البريطانيين في حالة من الغضب بعدما سرّبت الإدارة الأميركية اسم منفّذ الهجوم لصحيفة "نيويورك تايمز"، رغم إعلان بريطانيا أنّها لا تريد الكشف عن هوية منفّذ الهجوم مبكراً.
كما نشرت الصحيفة الأميركية صوراً لأدلة كانت ضمن المعلومات التي تشاركتها السلطات البريطانية مع نظيرتها الأميركية باعتبارها سراً. ومن بين الصور لقطات لحطام وبقايا القنبلة المستخدمة في الهجوم.
واعتبر قادة الشرطة البريطانية أنّ تسريب معلومات متعلّقة بالتفجير، الذي وقع الإثنين في مانشستر، وظهورها في وسائل الإعلام الأميركية يمثّل "انتهاكاً للثقة بين الشركاء الدوليين ويقوّض التحقيقات في الهجوم".
وقال المتحدث باسم مجلس قيادات الشرطة الوطنية، في ردّ على تقارير أميركية شملت صوراً قيل إنّها من موقع التفجير: "نقدّر كثيراً العلاقات المهمة مع شركائنا الموثوق فيهم في أجهزة المخابرات وإنفاذ القانون والأمن في أنحاء العالم".
وأضاف: "عندما تُنتهك الثقة فإنّها تقوّض هذه العلاقات وتقوّض تحقيقاتنا وثقة الضحايا والشهود وأسرهم، بل إنّ هذا الضرر يكون أكبر عندما يتعلّق بالكشف دون إذن عن أدلة محتملة في خضم تحقيق كبير في إطار مكافحة الإرهاب".
وتمّ الكشف عن هوية منفّذ الهجوم الذي استهدف حفلاً للمغنية أريانا غراندي، ويدعى سلمان عبيدي، وهو بريطاني من أصل ليبي يبلغ من العمر 22 عاماً.
واليوم، الخميس، أعلنت الشرطة الألمانية أنّ عبيدي توقّف فترة وجيزة في مطار دوسلدورف، مناقضة بذلك معلومات صحافية أفادت بأنّه أمضى وقتاً في هذه المدينة، غرب ألمانيا.
وكانت مجلة "فوكوس" الألمانية الأسبوعية قد ذكرت أنّ المحققين البريطانيين من شرطة سكوتلانديارد اتصلوا بالسلطات الألمانية لأنّ عبيدي استقلّ طائرة من دوسلدورف إلى مانشستر، قبل أربعة أيام من الاعتداء.
وأوضحت الشرطة المحلية أنّه "بحسب الوضع الراهن للتحقيقات، توقّف المشبوه في مطار دوسلدورف لتغيير (الطائرة). أمضى فترة وجيزة في منطقة الترانزيت الآمنة". ولم تحدد متى حصل ذلك أو الجهة التي أتى منها.
من جهة ثانية، أعلنت الشرطة البريطانية اعتقال شخصين آخرين، اليوم الخميس، في منطقة مانشستر (شمال غرب إنكلترا)، "على صلة" بالهجوم، فيما تمّ الإفراج عن امرأة، أُوقفت أمس الأربعاء، دون توجيه اتهامات إليها.
وترفع الاعتقالات الجديدة إلى ثمانية عدد الموقوفين حالياً في بريطانيا في إطار التحقيق بشأن الهجوم.
وتمّ توقيف أحد المعتقلين في ضاحية ويثنغتن في مانشستر الكبرى، فيما اعتقل الثاني في وسط المدينة، بينما تمّ الإفراج عن امرأة، اعتقلت ليل الأربعاء، في حي بلاكلي الواقع شمال مانشستر "دون توجيه اتهامات" إليها.
وتمّ اعتقال ستة رجال، الثلاثاء والأربعاء، في إطار التحقيق، فيما أوقفت السلطات الليبية والد وشقيق العبيدي في طرابلس.
وقالت الشرطة البريطانية إنّها عثرت خلال عمليات تفتيش، تمّت ليلة الخميس، على ورشة لتصنيع العبوات الناسفة والمواد المتفجرة داخل منزل منفذ هجوم مانشستر، وعثرت أيضاً على كمية من المتفجرات والمواد الكيميائية "تكفي لصنع عدة قنابل".
ونقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن مصادر أمنية أنّ "الشرطة وأجهزة الأمن عثرت على المزيد من المتفجرات التي كان من المحتمل استخدامها في هجمات لاحقة للتفجير الذي وقع يوم الإثنين".
وأشارت الصحيفة إلى أنّه "تمّ تفجير إحدى العبوات في تفجير تحت السيطرة"، وأنّ "أجهزة الأمن قلقة من أن تقوم شبكة عازمة على تنفيذ هجمات أخرى بتصنيع المزيد من القنابل".