في حين تتجنّب بريطانيا الرسميّة التطرّق إلى التحوّل الديموغرافي لجهة التوزيع الديني في البلاد، يشير الإعلام إليه من حين إلى آخر. ويبدو الكاتب المستقل، فنسنت كوبر، الأكثر جرأة هنا.
فقد حرّك مقال كوبر، الذي نشر في يونيو/حزيران 2013، والذي توقّع تحوّل بريطانيا إلى دولة مسلمة بحلول عام 2050، نسبة كبيرة من الرأي العام البريطاني. فتناولت صحف عديدة الموضوع، بعد نشر التعداد السكاني الأخير.
عندما كتب كوبر في مقاله عن التغيّر الديموغرافي المتوقّع، حاول إثبات وجهة نظره بالاعتماد على تقارير خبراء ومتخصّصين. فأوضح أنه ما بين عامَي 2004 و2008، ازدادت نسبة المسلمين في بريطانيا بمعدّل 6.7 في المئة ليشكلوا 4 في المئة من السكان في عام 2008. وانطلاقاً من هذه البيانات، ستصل النسبة إلى 8 في المئة في عام 2020، و15 في المئة في عام 2030، و28 في المئة في عام 2040. أما بحلول عام 2050 فستتجاوز النسبة مجمل السكان.
ولفت الكاتب إلى أنّ التباين ما بين معدّل الولادات المسلمة ومعدّل غير المسلمة لأهل البلد الأصليّين، يشكّل السبب الأساسي لهذا التحوّل الثقافي - الديني.
سريعاً، انتشر مقال كوبر الجدليّ هذا. وهو ما دفع القناة التلفزيونيّة البريطانيّة، "المحطة الرابعة"، إلى الردّ عليه من خلال برنامج "فاكت تشِك" (التأكّد من الحقائق).
فرأى البرنامج أن تنبؤات كوبر وهميّة وغير دقيقة علمياً، ورجّح إمكانيّة انخفاض معدّل الولادات المسلمة في أوروبا مع الوقت، نتيجة الاندماج.
غير أنّ كوبر كان قد أشار إلى خطأ هذه النظريّة في مقاله، حين قال إن "معدّل الولادات المسلمة لم يتراجع على الرغم من العيش سنوات في أوروبا. ففي بريطانيا مثلاً، ترتفع الولادات في المجتمعات الباكستانيّة والبنغلادشيّة عن المعدّل الوطني، حتّى بعد إقامتهم لأكثر من 50 عاماً في البلد". أضاف أنه في حال استمرّت معدّلات الولادة على هذا النحو، فمن المنطقي التكّهن بغالبيّة مسلمة في بريطانيا في المستقبل القريب. وقد وافقه في نظريته هذه، الاقتصادي والمؤرّخ البريطاني نايل فرغوسون.
وكان كوبر قد أشار إلى صعوبة استيعاب الفكرة من قبل عدد كبير من البريطانيّين، أو التصديق بأنّ بلدهم قد يصبح بغالبيّة مسلمة. ودعم كلامه موضحاً أنّهم وقعوا في خطأ مشابه في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي حين رفضوا احتمال وجود غالبيّة سمراء البشرة في لندن، غير أنّ هذا الاحتمال، بات حقيقة واقعة اليوم.
وأعاد كوبر سبب ارتفاع معدّل الولادات لدى المسلمين، إلى ثقافتهم التي تشجّع على التكاثر والإنجاب. وقد شدّد على أنه سيترتّب على التغيّر المتوقّع، تحوّلات سياسيّة واجتماعيّة.
وفي ردّه على كوبر، لفت برنامج "فاكت تشِك" إلى أنّهم لا يتناولون عادة صحافيّين، لكن الذين اطلعوا على مقال كوبر طلبوا ذلك. وجاءت نتائج تحقيق البرنامج كالآتي: وفق التعداد السكاني في بريطانيا وويلز في عام 2001، سُجّل وجود نحو 1.6 مليون مسلم، أي ما يعادل 3 في المئة من السكان. أما في عام 2011، فازداد عدد المسلمين إلى 2.7 مليوناً، أي 4.8 في المئة. ولا يمكن إنكار ازدياد أعداد المسلمين في بريطانيا، بسبب الهجرة وارتفاع معدّل الولادات.
لكن كوبر من جهته، كان قد ركّز على مسألة معدّل الولادات فقط عندما خلص إلى غالبيّة مسلمة بحلول عام 2050، إن استمرّ الحال على ما هو عليه. وتميل دراسة أعدّها في عام 2007 الخبيران في الديموغرافيا، شارلز ويستوف وتوماس فريجكا، إلى ارتفاع أعداد المسلمين المغتربين في معظم البلدان الأوروبيّة، ومنها النمسا وبلجيكا وألمانيا وسويسرا وبريطانيا وويلز وغيرها.
من جهته، توقّع مركز الدراسات الأميركي، "بيو"، في واشنطن، تقلّص الفجوة بين الولادات المسلمة وغير المسلمة في خلال العقود المقبلة في جميع الدول الأوروبيّة، وهو ما يعني انخفاض النسبة إلى 2.5 في المئة لدى المسلمين في عام 2030، مع حفاظ نسبة الولادات غير المسلمة على معدّل 1.8 في المئة.
وهذا يشير إلى ازدياد أعداد المسلمين، لكن بنسب أقلّ بكثير من توقّعات كوبر. ومع افتراض بقاء الهجرة على حالها، توقّع مركز "بيو" أن يصل عدد المسلمين إلى 5.5 ملايين، أي ما يعادل 8.2 في المئة من سكّان بريطانيا بحلول عام 2030.
إلى ذلك، كان التعداد السكاني لعام 2011، والذي نُشر في مايو/ أيار 2013، قد أشار إلى أنّ عُشر الأطفال تحت سن الخامسة في بريطانيا وويلز هم مسلمون. وهو ما يعادل نسبة 9.1 في المئة من أطفال بريطانيا وويلز.
وعلى الرغم من اتهام فنسنت كوبر بالمبالغة، إلا أن الأمر يستحقّ التوقّف عنده.
فقد حرّك مقال كوبر، الذي نشر في يونيو/حزيران 2013، والذي توقّع تحوّل بريطانيا إلى دولة مسلمة بحلول عام 2050، نسبة كبيرة من الرأي العام البريطاني. فتناولت صحف عديدة الموضوع، بعد نشر التعداد السكاني الأخير.
عندما كتب كوبر في مقاله عن التغيّر الديموغرافي المتوقّع، حاول إثبات وجهة نظره بالاعتماد على تقارير خبراء ومتخصّصين. فأوضح أنه ما بين عامَي 2004 و2008، ازدادت نسبة المسلمين في بريطانيا بمعدّل 6.7 في المئة ليشكلوا 4 في المئة من السكان في عام 2008. وانطلاقاً من هذه البيانات، ستصل النسبة إلى 8 في المئة في عام 2020، و15 في المئة في عام 2030، و28 في المئة في عام 2040. أما بحلول عام 2050 فستتجاوز النسبة مجمل السكان.
ولفت الكاتب إلى أنّ التباين ما بين معدّل الولادات المسلمة ومعدّل غير المسلمة لأهل البلد الأصليّين، يشكّل السبب الأساسي لهذا التحوّل الثقافي - الديني.
سريعاً، انتشر مقال كوبر الجدليّ هذا. وهو ما دفع القناة التلفزيونيّة البريطانيّة، "المحطة الرابعة"، إلى الردّ عليه من خلال برنامج "فاكت تشِك" (التأكّد من الحقائق).
فرأى البرنامج أن تنبؤات كوبر وهميّة وغير دقيقة علمياً، ورجّح إمكانيّة انخفاض معدّل الولادات المسلمة في أوروبا مع الوقت، نتيجة الاندماج.
غير أنّ كوبر كان قد أشار إلى خطأ هذه النظريّة في مقاله، حين قال إن "معدّل الولادات المسلمة لم يتراجع على الرغم من العيش سنوات في أوروبا. ففي بريطانيا مثلاً، ترتفع الولادات في المجتمعات الباكستانيّة والبنغلادشيّة عن المعدّل الوطني، حتّى بعد إقامتهم لأكثر من 50 عاماً في البلد". أضاف أنه في حال استمرّت معدّلات الولادة على هذا النحو، فمن المنطقي التكّهن بغالبيّة مسلمة في بريطانيا في المستقبل القريب. وقد وافقه في نظريته هذه، الاقتصادي والمؤرّخ البريطاني نايل فرغوسون.
وكان كوبر قد أشار إلى صعوبة استيعاب الفكرة من قبل عدد كبير من البريطانيّين، أو التصديق بأنّ بلدهم قد يصبح بغالبيّة مسلمة. ودعم كلامه موضحاً أنّهم وقعوا في خطأ مشابه في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي حين رفضوا احتمال وجود غالبيّة سمراء البشرة في لندن، غير أنّ هذا الاحتمال، بات حقيقة واقعة اليوم.
وأعاد كوبر سبب ارتفاع معدّل الولادات لدى المسلمين، إلى ثقافتهم التي تشجّع على التكاثر والإنجاب. وقد شدّد على أنه سيترتّب على التغيّر المتوقّع، تحوّلات سياسيّة واجتماعيّة.
وفي ردّه على كوبر، لفت برنامج "فاكت تشِك" إلى أنّهم لا يتناولون عادة صحافيّين، لكن الذين اطلعوا على مقال كوبر طلبوا ذلك. وجاءت نتائج تحقيق البرنامج كالآتي: وفق التعداد السكاني في بريطانيا وويلز في عام 2001، سُجّل وجود نحو 1.6 مليون مسلم، أي ما يعادل 3 في المئة من السكان. أما في عام 2011، فازداد عدد المسلمين إلى 2.7 مليوناً، أي 4.8 في المئة. ولا يمكن إنكار ازدياد أعداد المسلمين في بريطانيا، بسبب الهجرة وارتفاع معدّل الولادات.
لكن كوبر من جهته، كان قد ركّز على مسألة معدّل الولادات فقط عندما خلص إلى غالبيّة مسلمة بحلول عام 2050، إن استمرّ الحال على ما هو عليه. وتميل دراسة أعدّها في عام 2007 الخبيران في الديموغرافيا، شارلز ويستوف وتوماس فريجكا، إلى ارتفاع أعداد المسلمين المغتربين في معظم البلدان الأوروبيّة، ومنها النمسا وبلجيكا وألمانيا وسويسرا وبريطانيا وويلز وغيرها.
من جهته، توقّع مركز الدراسات الأميركي، "بيو"، في واشنطن، تقلّص الفجوة بين الولادات المسلمة وغير المسلمة في خلال العقود المقبلة في جميع الدول الأوروبيّة، وهو ما يعني انخفاض النسبة إلى 2.5 في المئة لدى المسلمين في عام 2030، مع حفاظ نسبة الولادات غير المسلمة على معدّل 1.8 في المئة.
وهذا يشير إلى ازدياد أعداد المسلمين، لكن بنسب أقلّ بكثير من توقّعات كوبر. ومع افتراض بقاء الهجرة على حالها، توقّع مركز "بيو" أن يصل عدد المسلمين إلى 5.5 ملايين، أي ما يعادل 8.2 في المئة من سكّان بريطانيا بحلول عام 2030.
إلى ذلك، كان التعداد السكاني لعام 2011، والذي نُشر في مايو/ أيار 2013، قد أشار إلى أنّ عُشر الأطفال تحت سن الخامسة في بريطانيا وويلز هم مسلمون. وهو ما يعادل نسبة 9.1 في المئة من أطفال بريطانيا وويلز.
وعلى الرغم من اتهام فنسنت كوبر بالمبالغة، إلا أن الأمر يستحقّ التوقّف عنده.