وكانت المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق والزيت والمعكرونة والأرز والحليب المجفف والقهوة والأغذية المعلبة مثل الطماطم والسردين هي الأكثر شعبية لدى الفئة التي بدأت بالتخزين، كما لجأ البعض إلى تخزين الأدوية التي لا يستلزم الحصول عليها وصفة طبية، ورغم أن المخاوف مبالغ فيها، ولكن ذلك لم يمنع بعض البريطانيين من اتخاذ إجراءات احتياطية يرون أنها ضرورية.
وقال إدوارد (74 سنة) لـ"العربي الجديد"، إنّه لا يخشى من نقص الغذاء بقدر خشيته من اختفاء الدواء، كونه يعاني من مرض مزمن، وفي حال انقطاع دوائه اليومي، سيكون ذلك تهديداً لحياته وحياة كل من هم في وضع مماثل. وأضاف أنّ "بلداً كبريطانيا لا يمكن أن يعاني من مجاعة، بخاصة أنّنا في عصر تتوفّر فيه جميع الإمكانيات. لكن هناك مشكلات أخرى غير الغذاء، منها الأدوية".
واستطلعت صحيفة "ذا غارديان" رأي قرّائها حول الأزمة المرتقبة في حال تنفيذ "بريكست"، فاكتشفت أن بعض الأشخاص بدأوا بالفعل في تخزين الأغذية، وأن آخرين يفكرون في القيام بذلك، بينما تتقاسم الغالبية مخاوفهم بشأن نقص الغذاء بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.
وقال آدم روبرتس (35 سنة)، إن "الاحتمال صغير لكن العواقب رهيبة"، وأضاف أنّه يحاول بذل قصارى جهده لتجنب الخطاب السياسي والنظر إلى الحقائق، "لا يزال لدي إيمان بأن السياسيين، والموظفين الحكوميين، وقادة الصناعة، ومديري الاتحاد الأوروبي يعملون جاهدين لمنع تنفيذ بريكست، لكنني أقوم بتخزين الأغذية تحسبا لما لا أتوقعه، وربما يكون 2019 هو عام تحقيق الاكتفاء الذاتي".
ويكمل: "أذهب إلى المتجر مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وكل مرة أقوم بمضاعفة كل المواد غير القابلة للتلف. اشتريت حتى الآن كثيرا من السلع المعلبة مثل الحساء، فضلاً عن أنواع مختلفة من الفاصوليا، وسمك التونا والسردين والطماطم المفرومة، والكثير من المعكرونة. اشتريت أيضا الطحين والخميرة، وأسعى إلى تعلم صنع الخبز. أخطط لإنفاق نحو 100 جنيه إسترليني شهريا على تخزين الأغذية حتى نعرف المزيد حول ما قد يحدث في شهر مارس، وفي حال عدم تأثر الإمدادات الغذائية، سأقوم بالتبرع بالمواد المخزنة إلى بنوك الطعام".
وقال ديفيد بيتس (54 سنة)، إن كثُراً من الناس يبدو أنهم نسوا (أو هم أصغر من أن يتذكروا) أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، حين كان هناك 3 ملايين عاطل عن العمل، وخلل اقتصادي خطير، وأعمال شغب ناشئة عن الحرمان الممزوج بالإحباط والغضب المنتشر في الخارج.
ويقول جوزف (22 سنة)، إن "إمكانية التخزين مقصورة على أولئك القادرين على إنفاق المزيد من المال، في حين يعجز كثيرون عن شراء ما يكفيهم في الوقت الحالي. ظروف المعيشة تزداد صعوبة في بريطانيا، وعائلات كثيرة بالكاد تتمكن من دفع المستحقات كل شهر، فضلاً عن اللجوء إلى القروض في بعض الأحيان".