وافتتح ديفيد هاي مقاله في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية بالإشارة إلى عودة الاسكتلندي جيمي هارون إلى بلده، ونيله الحرية، بعدما حكم عليه بالسجن 3 أشهر في دبي.
وقال إنه سيكون مع أسرته وأصدقائه، لكنه سيحتاج في الأيام والأسابيع المقبلة إلى الكثير من الدعم، ليس فقط ليدرك الظلم الذي تعرض له، وإنما ليتعامل مع الألم الذهني والذكريات التي ستواجهه حتماً.
وأضاف "أنا أعرف لأنه لدي خبرة مباشرة مع الطبيعة الانتقامية وغير العادلة للنظام القانوني الضعيف في دبي. إنه نظام يتفشى فيه الفساد والرشوة والمحسوبية، وكذلك التمييز الذي يمارس ضد الغربيين، حيث يبدو أن احتجاز الغريب هو نوع من العبث البشع".
وأوضح هاي أنه رأى آلاف الناس الذين عايشوا الرعب في السجن بدبي، وكثير منهم تعرضوا للاعتداء جسدياً وجنسياً من قبل شرطة دبي لمجرد أن أحدهم كان يمسك بيد حبيبته، أو تناول المشروب في مكان عام، أو لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كما في حالته.
وأضاف "مثل جيمي، أغرتني الوعود بنمط حياة عالمي في دبي، ولسنوات عديدة كان هذا حلمي، قبل أن يتحول إلى مكان كابوسي".
كان ديفيد هاي عضواً في إدارة "ليدز يونايتد"، وشارك في مفاوضات للحصول على ناد لكرة القدم من شركة مقرها الإمارات العربية المتحدة، وسرعان ما وقعت مشكلة، واضطروا إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضدهم بسبب خرقهم للعقد.
وقال هاي "في معظم البلدان الأخرى، قد يكون هذا مجرد نزاع قانوني بين شركتين، وبعد أن توجهت إلى دبي إلى ما اعتقدت أنه كان اجتماعاً لحل القضايا المعلقة، تم القبض عليّ واحتجزت بتهمة الاحتيال والاختلاس".
وتابع "بعد ذلك قدمت الشركة نفسها شكوى جنائية ضدي بأنني أسأت إليهم على (تويتر) عندما كنت في السجن. استغرقت القضية ستة أشهر وسبع جلسات قبل أن تتم تبرئتي في مارس/ آذار من العام الماضي".
وأردف أن الوصف الوحيد للاعتقال في دبي هو الجحيم، حيث سجن لمدة 22 شهرا لن ينساها، في مكان نتن والقذارة والرائحة والحرارة، وعدم وجود معلومات على الإطلاق.
وقال "لقد تعرضت للّكْمِ والضرب والاغتصاب"، ورأى أن أسوأ تلك الاعتداءات ارتكبها حراس السجن والشرطة.
وذكر هاي أنه خسر الكثير من الوزن بسبب التوتر، وذات مرة طلب مسكناً للألم، لكن حارس السجن ضربه بعصا المكنسة على رأسه، ووصف تلك الحادثة بالتخويف الذي يمارسونه أمام بقية السجناء.
وتابع قائلاً "أتذكر حادثة عندما جلبوا رجلاً من الشارع رموه أرضاً ووقف ثلاثة منهم على رقبته، لا يمكن أن تتخيلوا الشعور إزاء هذا التهديد المتواصل بالاعتداء".
ووصف كل السجناء من حوله بأنهم تعرضوا للاغتصاب والاعتداء، بمن فيهم الأطفال الصغار، وأشار إلى أن الأشخاص الذين كانت تتم معاملتهم بأسوأ ما يمكن هم الهنود والباكستانيون.