حمل الهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات حرس الحدود الأردنية، فجر اليوم الثلاثاء، في منطقة الركبان على الحدود الشمالية الشرقية مع سورية، وخلّف ستة قتلى وأربعة عشر مصاباً وصفت إصابات بعضهم بالحرجة، بصمات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ورغم عدم إعلانه المسؤولية عن الهجوم، عبّر ناشطون من التنظيم على موقع "تويتر" عن فرحتهم بالهجوم.
وقال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية مروان شحادة، "هدد داعش الأردن أكثر من مرة، بسبب مشاركته في التحالف الدولي الذي يشن هجمات متواصلة على التنظيم"، وقدّر أن "مهاجمة داعش للقوات الأردنية على الحدود يمثل دليلاً على عدم قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات في الداخل الأردني".
وفي هذا السياق، أشار المكتب الإعلامي لمجلس عشائر تدمر والبادية السورية إلى أن السيارة المفخخة التي استهدفت قوات حرس الحدود الأردنية، أتت عن طريق البادية من محيط مدينة تدمر، وقال لـ"العربي الجديد"، إن تنظيم "داعش" لا يعمل فقط على تهجير أبناء المنطقة، بل والإساءة لهم ووضعهم في ظروف صعبة، وتابع في "الهجوم على قوات حرس الحدود جزء من مخطط داعش لإثارة الرعب في صفوف اللاجئين وزيادة مخاوف الأردن من اللاجئين".
ووقع الهجوم الذي نفذ بسيارة مفخخة في منطقة الركبان على الحدود الشمالية الشرقية مع سورية (440 كيلومتراً شمال شرق عمّان)، حيث يتواجد مخيم للاجئين السوريين تتعامل معه السلطات الأردنية بهاجس أمني، على اعتبار أن غالبية قاطنيه البالغ عددهم قرابة 60 ألف لاجئ قدموا من مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".
ويشير شحادة في حديثة لـ"العربي الجديد"، إلى اعتماد تنظيم "داعش" في تنفيذ هجماته على السيارات المفخخة، ما يتطابق مع الهجوم على قوات حرس الحدود، متوقعاً أن يكون الإرهابيون الذين نفذوا الهجوم قد انخرطوا بين اللاجئين في المخيم، دون أن يستبعد وجود المزيد منهم، وهي المخاوف التي عبّر الأردن عنها مبكراً وكانت سبباً في تعامله مع مخيم الركبان كحالة أمنية أكثر منها إنسانية.
ووفقاً لبيان صدر عن الجيش، فإن الهجوم وقع عند الساعة (5:30) من فجر الثلاثاء، واستهدف موقعاً عسكرياً متقدماً لخدمة اللاجئين، تشغله مرتبات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وقتل في الهجوم أربعة من قوات حرس الحدود وأحد مرتبات الدفاع المدني وأحد مرتبات الأمن العام.
وتشير معلومات خاصة، إلى أن السيارة المفخخة انطلقت من داخل المخيم الواقع في الجانب السوري، يسندها عدد آخر من السيارات، واجتازت الساتر الترابي الحدودي قبل أن تلتحم مع موقع خدمة اللاجئين. وبحسب الجيش، فإن قواته دمرت عدداً من الآليات المهاجمة المعادية، دون أن يحدد عددها.
وفي أعقاب الهجوم، صدرت دعوات لإغلاق الحدود بوجه اللاجئين، كما عبّر لاجئون سوريون تحدثوا لـ"العربي الجديد"، عن مخاوفهم من أن يتسبب الهجوم في إثارة جو من الكراهية ضدهم. لكن مصدرا حكوميا أردنيا أكد بأن "الهجوم لن يؤثر على موقف الأردن الثابت من اللاجئين السوريين، ولن يغيّر في سياسة الأبواب المفتوحة التي تنتهجها المملكة منذ انطلاق الأزمة السورية"، لكنه أكد في تصريح لـ"العربي الجديد"، تمسك بلاده بالدرجة الأولى بالحفاظ على أمنها، مشيراً إلى أن العمل الإرهابي أكد صحة المخاوف التي كانت تتحدث عنها الجهات السياسية والأمنية والعسكرية الأردنية.
وكان قائد قوات حرس الحدود الأردنية، العميد الركن صابرة المهايرة، قد لفت في تصريحات سابقة إلى التطور الذي طرأ على تعامل قواته مع اللاجئين بعد بروز الجماعات الإرهابية، قائلاً: "التعامل الأردني مع اللاجئين كان في السابق إنسانيّاً صرفاً، لكنه وبعد ظهور الجماعات الإرهابية يوازن بين الأمني والإنساني"، وفي مايو/أيار الماضي، قال المهايرة عن اللاجئين المتواجدين في المخيمات الحدودية: "يوجد بينهم راغبين باللجوء وتجار حروب وإرهابيين".
ويأتي الهجوم بعد أسبوعين من هجوم تعرض له أول أيام شهر رمضان أحد المكاتب التابعة لدائرة المخابرات العامة شمال عمّان، وراح ضحيته خمسة عناصر، وهو الهجوم الذي نفذه شاب عشريني سبق أن سجن على خلفية محاولته الالتحاق بجيش الإسلام التابع لتنظيم القاعدة في قطاع غزة، واستدعي قبل أسابيع من تنفيذه للهجوم للتحقيق بعلاقته مع "داعش".