أعلنت نقابة شبه الطبي في الجزائر (النقابة المسؤولة عن الأطباء) عن خوضها إضراباً عاماً في الخامس من فبراير/شباط المقبل للمطالبة بتحسين الظروف المهنية والوظيفية وزيادة المنح المقررة لهم، تزامناً مع استمرار أزمة الأطباء المقيمين، وتهديد نقابتهم بتنفيذ إضراب في منتصف الشهر المقبل.
وأعلن المجلس الوطني لنقابة شبه الطبي، الذي يضم الممرضين وممرضي التخدير، عن قراره شن إضراب على المستوى الوطني اعتباراً من بدايات فبراير المقبل، بعد مماطلة وزارة الصحة في تحقيق مطالبهم والوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها بشأن مراجعة المنح والعلاوات.
وقال المتحدث باسم نقابة الشبه الطبي، الفاشي الوناس، إن "وزارة الصحة تقول إن باب الحوار مفتوح لكنها لم تتصل بنا منذ إعلاننا عن الإضراب قبل ثلاثة أسابيع. نحن قررنا في وقت سابق وقف الإضراب على أساس بدء حوار يتيح لنا طرح مطالبنا، لكننا للأسف لم نتلق أي رد من الوزارة"، مشيراً إلى أن تداعيات الإضراب على المرضى تتحمل مسؤوليته الوزارة، وليس الممرضين وعمال شبه الطبي.
وتأتي هذه الأزمة الجديدة في ظل استمرار أزمة موازية، تتعلق بأزمة الأطباء المقيمين المستمرة منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وتعقد وزارة الصحة جلسات ماراثونية للتفاوض مع ممثلي الأطباء للتوصل إلى حلول لمطالبهم المهنية والوظيفية، وكذا المسائل المتعلقة بالسكن الوظيفي. ويعقد اليوم الثلاثاء اجتماع "يخصص لتقديم الاقتراحات المتعلقة بتعديل مدة الخدمة المدنية من أجل الاستجابة لمتطلبات البطاقة الصحية واحتياجات الصحة في ما يخص التغطية الصحية المتخصصة، وجعل ممارسة الخدمة المدنية أكثر استقطاباً وتحفيزاً".
وتتمسك الحكومة بإجبارية الخدمة المدنية للأطباء، التي تفرض عليهم العمل في مستشفيات في مناطق الجنوب ووسط البلاد، مع الموافقة على إعادة التفكير والنظر في كيفيات أدائها من طرف الممارسين الطبيين المتخصصين. وتعهدت الحكومة بتوفير السكن للأطباء الذين ينتدبون للعمل في مناطق الجنوب والصحراء والمناطق الداخلية.
لكن التنسيقية الوطنية للأطباء المقيمين قررت العودة للاحتجاج، وتنظيم اعتصام اليوم الثلاثاء في مستشفى مصطفى باشا الجامعي، نتيجة تمسك الوزارة بمواقفها، ورفضها مطالب المحتجين. وبحسب المتحدث باسم الأطباء حمزة بوطالب، فإن الاجتماعات مع الوزارة كانت مجرد تضييع للوقت. ورفض اتهام الأطباء برهن مصالح المرضى، وقال: "من يقف ضد المطالب هو نفسه من يقف ضد مصالح المرضى والسير الحسن للمستشفيات".
وتشهد المراكز الاستشفائية في الجزائر في الفترة الأخيرة اضطراباً في الخدمات الصحية بسبب الإضرابات المتتالية للأطباء. ويعاني المرضى في المستشفيات في الفترة الأخيرة من تعطل مواعيد العلاج، خاصة بالنسبة لمرضى الأمراض المزمنة والخطيرة كالسرطان.