أحالت النيابة الإدارية المصرية، ثمانية مسؤولين بوزارة الآثار والمتحف المصري، إلى المحاكمة العاجلة، بتهمة التورط في إتلاف قناع الملك توت عنخ آمون، والتسبب فى انفصال الذقن عنه، والتستر على تلك الجريمة بمحاولة لصقها بمادة "صمغية" ما تسبب في تشوه القطعة الأثرية النادرة.
وكان "العربي الجديد"، قد كشف في تحقيق استقصائي قبل عام، في الثامن عشر من يناير/كانون الثاني من العام 2015، عن تشويه قناع الملك توت عنخ آمون، أحد أهم القطع الأثرية النادرة ذات الشهرة العالمية، في تحقيق من قلب المتحف المصري، أثبت بالصور والمستندات وقوع التشويه، بسبب ترميم خاطئ باستخدام مادة "الإيبوكسي" التي أبقت آثارها على القناع، الذي أصيب بخدوش عدة نتيجة الإهمال.
ونقلت انفراد "العربي الجديد" صحف "التايمز"، "الغارديان"، "الهافينتغتون بوست"، و"هيئة الإذاعة البريطانية" فيما نسخت وكالة "الأسوشييتد برس" الفكرة من دون الإشارة إلى المصدر في مخالفة مهنية، ونقل عنها عدد من وسائل الإعلام العالمية القصة بعد أربعة أيام من نشرها في "العربي الجديد".
ووفقا لأمر الإحالة القضائي، فإن المتهمين في القضية رقم 47 لـسنة 2015 هم كل من، المدير العام السابق للمتحف المصري، ومديرة الترميم السابقة بالمتحف المصرىي وأربعة من كبار أخصائيين ترميم الآثار، واثنين من مرممي آثار المتحف المصري.
اقرأ أيضا: توت عنخ آمون.. تشويه قناع الملك بالمتحف المصري
اللافت أنه عقب كشف "العربي الجديد"، دافع وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي، عن استخدام مادة الإيبوكسي في ترميم الآثار المعدنية (مادة لاصقة استخدمت في ترميم القناع، تسببت في تشويهه)، قائلا "هذا أمر مختلف عليه، وبالتالي استخدام الإيبوكسي في لصق الذقن المستعار بالقناع، لا يعد خطأً، ولكن المشكلة في استخدام مادة (الإيبوكسي) بشكل كثيف، ما أدى إلى انصهار جزء من القناع وظهور علامات بسيطة عليه".
ونفى الوزير وجود خدوش قائلا "لا يوجد خدوش في القناع كما نُشر في وسائل الإعلام، سوى خدش واحد يُرى بالعين المجردة، أما لون القناع الذهبي، فهو كما هو، وليس كما ظهر في الصور المنشورة أخيراً، والتي تم تزييفها باستخدام تقنيات (الفوتوشوب)"، على حد قوله، لكن الوزير المصري، عاد وأقر بوجود أخطاء في ترميم القناع بعد قرابة عشرة أشهر قبل أن يعلن "البدء الفعلي في ترميم قناع الملك".
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي عاد القناع الذهبي للفرعون المصري الصغير "توت عنخ آمون"، إلى قاعة العرض المخصصة له بالمتحف المصري في وسط العاصمة المصرية، القاهرة، بعد أعمال ترميم ناجحة استغرقت 8 أسابيع، بمشاركة وفد ألماني.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي يشهد "توت عنخ آمون"، عملية ترميم منذ 90 سنة، حيث كانت المرة الأولى عام 1925. وخلال مؤتمر صحافي عالمي بالمتحف المصري (وسط القاهرة)، عاد وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي، للإعلان عن نجاح عملية ترميم القناع الذهبي للملك "توت عنخ آمون"، التي تمت بطريقة علمية متقنة من دون استخدام أي مذيبات كيميائية.
وأعلن المركز الألماني للإعلام في بيان سابق أن "وزارة الخارجية الألمانية تبرعت بمبلغ 50 ألف يورو، للحفاظ على التراث وترميم القناع الذهبي، أحد كنوز مقبرة الملك توت عنخ آمون، وترتكز أعمال الترميم على صيانة القناع وتحليل مكوناته إلى جانب تثبيت ذقن القناع الملكي بشكل صحيح".
اقرأ أيضا: وزير الآثار المصري يعترف بتشويه قناع توت عنخ آمون
تفاصيل التحقيقات
وبحسب تحقيقات القضية فقد تبين وجود إهمال جسيم، وانتهاك صارخ للأصول والقواعد العلمية والمهنية للتعامل مع قطعة أثرية، (قناع الملك توت عنخ آمون)، بمثل تلك الأهمية من قبل، من يفترض فيهم إدراك قيمتها وأهميتها التي تتخطى حتى الحدود المحلية إلى العالمية.
وأصدرت النيابة قرارها بإحالة المتهمين إلى المحاكمة العاجلة لما نسب إليهم من تهم، وبحسب أمر الإحالة الصادر عن النيابة، فقد تم اتهام الأول والثاني بأنهما "قاما برفع قناع الملك توت عنخ آمون بطريقة غير صحيحة وغير مهنية يوم 12 أغسطس/آب 2014، بقاعة عرض القناع بالمتحف المصري بالمخالفة لكافة الأصول الفنية المعمول بها مما ترتب عليه انفصال الذقن المستعارة عن القناع"، والثالث والرابع بـ"محاولة إعادة تركيب الذقن المستعار بالقناع دون اتباع للقواعد الصارمة المعمول بها في هذا الشأن، والتي توجب نقل القناع إلى المكان المعد للترميم بالمتحف، وعمل دراسة مسبقة لتحديد المواد المستخدمة في عملية الترميم كما ونوعا، وتحديد وضع القناع وقت الترميم؛ وهو ما أدى إلى فشل محاولة الترميم وإحداث أضرار بالقناع".
واتهمت النيابة كلاً من الأول إلى الخامس بـ"القيام بترميم قناع الملك توت عنخ آمون دون اتباع الإجراءات الواجب اتباعها، والأصول المعمول بها في عملية الترميم؛ مما ترتب عليه الاستخدام المسرف لمادة الإيبوكسي اللاصقة أثناء الترميم مما ألحق ضررا بالقناع"، والأول والثاني والثالث والسابع، بـ"محاولات لتنظيف الذقن الأصلية لقناع الملك توت عنخ آمون سترا لواقعة الاستخدام المفرط للمادة اللاصقة بطريقة غير صحيحة وغير مهنية يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول 2014، باستخدام أدوات حادة تسببت في إحداث خدوش بذقن القناع الأصلي"، واتهمت الأول والثالث والرابع والسادس بـ"القيام بإعادة الكرة باستخدام أدوات حادة في تنظيف ومحاولة إزالة آثار مادة الإيبوكسي عن ذقن القناع يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، تسببت في إحداث مزيد من الخدوش بذقن القناع الأصلي".
أما اتهامات المسؤولة السابعة منفردة فكانت "أهملت الإشراف على أعمال المتهمين المذكورين مما ترتب عليه اقترافهم للمخالفات الثابتة قبلهم، وقعدت عن اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال توثيق حالة قناع الملك توت عنخ آمون قبل وأثناء وبعد أعمال الترميم".
واتهم المسؤول الثامن منفردا بـ"عدم إبلاغ قياداته بما لحق بقناع الملك توت عنخ آمون من تشوهات لحقت به، من جراء الاستخدام غير المهني للمادة اللاصقة ومحاولات إزالتها بشكل لا يتفق وأبسط القواعد المعمول بها، وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة المعمول بها حيال محاولة تنظيف ذقن قناع الملك توت عنح آمون، والتأكد من سلامة تلك الأعمال وكونها تتم بالأساليب العلمية وبالمستوى المطلوب".
وكان "العربي الجديد"، قد كشف في تحقيق استقصائي قبل عام، في الثامن عشر من يناير/كانون الثاني من العام 2015، عن تشويه قناع الملك توت عنخ آمون، أحد أهم القطع الأثرية النادرة ذات الشهرة العالمية، في تحقيق من قلب المتحف المصري، أثبت بالصور والمستندات وقوع التشويه، بسبب ترميم خاطئ باستخدام مادة "الإيبوكسي" التي أبقت آثارها على القناع، الذي أصيب بخدوش عدة نتيجة الإهمال.
ونقلت انفراد "العربي الجديد" صحف "التايمز"، "الغارديان"، "الهافينتغتون بوست"، و"هيئة الإذاعة البريطانية" فيما نسخت وكالة "الأسوشييتد برس" الفكرة من دون الإشارة إلى المصدر في مخالفة مهنية، ونقل عنها عدد من وسائل الإعلام العالمية القصة بعد أربعة أيام من نشرها في "العربي الجديد".
ووفقا لأمر الإحالة القضائي، فإن المتهمين في القضية رقم 47 لـسنة 2015 هم كل من، المدير العام السابق للمتحف المصري، ومديرة الترميم السابقة بالمتحف المصرىي وأربعة من كبار أخصائيين ترميم الآثار، واثنين من مرممي آثار المتحف المصري.
اقرأ أيضا: توت عنخ آمون.. تشويه قناع الملك بالمتحف المصري
اللافت أنه عقب كشف "العربي الجديد"، دافع وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي، عن استخدام مادة الإيبوكسي في ترميم الآثار المعدنية (مادة لاصقة استخدمت في ترميم القناع، تسببت في تشويهه)، قائلا "هذا أمر مختلف عليه، وبالتالي استخدام الإيبوكسي في لصق الذقن المستعار بالقناع، لا يعد خطأً، ولكن المشكلة في استخدام مادة (الإيبوكسي) بشكل كثيف، ما أدى إلى انصهار جزء من القناع وظهور علامات بسيطة عليه".
ونفى الوزير وجود خدوش قائلا "لا يوجد خدوش في القناع كما نُشر في وسائل الإعلام، سوى خدش واحد يُرى بالعين المجردة، أما لون القناع الذهبي، فهو كما هو، وليس كما ظهر في الصور المنشورة أخيراً، والتي تم تزييفها باستخدام تقنيات (الفوتوشوب)"، على حد قوله، لكن الوزير المصري، عاد وأقر بوجود أخطاء في ترميم القناع بعد قرابة عشرة أشهر قبل أن يعلن "البدء الفعلي في ترميم قناع الملك".
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي عاد القناع الذهبي للفرعون المصري الصغير "توت عنخ آمون"، إلى قاعة العرض المخصصة له بالمتحف المصري في وسط العاصمة المصرية، القاهرة، بعد أعمال ترميم ناجحة استغرقت 8 أسابيع، بمشاركة وفد ألماني.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي يشهد "توت عنخ آمون"، عملية ترميم منذ 90 سنة، حيث كانت المرة الأولى عام 1925. وخلال مؤتمر صحافي عالمي بالمتحف المصري (وسط القاهرة)، عاد وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي، للإعلان عن نجاح عملية ترميم القناع الذهبي للملك "توت عنخ آمون"، التي تمت بطريقة علمية متقنة من دون استخدام أي مذيبات كيميائية.
وأعلن المركز الألماني للإعلام في بيان سابق أن "وزارة الخارجية الألمانية تبرعت بمبلغ 50 ألف يورو، للحفاظ على التراث وترميم القناع الذهبي، أحد كنوز مقبرة الملك توت عنخ آمون، وترتكز أعمال الترميم على صيانة القناع وتحليل مكوناته إلى جانب تثبيت ذقن القناع الملكي بشكل صحيح".
اقرأ أيضا: وزير الآثار المصري يعترف بتشويه قناع توت عنخ آمون
تفاصيل التحقيقات
وبحسب تحقيقات القضية فقد تبين وجود إهمال جسيم، وانتهاك صارخ للأصول والقواعد العلمية والمهنية للتعامل مع قطعة أثرية، (قناع الملك توت عنخ آمون)، بمثل تلك الأهمية من قبل، من يفترض فيهم إدراك قيمتها وأهميتها التي تتخطى حتى الحدود المحلية إلى العالمية.
وأصدرت النيابة قرارها بإحالة المتهمين إلى المحاكمة العاجلة لما نسب إليهم من تهم، وبحسب أمر الإحالة الصادر عن النيابة، فقد تم اتهام الأول والثاني بأنهما "قاما برفع قناع الملك توت عنخ آمون بطريقة غير صحيحة وغير مهنية يوم 12 أغسطس/آب 2014، بقاعة عرض القناع بالمتحف المصري بالمخالفة لكافة الأصول الفنية المعمول بها مما ترتب عليه انفصال الذقن المستعارة عن القناع"، والثالث والرابع بـ"محاولة إعادة تركيب الذقن المستعار بالقناع دون اتباع للقواعد الصارمة المعمول بها في هذا الشأن، والتي توجب نقل القناع إلى المكان المعد للترميم بالمتحف، وعمل دراسة مسبقة لتحديد المواد المستخدمة في عملية الترميم كما ونوعا، وتحديد وضع القناع وقت الترميم؛ وهو ما أدى إلى فشل محاولة الترميم وإحداث أضرار بالقناع".
واتهمت النيابة كلاً من الأول إلى الخامس بـ"القيام بترميم قناع الملك توت عنخ آمون دون اتباع الإجراءات الواجب اتباعها، والأصول المعمول بها في عملية الترميم؛ مما ترتب عليه الاستخدام المسرف لمادة الإيبوكسي اللاصقة أثناء الترميم مما ألحق ضررا بالقناع"، والأول والثاني والثالث والسابع، بـ"محاولات لتنظيف الذقن الأصلية لقناع الملك توت عنخ آمون سترا لواقعة الاستخدام المفرط للمادة اللاصقة بطريقة غير صحيحة وغير مهنية يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول 2014، باستخدام أدوات حادة تسببت في إحداث خدوش بذقن القناع الأصلي"، واتهمت الأول والثالث والرابع والسادس بـ"القيام بإعادة الكرة باستخدام أدوات حادة في تنظيف ومحاولة إزالة آثار مادة الإيبوكسي عن ذقن القناع يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، تسببت في إحداث مزيد من الخدوش بذقن القناع الأصلي".
أما اتهامات المسؤولة السابعة منفردة فكانت "أهملت الإشراف على أعمال المتهمين المذكورين مما ترتب عليه اقترافهم للمخالفات الثابتة قبلهم، وقعدت عن اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال توثيق حالة قناع الملك توت عنخ آمون قبل وأثناء وبعد أعمال الترميم".
واتهم المسؤول الثامن منفردا بـ"عدم إبلاغ قياداته بما لحق بقناع الملك توت عنخ آمون من تشوهات لحقت به، من جراء الاستخدام غير المهني للمادة اللاصقة ومحاولات إزالتها بشكل لا يتفق وأبسط القواعد المعمول بها، وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة المعمول بها حيال محاولة تنظيف ذقن قناع الملك توت عنح آمون، والتأكد من سلامة تلك الأعمال وكونها تتم بالأساليب العلمية وبالمستوى المطلوب".