في تناغم مع المؤسسة السياسية في مصر، وتوجهاتها، وبعد يوم من تبرع زوجة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لصندوق "تحيا مصر"، ومناشدتها الشعب المصري التبرع للصندوق، حددت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خطبة الجمعة المقبلة بالمساجد التابعة لها عن "مال الوقف.. حرمته ودوره في تنمية المجتمع".
وأشار البيان المنشور على موقع الوزارة الإلكتروني، إلى أن "الخطبة الاسترشادية (أهمية الوقف ودوره في النهوض بالمجتمعات)، تؤكد أهمية الحفاظ عليه وحسن استثماره وتوظيفه في أعمال الخير وتنمية المجتمعات، بالإضافة إلى حرمة أكله أو التفريط به أو تضييعه".
وشددت وزارة الأوقاف في البيان، على جميع الأئمة الالتزام بنص الخطبة أو جوهرها، مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 إلى 20 دقيقة كحد أقصى.
ووصف أستاذ بجامعة الأزهر، طلب عدم ذكر اسمه، مسار الأوقاف بـ"الانبطاحي"، وأن
وقال لـ"العربي الجديد"، إن خطب الفترة الماضية توافقت تماما مع توجهات الرئاسة، وخاصة خطبة الدعوة للاستقرار في "جمعة 11/11"، وأهمية التبرع والتطوع دون التعرض لدور الدولة تجاه مواطنيها من توفير احتياجاتهم ومنع الاحتكار المتصاعد لصالح المقربين من النظام الحاكم وشركات الجيش.
ومنذ وصول السيسي إلى سدة الحكم في مصر، سلط انتقادات واسعة على دور المؤسسات الدينية وتسببها في العديد من الأزمات المجتمعية، مطالبا القائمين عليها بتجديد الخطاب الديني، وهو ما تفهمته تلك المؤسسات، فأصدرت العديد من الفتاوى الداعمة لسياسات السيسي الداخلية والخارجية، كفتوى أن صندوق "تحيا مصر" الذي يديره مصرفٌ للزكاة والصدقات، وفتوى جواز صرف الزكاة والصدقات لإصلاح شبكات الصرف الصحي بعد تعطلها العام الماضي.
ويواصل نظام السيسي الذي يواجه أزمات اقتصادية متفاقمة حث المواطنين على التبرع وتقديم المساعدات للدولة التي تراجع دورها الاجتماعي بشكل كبير في دعم الفقراء ومحدودي الدخل، والذين تزايدت أعدادهم بسبب سياسات النظام الاقتصادية والسياسية التي زادت من نسب المتعطلين عن العمل.
وبجانب مناشدات السيسي الشخصية للمصريين بالتبرع، صدّر النظام مشاهد التبرع والصدقات، كـ"حلق الحاجة زينب"، ومشهد تبرع زوجة السيسي، لصندوق تحيا مصر. فيما توسع السيسي في الاقتراض والاستدانة، حتى وصلت الديون إلى نحو 103 في المائة من الإنتاج القومي، وفق تقديرات حكومية.