دشنت وزارات وهيئات حكومية وخدماتية في قطاع غزة، سلسلة من المشروعات والخطوات العاجلة الهادفة إلى تخفيف تلوث مياه البحر في القطاع المحاصر جراء ضخ ثمانية مصبات رئيسية وتسعة فرعية، وستة ثانوية، لمياه الصرف الصحي العادمة والمليئة بالملوثات الميكروبولوجية والكيميائية في بحر غزة، والذي يصل طول شاطئه إلى 42 كيلومتراً، على مدار الساعة وبكميات تصل حتى 120 ألف متر مكعب يومياً، وفق ما جاء في تحقيق استقصائي نشره العربي الجديد في مايو/أيار الماضي.
وبحسب المهندس سعيد العكلوك، المفتش بدائرة الصحة والبيئة التابعة لوزارة الصحة في غزة، فقد جرى رصد تحسن في الخامس عشر من يونيو/حزيران الماضي، وشمل ثلاث محافظات رئيسية من أصل خمس، بعد إمداد معظم محطات الضخ بخطوط كهرباء على مدار الساعة، وإقامة محطات توليد بالطاقة الشمسية لتغذية محطات أخرى، ما يتيح ضخ وتحويل مياه الصرف الصحي إلى محطات معالجة بصورة مستمرة، لتبدأ عملية معالجتها وتنقيتها، بدلاً من سكبها في البحر دون القيام بذلك كما كان يجري في السابق.
ويقول العكلوك لـ"العربي الجديد" أن أحدث التحاليل التي أجريت للبحر منذ أسبوعين، كشفت أن نسبة تلوث الشاطئ انخفضت إلى 45%، بعد أن كانت وصلت النسبة إلى 80% في شهر أبريل/نيسان الماضي.
وكشف العكلوك عن مشكلة واجهتها الجهات المعنية، بعد إيصال الكهرباء للمحطات، تمثلت في أن القدرة الفنية للمحطات ضعيفة، ولا يمكنها معالجة كل مياه الصرف الصحي التي تصلها، حتى وإن عملت على مدار الساعة، ما أوجب إخضاع بعض المحطات لصيانة وتطوير سريع لتحسين أدائها قدر المستطاع، إذ أن بناء محطات جديدة يحتاج إلى موازنات ضخمة.
وتوقع العكلوك تحسناً أكبر ومزيداً من الانخفاض في نسبة تلوث البحر في الأسابيع المقبلة، بعد انتهاء أعمال الصيانة والتأهيل، واستكمال إمداد المزيد من المحطات بخطوط كهرباء، موضحاً أن قدرة البحر على تنظيف نفسه تلعب دوراً مهماً في تنقية مياهه، طالما انخفضت كميات الصرف الصحي التي تضخ فيه.
وتابع: "لا نتحدث عن وقف كامل لضخ المياه العادمة في البحر، فالكميات تقل تدريجياً وستقل أكثر، وما يتم ضخه من مياه صرف صحي في معظم الأحيان يكون إما معالجاً بشكل كلي أو جزئي، ونسبة التلوث فيه منخفضة جداً، وهو أفضل الحلول المتاحة حالياً".
وطالب العكلوك سكان القطاع متابعة جهات الاختصاص بشأن التوضيحات التي تنشرها، فيما يتعلق بالأماكن المسموح أو الممنوع السباحة والاستجمام فيها.
ويمكن الاطلاع عبر الجدول التالي الصادر عن دائرة صحة البيئة على أحدث تعديل صدر اليوم عن الجهات الحكومية الفلسطينية للمناطق المسموح والممنوع السباحة فيها في غزة.
وكانت صحيفة وموقع العربي الجديد أجرت دراسة ضمن تحقيقها الاستقصائي كشف عن تلوث بحر غزة بثلاثة أنواع من الطفيليات المعوية الآدمية، وهي "Giardia lamblia"، و"البوغيات الخفية"، "sp oocyst "Cryptosporidium وEntamoeba histolytica .
وبحسب الدراسة والتحاليل التي أجرتها "العربي الجديد"، في شهر إبريل الماضي بإشراف فريق من الأكاديميين بالجامعة الإسلامية فإن الطفيليات كانت منتشرة في مساحات تغطي 50-75 % من إجمالي شواطئ القطاع.
وكشف الدكتور أحمد حلس، مدير عام التوعية البيئية في سلطة جودة البيئة الحكومية، أن أزمة الكهرباء خلال الفترات الماضية، ووصول التيار فترات قصيرة لمحطات الضخ والمعالجة إضافة إلى اهتراء المحطات، من أهم أسباب مشكلة تلوث البحر، إذ كانت الجهات المعنية تصرف المياه العادمة إلى البحر دون معالجات، حيث وصلت الكميات التي يتم تصريفها إلى حوالي 120 ألف متر مكعب يومياً.