لا أحد يعرف ما الذي ستستطيع الدول المؤسّسة للاتحاد الأوروبي أن تفعله في اجتماعها، غدا الاثنين، ومدى قدرتها على إنقاذ الاتحاد الأوروبي. وهنا لا يخفي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مطالبته "أوروبا بأن تحمي شعوبها" من خلال ثلاثة مَحاور رئيسة: الأمن والدفاع والشق الاجتماعي.
وفي هذا الاتجاه أطلق مثقفون وسياسيون ومواطنون من مختلف بلدان الاتحاد الأوروبي "خارطة طريق"، عبارة عن ست مبادرات إستراتيجية، من أجل انبثاق "نهضة أوروبية جديدة"، وهي قابلة للتطبيق ابتداء من الخريف المقبل، كما يقول أصحابُها، وقد نشروها، اليوم الأحد في صحف أوروبية عديدة.
وتتمثل هذه المبادرات، أولا، في تعزيز الديمقراطية والثقافة الأوروبية، وهو ما يعني أن رئيس المفوضية الأوروبية الجديد يجب أن يصل عبر صناديق الاقتراع. وثانياً، تأمين الأمن والدفاعِ من أجل المواطنين الأوروبيين. وهو ما يفترض امتلاك الاتحاد الأوروبي لسياسة فرض الاستقرار في المناطق المجاورة، على المستوى الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي والعسكري.
أما المبادرة الثالثة فتنص على تقديم جواب شامل لتحدّي اللاجئين. ووفق لما ورد فيها فـ"الاتفاق مع تركيا ليس هو الحل على المدى البعيد. فتركيا تجاوَزَها الأمر وتهريب المهاجرين يزدهر عبر منافذ أخرى. وهنا يجب على أوروبا أن تستقبل وتدمج وتكوّن وتوفر شروط العودة للاجئين. ولا يتعلق الأمر باستقبال كلّ اللاجئين، وإنما بمن هم مستعدون للاندماج وقبول قِيَمِنَا".
أما الشق الرابع فيتعلق بتطوير سياسة صناعية أوروبية، مبنية على خلق النموّ وتوفير شغل القُرْب، في حين تنص المبادرة الخامسة على إكمال منطقة اليورو، حتى يتمّ تعزيز النموّ، كما يجب الانتهاء، بسرعة، من إرساء الاتحاد المصرفي، من دون تعميق التفاوتات.
أما المبادرة السادسة، فتنص على وضع برامج منح من أجل طلاب المدارس، وهو ما سيساعد على توسيع الأفق الثقافي لكل المواطنين الأوروبيين الشباب، والتشجيع على تَسَاوي الحظوظ وتعزيز شعور الانتماء المشترك.