كشف مسح قام به الجهاز المركزي للإحصاء، التابع لوزارة التخطيط العراقية، عن أنّ العاصمة بغداد تحتل المرتبة الأولى في عدد الباعة الجوالين، فيما أعلن وزير التخطيط، سلمان الجميلي، أنّ العراق، ولأول مرة، يقوم بإجراء مسح للباعة الجوالين.
وقال الجميلي، في كلمة خلال حفل إطلاق نتائج الوحدات المتنقلة (الباعة الجوالين): "لأول مرة يقوم العراق بمسح لهذه الوحدات المتنقلة، سعياً منه لتوفير إحصاءات اقتصادية تفيد الناتج القومي. الوحدات المتنقلة لها أهمية في التقليل من البطالة وتوفير بعض الدخول للأسر".
من جانبه، ذكر رئيس الجهاز المركزي للإحصاء، ضياء كاظم عواد، في تصريحات صحافية، أن "الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط أجرى مسحاً شمل كافة المحافظات، وضمنها إقليم كردستان، عدا محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار، حول الوحدات المتنقلة"، مشيرا إلى أن "العينة التي شملها المسح بلغت 37 ألفاً و619 وحدة"، حيث احتلت العاصمة بغداد المرتبة الأولى وتليها محافظة البصرة.
وأضاف عواد أن "المسح شمل كافة الأنشطة التجارية لهذه الوحدات مثل المطاعم والتعامل بالأوراق المالية والنقل البري للبضائع، وحتى التصوير الفوتوغرافي والحمالين، وغيرها"، مبيناً أن "محافظة بغداد شكلت نسبة 39.1 في المائة، والبصرة 20.6 في المائة، وكردستان 7.6 في المائة، من نسبة عدد الباعة الجوالين في العراق".
وتابع أن "إجمالي العاملين بلغ 46041 بائعاً جوالاً، فيما شكل العاملون بدون أجر نسبة 93 في المائة، مشيرا إلى أن "نسبة العاملين من الإناث لا تزيد عن 1 في المائة، على مستوى جميع المحافظات"، ولفت إلى أن "قيمة رأس المال المستثمر في الوحدات المتنقلة بلغ 73 مليار دينار، وكانت نسبة بغداد منها 35 في المائة، ونسبة البصرة 25 في المائة".
إلى ذلك، قال المواطن أبو فهد الجنابي، والذي يعمل في القطاع الخاص، لـ"العربي الجديد": "للأسف انتشرت قبل سنوات عربات الباعة الجوالين في العاصمة بغداد، ليست العربات وحدها بل الأشخاص الجوالون في الشوارع وفي الأحياء السكنية، هو ما يشوه منظر شوارع وأزقة بغداد، حيث لا يخلو زقاق ولا شارع من عدد من الباعة والعربات".
وأضاف أن "هؤلاء الباعة عبارة عن سوق متجول يصل إلى المنازل، وهذا إنّ دلَّ على شيء إنما يدلّ على تراجع الاقتصاد العراقي ودخل الأسر، مما يضطر الكثير من الناس للعمل في السوق من أجل إيجاد لقمة العيش".
وبيّن الجنابي أن عدم وجود قوانين تحدُّ من هذه الظاهرة سوف يؤدي إلى مدينة، الباعة فيها أكثر من المبتاعين، وبالتالي تشوه معالم العاصمة التي تقف على حافة الانهيار. ودعا إلى الحد مما أسماه (الأسواق الجوالة)، من خلال وضع خطط ترتقي بالعاملين في هذا المجال، وتخصيص مناطق محددة لهم، فضلا عن وضع قيود وتراخيص للعمل.
وكانت أمانة بغداد، وبالتعاون مع قيادة عمليات بغداد، قد نفذت حملة لإزالة التجاوزات من الشوارع والأرصفة والساحات العامة في العاصمة، وأعلنت في وقت سابق عن وضع خطة لإيجاد بدائل للباعة المتجولين، مشيرة إلى سعيها لإعداد ثلاثة نماذج لعربات بتصاميم ذات طابع بغدادي، فيما أكدت استمرارها في رفع الحواجز الإسمنتية وفتح الشوارع المغلقة.
اقرأ أيضاً:مصر.. الباعة الجوّالون في مواجهة "ترجمان" الحكومة