وذكر تقرير للمفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية، في وقت سابق اليوم الأربعاء، أن تنظيم "داعش" يعاود الظهور في سورية، كما "قام بتعزيز قدراته في العراق"، مبينا أن التنظيم، الذي خسر ما كان يسميها "خلافته" على المستوى الإقليمي، عزز قدراته واستأنف أنشطته خلال الربع الحالي من العام.
وبيّن أن ""داعش" تمكن من توحيد ودعم عمليات في العراق وسورية، بسبب كون القوات المحلية غير قادرة على مواصلة عمليات طويلة الأجل، أو الحفاظ على الأراضي التي استعادتها"، لافتا إلى أن القوات العراقية لم تقم بأية عمليات مخطط لها على طول الحدود العراقية السورية في الربع الثالث من العام الحالي، مؤكدا أن التنظيم "يعمل من أجل العودة مجددا".
في المقابل، أكد جنرال بارز في قيادة العمليات العراقية المشتركة، وهي الجهة المسؤولة عن إدارة الحرب على تنظيم "داعش" في البلاد، لـ"العربي الجديد"، أن "التقرير لا يعكس واقع العراق اليوم"، مبيناً أن القوات العراقية تحقق انتشاراً كاملاً على كامل التراب العراقي، و"ما هو موجود حالياً هو عبارة عن جيوب وخلايا متناثرة وتتخفى بهيئات وصور مختلفة، وتجري عمليات مستمرة في مناطق شمال وغربي البلاد لتعقبهم".
وأضاف: "العراق يعدّ رداً على تقرير البنتاغون رغم أنه غير ملزم بذلك، لكن بهدف طمأنة المواطنين الذين لا يمكن أن يكون مثل هذا التقرير مريحاً لهم"، مشيراً إلى أن التنظيم "في تراجع، وآلة التجنيد لديه متوقفة، ويستمر في فقدان عناصر فاعلين في صفوفه قتلاً أو اعتقالاً".
واستدرك المتحدث بأن "ذلك لا يعني أن نقول إن خطر التنظيم زال، لكن نجزم أن مرحلة استيلائه على المدن والبلدات ولت إلى غير رجعة، وحالياً هو عبارة عن عصابات متناثرة تجرى ملاحقتها".
واليوم الأربعاء، قالت الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع العراقية إنها تمكنت من اختراق وتفكيك خلية لتنظيم "داعش" في الجانب الأيمن لمدينة الموصل (مركز محافظة نينوى شمالي العراق)، موضحة، في بيان، أن العملية أسفرت عن "اعتقال جميع عناصر الخلية الإرهابية".
وجاء تقرير المفتش العام بوزارة الدفاع الأميركية بعد أيام على تصريحات للسفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر، قال فيها إن "العراق ما يزال بحاجة إلى وجود قوات أجنبية"، موضحا أن القادة العراقيين يؤكدون دائما على ضرورة وجود قوات أميركية في البلاد لضمان عدم عودة تنظيم "داعش" الارهابي، وتدريب الجيش العراقي".
واعتبره عضو البرلمان عن "تحالف الفتح" (الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي") محمد البلداوي ذلك تدخلاً في الشأن العراقي، واصفاً تصريحات السفير الأميركي في بغداد بـ"الاستفزازية".
ودعا البلداوي وزارة الخارجية إلى استدعاء تولر وتسليمه مذكرة احتجاج "في أسرع وقت" للحد مما وصفها بـ"الانتهاكات الأميركية التي تسعى لجعل العراق تحت وصايتها".
ويقول مراقبون إن التصريحات الأميركية المتكررة حول خطر "داعش"، والمبالغ بها، قد يكون جانب منها لأهداف سياسية ترسخ لبقاء أميركي طويل أو تبرر تحركات لقواتها خارج معسكرات وجودها في العراق، والبالغ عددهم زهاء 10 آلاف عسكري ومستشار أميركي.
وفقا للخبير بالشأن السياسي العراقي علي كاظم الموسوي، فقد أوضح في حديث لـ"العربي الجديد" بأن ""داعش" قد يتضخم خطره أو يقل في الفترة المقبلة، بحسب القراءة السياسية في العراق والمصالح المترتبة على ذلك للفاعلين الرئيسين فيه"، معتبرا أن "التقرير مبالغ فيه، والقوات العراقية في وضع أفضل بكثير من السنوات السابقة، رغم وجود ثغرات أو خروقات أمنية، لكنها تبقى ضمن معدل المعقول أو الطبيعي في مرحلة ما بعد تحرير المدن بالكامل من قبضة التنظيم".