جدّد الطيران الحربي الروسي، اليوم الثلاثاء، استهداف مواقع المعارضة السورية في مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي، مُشكلاً غطاء سهّل سيطرة النظام السوري على المدينة.
وذكرت وكالة "نبأ"، أنّ هجمات جوية مماثلة "استهدفت الطريق الواصل بين مدينة الشيخ مسكين ومدينة نوى بعدة غارات جوية"، مشيرةً إلى أن "القوات البرية المهاجمة، رفعت علم النظام فوق الأبنية المرتفعة بمدينة الشيخ مسكين، إعلاناً عن سيطرتهم عليها بشكل كامل".
كما قال ناشطون محليون في جنوبي سورية، إنّ "قوات النظام والمليشيات التي تسانده، أحكموا سيطرتهم بعد ظهر اليوم، على مدينة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي".
وكانت الطائرات الحربية الروسية قد واصلت غاراتها، صباح اليوم، على المدينة، إذ شنت بحسب ما أكّد الناشط الإعلامي أحمد المسالمة لـ"العربي الجديد"، أكثر من ست غارات.
في وقت سابق، ذكرت وكالة "سانا"، التابعة للنظام، أنها نقلت عن "مصدر عسكري"، قوله إن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة العاملة في درعا فرضت سيطرتها الكاملة على مدينة الشيخ مسكين"، مشيراً إلى أن "إحكام السيطرة جاء بعد العملية العسكرية، التي بدأتها وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوى المؤازرة أواخر الشهر الماضي في المنطقة".
وكانت وسائل إعلام مُقرّبة من النظام، قد ذكرت، أمس، أنّ "الأخير سيطر على كامل الشيخ مسكين"، لكن المتحدث باسم "إعلاميو حوران المستقلون"، عامر الحوراني، نفى لـ"العربي الجديد"، سيطرة قوات النظام ومليشياته على كامل المدينة، لافتاً إلى أن القوات المهاجمة "سيطرت على معظم أحيائها"، مستفيدةً من "الهجمة الشرسة التي شنها الطيران الروسي".
وخضعت مدينة الشيخ مسكين، ذات الموقع الاستراتيجي الهام، والقطع العسكرية الواقعة على أطرافها، لسيطرة المعارضة السورية منذ الثالث والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي، ولاحقاً حاولت قوات النظام مراراً استعادتها، لكن جميع هذه المحاولات فشلت، حتى الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، إذ بدأ الطيران الحربي الروسي بشن عشرات الغارات اليومية هناك، ما أتاح لقوات النظام التقدم على مراحل لمعظم أحياء المدينة، بدءاً من أطرافها الشمالية.
وتبعد الشيخ مسكين الواقعة بريف درعا الشمالي عن مركز المحافظة نحو اثنين وعشرين كيلومتراً، والمسافة نفسها تقريباً إلى الجنوب من مدينة الصنمين، التي تحوي الفرقة الخامسة وثكنات عسكرية أخرى، تُعتبر أهم مراكز النظام العسكرية في عموم محافظة درعا.
كما تقع إلى الشرق من مدينة إزرع، التي تحوي مقرات عسكرية هامة للنظام، بأقل من ستة كيلومترات، وتكتسب أهمية إضافية، لكونها متاخمة لتفرع طرق مواصلات وإمدادات بين دمشق شمالاً ودرعا جنوباً.
اقرأ أيضاً: سورية: نحو 40 غارة روسية على درعا