أكثر من أسبوع ونشطاء لجان المقاومة الشعبية في البلدة والقرى المجاورة، يعدّون للمسيرة المركزية، باتجاه منطقة الجدار بمشاركة سياسية ورسمية وفصائلية، إضافة إلى شخصيات من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وعلى رأسهم محمد بركة، عضو لجنة المتابعة العربية، للتأكيد على أحقية الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه المسلوبة.
في بلعين، لا ييأس أهالي القرية من الخروج في كل أسبوع، ولو أنه في آخر عامين، وربما أكثر، لم يتحقق أي تغيير في مخططات الاحتلال بسلب المزيد من أراضي القرية، لكنهم بحسب ما يقول راتب أبو رحمة المنسق الإعلامي للجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين لـ"العربي الجديد"، إنّهم يواصلون مسيرتهم التي تكلف وتنهك جنود الاحتلال الذين يحضرون لقمع المسيرة والمشاركين فيها.
يحتاج جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى الكثير من العتاد والآليات لنقلهم، ويقتحمون القرية بالعشرات لملاحقة الشبان، ما يجعلهم في حالة استعداد دائم، لا سيما عندما يقترب موعد المسيرة الأسبوعية، التي يشارك فيها أهالي القرية ونشطاء سلام أجانب وإسرائيليون.
"المهمة هي إشغال جنود الاحتلال وإثبات وجود في الأرض" حسب أبو رحمة، الذي يؤكد إصرار أهالي القرية على استعادة أرضهم وتذكير العالم بأن الاستيطان ينهب أراضي يعيش عليها أصحابها ويملكونها بوثائق وأوراق ثبوتية.
خلال سنوات المقاومة الشعبية الاثنتي عشرة، تمكن أهالي القرية من استعادة 1200 دونم من الأراضي المصادرة، و600 دونم من أراضي القرى المجاورة حينما تمكنوا من تغيير مسار الجدار العازل، كذلك منعوا إقامة أكثر من 1500 وحدة استيطانية على الأراضي المزمع مصادرتها.
قدّمت بلعين شهيدين والمئات من الجرحى، إضافة إلى أكثر من مائتي معتقل، كما واجهت عمليات اقتحام ينفذها جنود الاحتلال بشكل متكرر لمنازل نشطاء المقاومة الشعبية، إلى جانب تخويف الأطفال والتعرض لهم والتحقيق معهم بتهم الرشق بالحجارة.
ورغم كل تلك الاعتداءات، فإن أهالي القرية لن يتوقفوا، بحسب أبو رحمة، عن مسيراتهم الأسبوعية حتى استعادة كافة الأراضي ووقف بناء الجدار، في الوقت الذي سيواصلون فيه تعميم فكرة المقاومة الشعبية في كافة القرى والبلدات الفلسطينية، ردا على تصريحات الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، ورئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو.