04 اغسطس 2023
بلفور وأستاذ التاريخ
دخل أستاذ التاريخ إلى الصف وبيده خريطة فلسطين، وعلّقها على اللوح. طلب من إحدى الزميلات أن تقف لتعدد البلاد الحدودية لفلسطين. نجحت الطالبة بذكر سورية ولبنان والأردن ومصر، باعتبار أن أسماء تلك البلدان مذكورة على الخريطة. بعد التعداد والإشارة إليهم قال الأستاذ: هذه الدول الأربع ومعها 18 دولة خانوا فلسطين.
روى الأستاذ ما حصل في نكبة 1948 واسترسل بالمجازر وخوف الفلسطينيين من الاغتصاب والقتل وكيف تشتت الشعب في مخيمات اللجوء. في آخر الصف رفعت طالبة يدها لتسأل قائلة "جدي أخبرني عن جيش الإنقاذ العربي لكنه أكد أنّ الكثير من العرب قاتلوا من أجل فلسطين، وكذلك حكى عن عبد القادر الحسيني، لكني لم أعرف تماماً من هو كلوب باشا، وما كان دوره؟".
أجاب الأستاذ موضحاً أن الشعوب العربية طالما كانت في الصفوف الأولى للدفاع عن القضية الفلسطينية، وأنها قدمت رجالاً ذهبوا شهداء الخيانة التي كان الرؤساء مصدرها. واسترسل شرحاً عن كلوب باشا، بداية باسمه الحقيقي وهو جون باجوت جلوب، مروراً بجنسيته الإنكليزية، وصولاً كيف خان القضية عندما قاد الجيوش العربية، كما أنه امتداد لآرثر جيمس بلفور. وهنا بدأ الحديث عن بلفور ووعده للورد ليونيل والتر روتشيلد في 2 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1917.
توقف الأستاذ عند نقاط وأسماء مثل سايكس بيكو، الوكالة اليهودية، الدولة العثمانية، حاييم وايزمن، إلخ..، لكن المفارقة التي علقت في ذهن طالبة عمرها لم يتجاوز العاشرة، أن بلفور كان يكره اليهود ومع ذلك ساعدهم ومنحهم أرضاً ووطناً. هذا السؤال طرحته على الأستاذ فأجاب قائلاً: "إنّ بلفور كان يريد التخلص من يهود أوروبا لا أكثر".
بعد مئة عام على وعده، يتضح أنّ بلفور لم يحب اليهود لكنّه كان يكره العرب أيضاً، وذلك لأنه أسس لدولة عنصرية في قلب الوطن العربي تخدم المصالح الغربية.