نفى رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بن كيران، وجود اختلافات ذات طابع إيديولوجي بين الأحزاب المشكلة للحكومة التي يقودها حزبه "العدالة والتنمية" ذو المرجعية الإسلامية، إلى جانب حزب "التقدم والاشتراكية" اليساري، وحزبي "الأحرار" و"الحركة الشعبية"، اليمينيين.
وأشار رئيس الحكومة المغربية، اليوم السبت، بمناسبة افتتاحه للبوابة الإعلامية لحزبه، إلى أن "لا خلافات حادة بين العلمانيين والإسلاميين بالمغرب، ويسود الانسجام بينهم، على الرغم من اختلاف الآراء بين الطرفين حول عدد من القضايا".
وأبرز بن كيران، أن "الاختلاف ليس مطروحاً بين الإسلاميين واليساريين في الحكومة، بل يكمن أساساً في الاختلاف بين الذين يريدون عودة التحكم السياسي، والذين يطمحون في القطع مع تلك الممارسات"، في إشارة إلى ما يسميه بن كيران "التماسيح" التي تقف في وجه الإصلاح.
وقال "نحن بصدد منطقين، الأول يقول بالتحكم من خلال مختلف الوسائل بما في ذلك وسائل الدولة، وله أعضاء وأجراء يتحركون في هذا المنطق"، والثاني يقول إن "المغاربة نضجوا، ولم يعودا بحاجة إلى كل هذا التحكم، وأنهم يستطيعون الاستمتاع بكافة حقوقهم".
ودأب بنكيران على انتقاد ما يسميها "العفاريت والتماسيح"، التي تعمل جاهدة على اختلاق بؤر التوتر وإفساد الحياة السياسية بالمغرب، لعرقلة ما تعتبرها الحكومة ورشاً كبرى للإصلاح السياسي والتنمية الاقتصادية ومحاربة الفساد.
وعزا بن كيران الانسجام الموجود بين مكونات الحكومة، على الرغم من أن بعض الأحزاب المكونة لها تستند إلى إيديولوجيات متناقضة أحيانا بين حزب إسلامي وآخر اشتراكي، إلى غياب ذلك الصراع الحاد بين الإسلاميين واليساريين في المشهد السياسي عموماً، والحكومة خصوصاً.
ولفت رئيس الحكومة المغربية، إلى أن "النقاشات ذات الحمولات الإيديولوجية بين أحزاب الحكومة الحالية لا تظهر إلا لماماً". وأضاف أن "هذه الاختلافات سرعان ما تختفي بمجرد التركيز على أن الهدف من العمل الحكومي هو الإصلاح السياسي والتنمية الاقتصادية".
ويشرح بن كيران أن "الاختلافات الإيديولوجية قد تُطرح بين مكونات الحكومة في بعض الملفات والقضايا، غير أن شركاء حزب العدالة والتنمية في الحكومة، يؤمنون بأن الإصلاح يمكن تطبيقه في خضم الاختلاف".