تسلمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الإثنين، مذكرة رسمية من مصر، بترشيح وزير الخارجية الأسبق، أحمد أبو الغيط، لمنصب الأمين العام للسنوات الخمس المقبلة، خلفا للدكتور نبيل العربي، الذي أعلن رغبته في عدم التجديد لولايته، التي تنتهي في 30 يونيو/حزيران المقبل، ليكون بذلك أبو الغيط مرشحا وحيدا للمنصب.
وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، فى تصريحات صحافية، إن الأمانة العامة للجامعة قامت بتعميم المذكرة المصرية على الدول الأعضاء بالجامعة، بشأن المرشح المصري أبو الغيط، مضيفاً أنه هو المرشح العربي الوحيد الذي تلقت الأمانة العامة مذكرة رسمية بشأنه، وسيتم عرض موضوع التعيين له فى دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية، على مستوى وزراء الخارجية يوم الخميس المقبل بالقاهرة، برئاسة دولة الإمارات.
وأكد بن حلى مجددا أن الأمانة العامة لم تتلق أي ترشيحات من الدول العربية سوى اسم المرشح المصري.
وأثار ترشيح النظام المصري لأبو الغيط لمنصب الأمين العام للجامعة العربية الكثير من الجدل، بحيث انتقد عدد من الدبلوماسيين المصريين اختيار هذه الشخصية المعروفة بمواقفها المدافعة عن الاحتلال الإسرائيلي، وعدم الاكتراث في توجيه البوصلة للدفاع عن القضية الفلسطينية، مؤكدين أنه لا توجد لديه المؤهلات الكافية لقيادة العمل في الجامعة، على الرغم من السنوات التي قضاها سفيراً لمصر في عدد من دول العالم.
اقرأ أيضا: دبلوماسيون مصريون يحذرون من اختيار أبو الغيط للجامعة العربية
وأكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير إبراهيم يسري، أنّ "أبو الغيط ليس الشخص المناسب في المكان المناسب. مُنيت مصر بكثير من الأزمات السياسية في عهده عندما كان وزيراً للخارجية المصرية. ولا يخفى على أحد موقف أبو الغيط من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ فهو صاحب التصريح الشهير الخاص بقيام مصر بقطع رجل أي أحد يحاول اقتحام الحدود".
وأشار يسري، في حديث سابق لـ"العربي الجديد"، إلى أن الجامعة العربية في المرحلة المقبلة "تحتاج إلى من يعيد صياغة نظامها، وبناء مؤسساتها، وتطوير أدوات ووسائل العمل فيها، واسترداد ثقة الشعوب بها بعدما فُقد الأمل بنتائجها".
ويرجح السفير المصري أن يواجه أبو الغيط الكثير من النقد واللوم من قبل الدول العربية بعد توليه المنصب. "كما أن الجامعة ستشهد كثيراً من الأزمات في عهده"، مؤكداً أن "هناك رفضاً عربياً مكتوماً لتوليه المنصب ربما ينفجر خلال الأيام المقبلة". ويلفت إلى أنّ "أبو الغيط، الذي تجاوز الـ77 عاماً، لا يمكنه أن يكون الأمين العام للجامعة التي تعمل لمدة أكثر من 20 ساعة يومياً"، على حدّ تعبيره.
ويؤكد يسري أنّ "هناك غضباً شعبياً في مصر من احتمال عودة أبو الغيط إلى الحياة السياسية مرة أخرى بعد إبعاده من وزارة الخارجية في مارس/ آذار 2011، إثر قيام ثورة 25 يناير"، موضحاً أن "تصريحاته التي يشيد فيها بإنجازات الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، غير المنطقية، التي قال فيها إنّه منقذ مصر، تؤكد أنه لا يصلح للمنصب".
من جانبه، يرى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أحمد أبو الخير، أن "احتكار مصر لمنصب الأمين العام للجامعة العربية ليس حقاً إنما هو "عُرْف" غير مثبت أو مكتوب في ميثاق الجامعة". ويضيف أبو الخير لـ"العربي الجديد"، أنّه "إذا كان هناك عرف بأن يكون مصرياً، لكون الجامعة توجد في القاهرة، فلا بد أن يكون من يتولى هذا المنصب صاحب فكر، وشخصية مستقلة، ومتوازنة، وله حضوره في الأوساط الإقليمية والدولية، وقدرات خاصة في ضبط إيقاع العمل العربي الشائك بحيادية وقوة".
اقرأ أيضا: أبو الغيط مرشحاً للجامعة العربية باسم "الاستمرارية المصرية"